صورة الخبر

09:27:54 2025-04-21 : اخر تحديث

09:27:54 2025-04-21 : نشر في

هل يقترب السوداني من الولاية الثانية في ظل انقسام الإطار وغياب الصدر؟

حجم الخط

سيف العبيدي ـ شبكة الساعة

بدت الخلافات والانقسامات داخل الإطار التنسيقي الحاكم في العراق واضحة طيلة الأشهر الماضية، ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الـ 11 من تشرين الثاني المقبل زادت تلك الخلافات ووصلت إلى مرحلة التشظي واللا عودة.

وكما كان متوقعاً، تحول الإطار التنسيقي إلى فريقين رئيسين: الأول يقوده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وهو الفريق المؤمن بدولة المؤسسات والذي يتعاطى بإيجابية مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم ويسعى لإعادة ترتيب العلاقة مع إيران، أما الفريق الثاني فيقوده نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون وقيس الخزعلي زعيم حركة العصائب وقادة فصائل مسلحة منضوية في الإطار، وهو الطرف الذي ما يزال يرفع شعار الممانعة والمقاومة ويجاهر بقربه من إيران وسياساتها ويعزز مفهوم الدولة العميقة في البلاد، كما يصف مراقبون للشأن العراقي.

وجاء لقاء الدوحة الأخير الذي جمع السوداني والرئيس السوري أحمد الشرع بوساطة أمير قطر تميم بن حمد، ليشكل الضربة القاضية التي أنهت فرص توحد قوى الإطار قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وكشفت مصادر عراقية في وقت سابق عن انشطار مكونات الإطار التنسيقي إلى فريقين سياسيين انتخابيين وذلك عقب إعلان رئيس الحكومة ترشحه للانتخابات النيابية، وأكدت أن ما عزز انشطار الإطار لقاء السوداني بالشرع برعاية قطرية.

وقالت المصادر إن "الإطار التنسيقي انقسم إلى فريق يذهب باتجاه دعم الحكومة الحالية ويضم السوداني وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم وزعيم منظمة بدر هادي العامري وأحمد الاسدي ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ونائب رئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، فيما يضم الفريق الثاني كلّاً من زعيم دولة القانون نوري المالكي والأمين العام لحركة العصائب قيس الخزعلي وياسر صخيل وبعض القوى والمكونات الشيعية الصغيرة".

وتابعت أن "التنافس الانتخابي هذه المرة يختلف عما سبقه، والأيام القادمة ستكشف  الكثير من التفاصيل، علما أن الفرق المنقسمة داخل الإطار دخلت في تحالفات كبيرة مع المكونات الأخرى، إذ يضم فريق السوداني قيادات الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان وزعامات وقيادات سنية بارزة، فيما التحقت كتلة التغيير الكردية وبعض الأطراف السنية الصغيرة بفريق المالكي".

وأعلن السوداني خلال كلمته في ملتقى السليمانية التاسع الأربعاء الماضي ترشحه رسميًا للانتخابات المقبلة، مؤكدًا أن العراق بحاجة إلى إصلاحات جريئة وشاملة تعيد بناء الدولة وتنهض بواقعها.

ويسعى السوداني عبر الترشح في الانتخابات المقبلة إلى الحصول على ولاية ثانية، ولا سيما أن التيار الصدري أعلن مقاطعة الانتخابات وأن السوداني يحظى بدعم القوى الشيعية المعتدلة والعديد من المحافظين المؤثرين في مناطقهم كمحافظ البصرة أسعد العيداني ومحافظ واسط محمد جميل المياحي ومحافظ كربلاء نصيف الخطابي، إلى جانب دعم غالبية القوى السنية والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

غير أن خصوم السوداني داخل البيت الشيعي يحاولون استغلال لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في توجيه الضربات والانتقادات له بعد اتهام الشرع بتنفيذ عمليات إرهابية خلال وجوده في العراق بعد العام 2003.

وفي وقت سابق أكد النائب عن العصائب علاء الحيدري أن لقاء السوداني بالشرع أو دعوته إلى بغداد سيؤدي إلى انتهاء السوداني من الناحية الشعبية.

وقال الحيدري في تصريح صحفي: إن "لقاء السوداني بالشرع سيضر السوداني كثيرا من الناحية الشعبية والانتخابات المقبلة"، مبينا أن من شأن ذلك انتهاء شعبية السوداني على اعتبار أن غضب واسع سيوجه ضده ولاسيما من قبل عائلات ضحايا الإرهاب والذين ينظرون للشرع على أنه أحد المتورطين بقتل أبنائهم"، حسب وصفه.

بدوره، هاجم النائب عن الإطار التنسيقي، مصطفى جبار سند، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على خلفية لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع، واصفاً إياه بأنه "غير موثوق وغير مأمون".

بالمقابل، يؤكد مراقبون للشأن العراقي أن حظوظ السوداني هي الأقوى للوصول إلى الولاية الثانية، وأن لقاءه بالشرع لن يؤثر على فرصه في ذلك رغم حملة التحريض الموجهة ضده بعد اللقاء مع الشرع.

ويرجح الباحث في الشأن السياسي العراقي محمد مطلبي أن يحقق السوداني نجاحا كبيرا في الانتخابات المقبلة نتيجة لنجاحه في إدارة البلاد بشكل صحيح خلال الظروف المتوترة التي مرت بها المنطقة من جهة، والدعم الشعبي الذي يحظى به من جهة أخرى.

وقال مطلبي في حديث مع شبكة "الساعة": إن "السوداني له سجل كبير من الإعمار والانجازات داخل العراق وقصة نجاح في المجال الخدمي والاقتصادي والسياسي"، مبينا أن "السوداني يعتمد في الانتخابات على الدعم الجماهيري العراقي إذ من المتوقع أن ينحاز الناخبون بعيدا عن قوى الإطار الراديكالية ويقتربون من السوداني".

وأضاف أن "السوداني يخاطب الجمهور الصامت والذي يشكل الغالبية من العراقيين الذين يعلمون جيدا أهمية الاقتصاد والاستقرار السياسي وأهمية دور السوداني في تجنيب العراق العقوبات الدولية والضربات العسكرية والحرب خلال فترة التصعيد التي عاشتها المنطقة مؤخرا".

وأوضح مطلبي أن "لقاء السوداني بالشرع لن يؤثر على فرص السوداني للوصول إلى الولاية الثانية أو تحقيق الفوز الكبير في الانتخابات المقبلة"، لافتا إلى أنه "على العكس من ذلك سيكون اللقاء عاملا يعزز فرص السوداني لأن الجمهور الداعم له يعي أن السوداني سعى عبر هذا اللقاء لتقديم مصلحة الدولة العراقية وأنه تعامل بهذه الخطوة كرجل دولة".

ويتفق مع ذلك الباحث والمحلل السياسي عائد الهلالي، الذي أكد أن منصب رئاسة الوزراء يخضع بشكل كبير للتوافقات والتحالفات بعد الانتخابات، لكنه أشار إلى أن حظوظ السوداني للوصول إلى الولاية الثانية هي الأقوى لما حققه من إنجازات على الصعيد الخدمي والسياسي الداخلي والخارجي.

وقال الهلالي في حديث لشبكة "الساعة": إن "السوداني يحظى بدعم العديد من الأطراف الشيعية والسنية والكردية فيما تحاول قوى شيعية أخرى الوقوف أمام طريقه في الوصول إلى الولاية الثانية".

وبين الهلالي أن "بعض القوى التي تحاول التصيد بالماء العكر وأصحاب النظريات الضيقة والتي وضعت العراق خارج المنظومة الإقليمية والدولية وتسببت سياساتها بإغلاق العراق وأدخلوا البلاد في الأزمات من خلال تكريس النفس الطائفي والمذهبي والابتعاد عن فلسفة بناء الدولة"، مشيرا إلى أن "هذه الجهات هاجمت وانتقدت السوداني بسبب لقائه بالشرع في قطر رغم أن هذا اللقاء يصب في المصلحة الوطنية العراقية وأنه قطعا لم يأت بقرار منفرد من السوداني، بل جاء بالتشاور مع قوى الإطار والقوى السياسية الفاعلة في الدولة".

وأضاف الهلالي: أن "حصول السوداني على دعم قوى شيعية عديدة ومهمة إلى جانب دعم السنة والكرد يضمن له الحصول على رئاسة الوزراء مجددا رغم أن التوافقات والتحالفات لم تأخذ صورتها النهائية لغاية الآن وهي التي تحسم منصب رئاسة الوزراء"، منوها إلى أن "أحد عوامل قوة السوداني في المرحلة المقبلة أنه كان السبب المباشر في إعادة ثقة العراقيين في العملية السياسية والحكومة، وكذلك المنجزات التي حققها على الصعيد الخدمي والسياسي والاقتصادي وتثبيت الاستقرار".

وعن الانقسام داخل قوى الإطار التنسيقي يرى الهلالي أن "الانقسام يمثل حالة طبيعية، على اعتبار أن الإطار تشكل باتفاق مكونات وقوى شيعية وليس حزبا أو تيارا واحدا".

وفي وقت سابق أكد النائب عن كتلة بدر معين الكاظمي أن بدر تدعم تجديد ولاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مشيرا إلى أن الأداء الحكومي خلال الفترة الماضية كان ناجحًا بدرجة تستحق الاستمرار.

وقال الكاظمي إن "السوداني تمكن من إدارة المرحلة الحالية بشكل مقبول، ويستحق فرصة جديدة في دورة ثانية، وهو موقف تتبناه كتلة بدر وعدد من القوى السياسية الأخرى، بما في ذلك بعض الأطراف السنية".

وأضاف أن "التحالفات السياسية بعد الانتخابات المقبلة يجب أن تُبنى على أساس الوضوح والتفاهم المسبق حول اسم رئيس الوزراء، لتفادي الأزمات والمناكفات التي رافقت تشكيل الحكومات في السابق".

وتوقع نواب حاليون أن التحالف الذي سيقوده السوداني في الانتخابات المقبلة من المرجح أن يحصل على أكثر من 50 مقعدا في البرلمان، كما أنه يحظى بتحالفات قوية مع قوى شيعية مستقلة وصغيرة إضافة إلى قوى سنية وكردية.

اخترنا لك