مشوار المنتخب العراقي في تصفيات كأس العالم.. فرص وتحديات وآمال

يترقب العراقيون من عشاق الساحرة المستديرة، بدء مشوار المنتخب العراقي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026، وسؤالهم الوحيد عن مدى قدرة "أسود الرافدين" على اجتياز المنافسة الصعبة، وتحقيق حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم.

المنتخب العراقي، في الدور الثاني من التصفيات المشتركة، تأهّل بسهولة نسبياً، أما في الدور الثالث (دور المجموعات النهائي)، وقع "أسود الرافدين" في المجموعة "B" إلى جانب منتخبات قوية مثل كوريا الجنوبية، الأردن، فلسطين، عُمان، والكويت.

وفي ختام مباريات المجموعة، حقّق المنتخب فوزًا على الأردن بهدف نظيف في عمّان، لكن هذا الانتصار لم يكن كافيًا لضمان التأهل المباشر، إلا أنه ضمن له الوصول إلى الملحق (المرحلة الرابعة) للتصفيات.

وبعد النتائج المتعثرة، قرر الاتحاد العراقي لكرة القدم، إقالة المدرب الإسباني جيسوس كاساس، وعين المدرب الأسترالي غراهام أرنولد لقيادة الأسود في المرحلة الحاسمة من التصفيات.

وتمثل المرحلة الرابعة (الملحق) الفرصة الأخيرة للمنتخب العراقي بعد أن وقع في مجموعة تضم كلًا من السعودية وإندونيسيا، وهي مجموعة متوازنة من حيث المستوى، لكنها لا تخلو من التحديات.

وتُفتتح المجموعة يوم غد الأربعاء بمواجهة المنتخب السعودي ضد إندونيسيا، ثم يلعب المنتخب العراقي ضد نظيره الإندونيسي السبت المقبل، قبل أن تُختتم المباريات بلقاء المنتخب العراقي ضد نظيره السعودي يوم الثلاثاء.

ويرى المحلل الرياضي ومدير إعلام نادي الموصل لكرة القدم، جاسم العثمان، خلال حديثه لشبكة "الساعة"، أن "استعدادات منتخبنا الوطني للملحق المؤهل لكأس العالم لم تكن بالمستوى المطلوب"، عازياً السبب إلى "عدم وجود تجمع مبكر للمنتخب لتطوير عنصر الانسجام بين اللاعبين وشرح الخطط الممكنة خلال التصفيات". 

وأضاف أن "من أهم التحديات التي تواجه المنتخب الوطني عاملي الأرض والجمهور بالنسبة للمنتخب السعودي "، مرجحاً أن "تشكل هذه التحديات ضغطًا كبيرًا على لاعبي المنتخب".

وبشأن المجموعة التي تضم "الأسود" قال العثمان: إن "المنتخبات الثلاثة حظوظها قائمة، بما فيها المنتخب الاندونيسي فهو فريق متطور لا يستهان به، فضلاً عن المنتخب السعودي يتسلح بعاملي الأرض والجمهور".

وتابع أن "منتخبنا الوطني لديه الإمكانيات الفنية من لاعبين وكادر تدريبي قادر على خطف بطاقة التأهل، رغم صعوبة الحسابات".

المحلل والإعلامي الرياضي، علي غالب يبدو متفائلاً خلال تصريحه لشبكة "الساعة"، ويؤكد أن "استعدادات المنتخب الوطني كانت جيدة بعد خوض بطولة كأس ملك تايلاند ومنح الفرصة للعديد من الأسماء"، لكنه كان يمني النفس بمباراة تجريبية مع منتخب مقارب لمستوى المنتخب السعودي.

وتابع أن "أبرز التحديات التي تواجه المنتخب الوطني الضغط الجماهيري في التواصل الاجتماعي، فضلًا عن عدم عدالة الاتحاد الآسيوي باختيار السعودية لاحتضان المجموعة"، مشيراً إلى "قرار الاتحاد كان ظالماً ومجحفاً".

وبين أن "المنتخب العراقي يمتلك حظوظًا كبيرة بالتأهل الى كأس العالم في حال اختيار تشكيل مناسب ودراسة المنتخبات المنافسة".

واختتم غالب حديثه بالقول: إن "المجموعة متوازنة وجميع المنتخبات تقريبآ بذات المستوى باستثناء السعودية التي ستكون مدججة بعاملي الأرض والجمهور".

بدوره، قال لاعب المنتخب العراقي، ميرخاس دوسكي، في تصريح صحفي: إنه "أحب اللعب على أرض الخصم، خصوصاً عندما يهتف الجمهور ضدك، فهذا الأمر يمنحني دافعاً أكبر ويجعلني أكثر قوة"، مبيناً أن "الفوز على الخصم في ملعبه وبين جماهيره، سيكون شعورا جميلاً".

وفي المحصلة، فإن حظوظ منتخبنا الوطني ليست معدومة؛ بل هي متوقفة على الأداء والنتائج في المرحلة الحاسمة، وسط دعوات وأمنيات بتحقيق حلم العراقيين في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.

وأمس الاثنين، وصلت بعثة المنتخب العراقي إلى مدينة جدة السعودية، استعداداً لخوض مواجهتي الملحق الآسيوي أمام منتخبي إندونيسيا والسعودية، وذلك برئاسة عدنان درجال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم.