صورة الخبر

09:45:11 2025-08-15 : اخر تحديث

17:43:27 2025-08-14 : نشر في

هل اقتربت الجولة الثانية من الحرب "الإسرائيلية" – الإيرانية؟ وكيف ستنعكس على العراق؟

حجم الخط

فريق التحرير- شبكة الساعة

تتزايد فرص استئناف الحرب بين "إسرائيل" وإيران بعد شهرين من توقف حرب الـ 12 يوما بين الجانبين والتي انتهت بتدخل أمريكي، غير أن التوقعات هذه المرة تشير إلى مشاركة أمريكية مباشرة في الحرب حال اندلاعها، لاسيما وأن إيران لم تبد تنازلا للاشتراطات الأمريكية بشأن البرنامج النووي والتخلي عن برنامجها الصاروخي، وحتى عن تدخلاتها في شؤون ما بقي من مناطق نفوذ تابعة لها في الشرق الأوسط.

ونشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا مؤخرا رجحت فيه شن إسرائيل هجوما عسكريا جديدا على إيران قبل شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، مرجّحة أن الموعد قد يتقدم إلى أواخر آب / أغسطس الحالي.

وأكدت المجلة أن إيران على علم بالنوايا الإسرائيلية لشن حرب جديدة، مشيرة إلى أن طهران صعّدت من استعداداتها، منتهجة إستراتيجية طويلة الأمد، إذ تعمل على ترتيب هجماتها الصاروخية بما يتوافق مع توقعها بصراع مفتوح.

وبحسب المجلة الأمريكية فإن خبراء عسكريين توقعوا أن تكون الحرب القادمة أكثر دموية من الأولى، خصوصاً إذا رضخ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للضغوط الإسرائيلية مجددًا وانضم إلى القتال، فقد تواجه الولايات المتحدة حرباً شاملة مع إيران.

ومع إعادة بناء إيران لمواردها العسكرية، فإن لدى إسرائيل حافزا لشنّ هجوم عاجل، علاوةً على ذلك، تُصبح الحسابات السياسية المتعلقة بهجوم آخر أكثر تعقيداً مع دخول الولايات المتحدة موسم انتخابات التجديد النصفي، وهو ما يؤكد، بحسب "فورين بوليسي" أن الحرب التالية خلال أشهر.

وتضغط الولايات المتحدة على إيران لتصفير ملف برنامجها النووي وتفكيكه، لكن إيران تسعى لاقتناص الفرصة وإكمال حلمها النووي الذي تعتبره مخصصا للأغراض المدنية.

وتهدد التصريحات الأمريكية بفرض عقوبات على إيران وربما توجيه ضربات عسكرية في حال لم تتخل طهران عن مشروعها النووي، لكن الأخيرة تؤكد أنها لن تخضع للإملاءات الأمريكية ولن تتخلى عن مشروعها.

وهذا الأسبوع، أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الأمم المتحدة بأنها مستعدة لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات على إيران ما لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي لملفها النووي بحلول نهاية آب / أغسطس الحالي.

وقالت رسالة مشتركة للدول الثلاث: إن "إيران لا يمكنها تحت أي ظرف من الظروف امتلاك أسلحة نووية".

وأكدت القوى الأوروبية الثلاث أنها "ملتزمة باستخدام جميع الأدوات الدبلوماسية المتاحة لضمان عدم تطوير إيران سلاحا نوويا ما لم تمتثل طهران للمهلة النهائية".

الحرب قادمة لامحالة

وتوقع الخبير العسكري العراقي أعياد الطوفان أن الجولة الثانية من الحرب بين إيران و "إسرائيل" قادمة لا محالة، كما توقع مشاركة أمريكية مباشرة فيها إلى جانب "إسرائيل".

 وقال الطوفان في حديث لشبكة "الساعة": إن "الجولة الثانية من الحرب قادمة لا محالة وإن حدثت ستشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رسمي وكذلك حلف الناتو بشكل غير معلن وستكون هذه المرة قاسية جدا ومؤثرة ومؤلمة جدا وستستهدف ليس تدمير القدرات الإيرانية العسكرية والنووية فحسب، بل البنى التحتية النفطية والغاز والملف الاقتصادي برمته ونظام الحكم في إيران".

 وأشار إلى أن "الدليل على ذلك هو الاستعدادات الإسرائيلية الكبيرة التي اعقبت حرب الـ 12 يوما ومنها تزويد أمريكا بـ 2 منظومة ثاد جديدة لإسرائيل الأمر الذي سيمكن الدفاع الجوي الإسرائيلي تغطية كل أجواءها وزيادة معالجتها إلى 60 هدف مرة واحدة، إضافة إلى ذلك أنه ولأول مرة في تاريخها وضع القوات الأمريكية قاصفتين من نوع B–2 بأمرة وتصرف إسرائيل، إلى جانب وصول حاملة طائرة أمريكية جديدة إلى المنطقة وقبالة السواحل الايرانية، مع إكمال استعدادات إسرائيل بخصوص الدفاع الجوي ( صواريخ ومنظومات) بمعنى إعادة تعبئة وتأمين خزين استراتيجي".

وأضاف الطوفان: أن "من الدلائل على قرب الجولة الثانية من الحرب هو تأمين إسرائيل للمواد التموينية الغذائية وإكمال كل مستلزمات الملاجئ بما يؤمّن الحماية ورسالة رئيس الحكومة نتنياهو إلى الشعب الإيراني والتي لأول مرة يشير بها"، قائلا "أيها الإيرانيون لقد حرمتم من أبسط حقوقكم على مدى 46 عاما لكنكم لستم وحدكم أنا معكم.. أقف إلى جانبكم.. إسرائيل تقف إلى جانبكم... قادتكم إلى زوال وايران ستتحرر قريبا.. لقد حان وقت العمل والنضال من أجل الحرية"، وبين أن "هذه الرسالة ليست رسالة إلى الشعب الايراني فقط، بل إلى اتباع إسرائيل في الداخل الإيراني".

وتابع أن "قناعتي الشخصية أن من قتل القادة العسكر والعلماء والخبراء النوويين الإيرانيين ودمر منظومة الدفاع الجوي بالكامل وباقي الأهداف خلال حرب الـ 12 يوما هو الغضب الشعبي الداخلي الإيراني الذي تعاون مع رجال الموساد بشكل رهيب يفوق التصور ليس بدافع المال وضنك العيش، بل للرغبة في الخلاص من النظام والحكم الحالي والدليل على ذلك هو دقة المعلومات الكاملة والغزيرة والكفاءة والسرعة في التنفيذ والمهارة والحذر الاختفاء والتمويه والسرية في العمل والتخطيط".

وعن زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الأخيرة إلى العراق، أكد الطوفان أنها جاءت لإعادة ضبط وتنظيم النفوذ الإيراني في العراق ولبنان بعد أن خسرت طهران نفوذها في سوريا.

كيف سيتأثر العراق بجولة الحرب الثانية؟

كما توقع الخبير الاستراتيجي فراس إلياس استئناف الحرب بين إيران وإسرائيل قريبا بسبب تعثر المفاوضات في الملف النووي الإيراني، فضلا عن محاولة إسرائيل استهداف المواقع العسكرية الإيرانية التي لم تصلها خلال حرب الـ 12 يوما.

وقال إلياس في حديث لشبكة "الساعة": إن "هناك مؤشرات توحي إلى امكانية اندلاع جولة ثانية من الحرب بين إسرائيل وإيران، ويظهر ذلك بوضوح بسبب تعثر المفاوضات في البرامج النووي الإيراني، ومحاولة إسرائيل إكمال استهداف المواقع التي بدأت في استهدافها خلال الحرب، كما يؤكد تلك التوقعات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وسعيه لخرق شرق أوسط جديد يخلو من إيران ونفوذها وهيمنة أتباعها".

ورجح إلياس أن "يكون الدور الأمريكي في الحرب عبر المشاركة الواسعة والمباشرة عكس المشاركة الماضية في حرب الأيام الـ 12 والتي كانت من خلف الكواليس وعبر الدعم اللوجستي والاكتفاء بتوجيه ضربة واحدة حاسمة"، كما توقع أن "تكون الحرب المقبلة بقرار أمريكي من أجل تحقيق رغبة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بتحويل إيران إلى دولة خالية من البرنامج النووي والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة".

وحذر الخبير الاستراتيجي من أن "العراق سيكون أبرز المتأثرين حال تجدد الحرب الإيرانية – الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن "تأثر العراق في الحرب لن يقتصر على الجانب الأمني، وإنما سيؤثر بشكل كبير على طبيعة النظام السياسي ومستقبل الفصائل المسلحة والحشد الشعبي وكذلك الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في تشرين الثاني المقبل".

ولفت إلياس إلى أن "الزيارات المتكررة لكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين الإيرانيين إلى العراق والتي تتمثل بزيارات قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني وأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني ووزير الخارجية عباس عراقجي تشير إلى أن طهران تنظر إلى العراق من زاوية الأهمية البالغة وأنه سيكون حاضرا في المواجهة المقبلة".

 ونوه إلى أن "إيران تسعى عبر تلك الزيارات والتحركات إلى إنتاج تموضع جديد في العراق يضمن بقاء نفوذها ويمهد حلفاؤها لأدوار عسكرية وسياسية في المرحلة المقبلة".

ليصلك المزيد من الأخبار والتقارير والتحليلات

اشترك بقناتنا على التليكرام

اخترنا لك