صورة الخبر

18:18:41 2025-09-10 : اخر تحديث

14:50:35 2025-09-10 : نشر في

فضيحة أخلاقية تهز النظام.. سياسيون يلوحون بحرب "فيديوهات المحارم"

حجم الخط

فريق التحرير- شبكة الساعة

لم تتوقف حرب التسجيلات والتسريبات الصوتية في العراق عند حدود الاستهداف السياسي والانتخابي، بل تجاوزت لتصل مرحلة الابتزاز اللا أخلاقي في عملية التسقيط السياسي.

وكشفت تصريحات أدلى بها مؤخرا السياسي الحالي المقرب من رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء الأسبق بهاء الأعرجي عن دخول حالات الاستغلال والابتزاز غير الأخلاقية في عملية الاستهداف السياسي.

وقال الأعرجي في لقاء تلفزيوني: إن "أحد الأطراف سلم رئيس الوزراء فيديو غير أخلاقي لسيدة من محارم مزوري التسريبات الصوتية، لكن السوداني منع النشر".

وأضاف الأعرجي: أن "رئيس الوزراء تساءل عن جدوى فضح شخص لم يكن له دور في التسريبات، وربما تاب عمّا بدر منه، إن وُجد أصلًا ما يستدعي ذلك، فكيف نسمح لأنفسنا بالمساهمة في تشويه سمعة عائلته؟".

وهدد الأعرجي في حديثه بنشر المقاطع المصورة المخلة الخاصة بمحارم من ينشرون التسريبات الصوتية ضد مكتب رئيس الوزراء، إذا استمروا بنشر تلك التسريبات.

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة، وتحذيرات من وصول حالة الصراع السياسي إلى مراحل متدنية لا تستبعد استخدام التسقيط الأخلاقي من أجل ضرب الخصوم، ولا سيما أنها تأتي من شخصيات يشغلون مناصب حساسة ومقربة من رئيس الوزراء صاحب السلطة الأعلى في الدولة.

وعد المرصد العراقي للحقوق والحريات تصريحات الأعرجي بأنها ابتزاز خطير يهدد السلم المجتمعي في العراق.

وقال المرصد في بيان مقتضب تلقت شبكة "الساعة" نسخة منه: إن "المرصد يعبر عن قلقه من تهديدات مستشار رئيس الوزراء بهاء الأعرجي بنشر مقاطع مخلة ضد نساء عراقيات لاختلافه السياسي مع ذويهن، ويعد ذلك ابتزازاً خطيراً يهدد السلم المجتمعي، ويدعو الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات عاجلة بحقه".

 

كما انتقد النائب عدنان الزرفي ما ورد من تصريحات بشأن التسجيلات المصورة اللا أخلاقية، مشيرا إلى أنها تؤكد أن النظام الحالي فقد توازنه الأخلاقي وتجاوز إمكانية الإصلاح.

وقال الزرفي في تغريدة عبر منصبة "X": إن "النظام السياسي قد تجاوز إمكانية الإصلاح عندما فقد توازنه الأخلاقي".

وأضاف أنه "لن يتحدث عن حرب التسريبات فالقضية أكبر، فعندما تتبجح شخصية سياسية قريبة من رأس الحكومة بأنه منعهم من الانتفاع من تسجيل لا أخلاقي لخصم سياسي، فهذا يعني أولا أنهم يتقصون بيوت العراقيين، وثانياً أن لديهم النية لاستخدام ما يقع بأيديهم لإسقاط خصومهم، وثالثاً أنّ خصومهم لا عد لهم، فهم كل من يخالفهم الرأي، ونحن منهم".

وتابع أنه "لم يتركوا لنا ما نقوله، فهذا انحدار لن نخوض فيه، وعلى العراقيين أن يُحصّنوا بيوتهم من رعاتهم، والحل قريب".

ووصف المسؤول السابق في جهاز المخابرات العراقي سالم الجميلي الحديث عن التهديد بالمقاطع الخاصة المخلة، بأنه انحدار أخلاقي على مستوى الدولة.

وكتب الجميلي في تدوينة عبر منصة "X" وتابعتها "الساعة" جملة من التساؤلات عن ماهية الأساس القانوني الذي تم بموجبه توثيق هذا الفيديو؟ وهل كان استخباريا أم جاء بشكل عرضي أم استدراجا متعمدا بهدف الإيقاع؟ وكذلك إذا كان الفيديو وثيقة لأحد الأجهزة الأمنية، فكيف يتم عرضه أمام مجموعة من الأشخاص في مكتب رئيس الوزراء؟

وشدد الجميلي على أن الموضوع إن كان ملفقا من بهاء الأعرجي فهذا سلوك مشين في رأس السلطة، مشيرا إلى أن كلام الأعرجي يشكل فضيحة بكل المقاييس الأخلاقية والقانونية والأمنية.

 

الباحث في الشأن السياسي مجاهد الطائي أكد خطورة التلويح بحرب المقاطع المصورة المخلة، رغم أنه لم يستغرب من استخدامها من جهات سياسية تتحكم بالمشهد العراقي وقادت البلاد إلى الحالة التي تمر فيها اليوم.

وقال الطائي في حديث لشبكة "الساعة": إن "ملف حرب التسريبات الصوتية ليست جديدة إذ تستغلها بعض الشخصيات المتنفذة التي تستغل الأدوات التابعة للأجهزة الأمنية والاستخبارية والتي من المفترض أن تستخدم لحماية الأمن القومي العراقي".

وأضاف الطائي: أن "هذه التسريبات والتسجيلات تستخدم في العراق لأغراض التسقيط السياسي والانتخابي والذي يأتي نتيجة لطبيعة العمل السياسي العبثي الذي لا يخضع لأي أطر أخلاقية أو وطنية".

وفي إشارة إلى حديث الأعرجي عن وجود مقاطع مصورة غير أخلاقية، أكد الطائي أن "الحديث عندما يظهر من شخصيات نافذة ومهمة في الدولة تمثل سياقا خطيرا ويعكس لا أخلاقيات الأحزاب الإسلامية التي تحكم العراق وترتدي العمائم"، مبينا أن "ما تم الكشف عنه هو سياق طبيعي في ظل السلطة الحاكمة والأحزاب الإسلامية التي تبرر كل شيء من أجل خدمة مصالحها".

 من جهته وصف الباحث القانوني والسياسي أمير الدعمي التلويح بالابتزاز بالمقاطع المصورة المخلة بالحرب غير الأخلاقية، محذرا من تداعياتها السلبية على ثقة العراقيين بالعملية الانتخابية.

وقال الدعمي في حديث لشبكة "الساعة": إن "العراق يشهد مع قرب الانتخابات زيادة في حالات الاستهداف وعمليات التسقيط بين الكتل السياسية"، مبينا أنها "أخذت في المرحلة الحالية جانب التسقيط اللا أخلاقي والتهديد بهتك الأعراض".

وأشار الدعمي إلى أن "اقتران التسريبات والابتزاز بالتسجيلات والانتخابات سيؤدي إلى فقدان ثقة الناخب العراقي بالعملية الانتخابية على اعتبار أنها تبنى على الاستهدافات وهتك الأعراض".

وشدد على "ضرورة أن يكون هناك ضابط إيقاع لهذه الحرب غير الشريفة"، محذرا من أن "يكون المجتمع هو الضحية لهذه الحرب"، فضلا عن "فقدان الثقة بالانتخابات التي يأمل الجميع بأن تكون بوابة للتغيير الذي يطمح له العراقيون".

أما الباحث والمفكر غالب الشابندر فانتقد بشدة ما جاء في تصريحات الأعرجي ودعا إلى محاسبته قانونيا.

وقال الشابندر: إن "مجرد التفوه بهذه الكلمات حول الفيديو، يمثل جريمة كبرى تهز القيم الدينية والاجتماعية"، مؤكداً أن "الأعرجي تجاوز حدود السياسة ويستحق المحاكمة على ما صدر منه من تهديدات تمس الأعراض"، حسب تعبيره.

اخترنا لك