صورة الخبر

10:03:07 2025-10-21 : اخر تحديث

10:03:07 2025-10-21 : نشر في

ما هي الملفات التي سيعالجها مبعوث ترامب الجديد إلى العراق؟

حجم الخط

فريق التحرير- شبكة الساعة

يفتح تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبعوثه الجديد إلى العراق مارك سافايا الباب أمام تساؤلات عدة عن طبيعة العلاقة المستقبلية وشكلها بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، وهل سيكون بداية لتصعيد يفضي لفرض الرؤية الأمريكية على العراق أم مفتاحا لحل الخلافات السابقة والمضي بصفحة جديدة تقوم على تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي.

لكن المرجح أن تعيين المبعوث الجديد يعني وضع العراق على الأجندة الأمريكية وبقوة في الفترة المقبلة، والبدء بمرحلة جديدة تكون واشنطن فيها أكثر حدة في التعامل مع الملفات الشائكة بين البلدين وخاصة موضوع العلاقة مع النظام الإيراني ومستقبل الفصائل المسلحة العراقية التابعة لطهران من أجل الانطلاق نحو علاقات اقتصادية قوية بين واشنطن وبغداد.

ويتوقع باحثون سياسيون أن احتمالية التركيز الأمريكي على العراق في الفترة المقبلة جاءت نتيجة لرغبة إدارة ترامب إنهاء الارتباط العراقي بإيران، والتحرك الفعلي نحو هذا الاتجاه، إلى جانب شخص المبعوث الأمريكي الخاص والذي يرجع لأصول عراقية كلدانية من منطقة سهل نينوى والتي تخضع لنفوذ وهيمنة الفصائل القريبة من إيران وأبرزها فصيل بابليون الذي يتزعمه المسيحي ريان الكلداني وكذلك قوات حشد الشبك القريبة من حركة بدر بزعامة هادي العامري، كما أن سياسيين عراقيين بارزين توقعوا أن يكون التعامل الأمريكي مع العراق أكثر حدة.

والأحد الماضي، أعلن تعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً إلى العراق، وقال ترامب في منشور على منصته الرسمية "تروث سوشيال": إن "مارك سافايا سيشغل منصب المبعوث الخاص إلى جمهورية العراق، فالفهم العميق الذي يمتلكه للعلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وصلاته الواسعة في المنطقة، سيسهمان في تعزيز مصالح الشعب الأمريكي".

وأضاف أن "سافايا كان أحد العناصر الأساسية في حملته الانتخابية بولاية ميشيغان، وأنه ساعد إلى جانب فريق من المستشارين في تحقيق رقم قياسي في عدد الأصوات التي حصل عليها ترامب من الأميركيين المسلمين خلال الانتخابات".

تعزيز الشراكة بين بغداد وواشنطن

وفي أول موقف من المبعوث الجديد إلى العراق، أكد سافايا، التزامه التام بتعزيز الشراكة بين بغداد وواشنطن.

وقال سافايا في رد له على تدوينة الرئيس الأمريكي بشأن تعيينه مبعوثا خاصا للعراق: إنه "ملتزم بتقوية الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق تحت قيادة الرئيس ترامب وتوجيهاته".

من وجهة النظر العراقية، يرى وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري أن تعيين سافايا يعني أن الوضع في العراق غير طبيعي ويحتاج للتعديل.

وكتب زيباري على منصة "X" إن "تعيين سافايا الأمريكي المسيحي الكلداني ذي الأصول عراقية هو اعتراف بأن الوضع في العراق غير طبيعي ويحتاج إلى إجراءات وقرارات خارج الأطر الدبلوماسية والرسمية المعتادة لتصحيح وتقويم الوضع المضطرب و المشوش".

 كيف سيتعامل المبعوث مع النفوذ الإيراني في مسقط رأسه؟

يرى محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي أن تعيين المبعوث الأمريكي الجديد مارك سافايا الكلداني وأصوله القريبة إلى مدينة تلكيف فيه إشارة واضحة إلى أهمية الملف المسيحي في العلاقة العراقية الأمريكية، وأشار في منشور له على منصة "فيسبوك": إنه "بمعنى آخر سينعكس هذا التعيين بسخونة على التواجد المؤيد لإيران في سهل نينوى".

ويرجح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن تكون مهام سافايا في العراق ذات طابع اقتصادي وأمني، ولا سيما أنه الأقرب إلى توجهات ترامب الاقتصادية نحو العراق.

وقال الفيلي في تصريح لشبكة "الساعة": إن "سافايا هو الأقرب إلى توجهات الرئيس الأمريكي وهو شخصية اقتصادية ويقترب بذلك من ترامب الذي ينظر للعراق كواحة اقتصادية مهمة والتي عبر عنها خلال حديثه في مؤتمر شرم الشيخ قبل أيام إذ أشار إلى أن العراق بلد غني، ولكنه لا يعرف كيفية إدارة ثرواته".

وأضاف الفيلي: أن "المهمة المتوقع تحميلها لسافايا تنحصر ما بين التحرك نحو تعزيز التعاون في مجال الاقتصاد والطاقة والاستثمارات، فضلا عن معالجة مشكلة الفصائل المسلحة القريبة من إيران".

وأوضح أن "انتماء المبعوث الأمريكي لقضاء تلكيف في سهل نينوى سيجعله مسؤولا عن تنفيذ الرؤية الأمريكية في هذه المنطقة من خلال تفكيك الخنادق المتصارعة في سهل نينوى والتي تتمثل بوجود فصائل مسلحة تابعة للحشد الشعبي كجماعة بابليون وحشد الشبك وكذلك الجهات الكردية التي خسرت هذه المنطقة المهمة قبل سنوات".

وأشار الفيلي إلى أن "التوجه الأمريكي في المرحلة المقبلة قائم على تفكيك الملفات العالقة ولا سيما فيما يخص وضع الفصائل المسلحة القريبة من إيران، ومن ثم الانطلاق نحو تأسيس شراكة اقتصادية بين البلدين ودخول الشركات الأمريكية إلى الساحة العراقية"، مبينا أن "خيار التدخل العسكري الأمريكي يبقى قائما في العراق في حال لم تنجح رؤيتها من خلال تحرك المبعوث الأمريكي الجديد".

المبعوث يحمل أهدافا اقتصادية

ويذهب إلى ذلك الدبلوماسي السابق والباحث في الشأن العراقي غازي فيصل، إذ يؤكد أن المبعوث الجديد ستنحصر مهمته في تطوير الشراكة الاقتصادية.

وقال فيصل في حديث لشبكة "الساعة": إن "تعيين ترامب لمبعوث أمريكي للعراق من أصول عراقية يؤكد اهتمامه بتطوير العلاقات الأمريكية العراقية بعد مظاهر الجمود وتعليق العمل الدبلوماسي وعدم تعيين سفير دائم والاكتفاء بتعيين قائم للأعمال"، مرجحا أن "تكون المرحلة المقبلة مرحلة إعادة تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية بين البلدين".

ولفت فيصل إلى أن "المبعوث الأمريكي يفهم مشاكل العراق والمخاطر الاقتصادية وهو سيذهب باتجاه إعادة الاستثمارات الأمريكية وفتح الباب للشركات الأمريكية للدخول إلى العراق، وخاصة بعد حديث ترامب عن أهمية معرفة كيفية استثمار الموارد العراقية خلال مؤتمر شرم الشيخ في مصر مؤخرا".

وأوضح فيصل أن "طبيعة مهام المبعوث الأمريكي الجديد للعراق ولا سيما المتعلقة بالجانب الاقتصادي والشراكة في الاستثمارات المختلفة سيؤدي إلى إلحاق الضرر بإيران، على اعتبار أن التواجد الاقتصادي الأمريكي والغربي والعربي في العراق يعني إلحاق نتائج عكسية بالجانب الإيراني".

وأشار إلى أنه من الناحية السياسية والدبلوماسية، فإن وجود المبعوث الأمريكي لا يعني التضارب في العمل مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية، الذي يتولى الأمور السياسية والتواصل مع الحكومة العراقية، بينما من المفترض أن يتولى سافايا مهمة تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمار والطاقة وغيرها من الأمور، إلى جانب مهمة تفكيك الفصائل المسلحة وإنهاء دورها في العراق لضمان نجاح الرؤية الاقتصادية الأمريكية في العراق.

 من هو مارك سافايا؟

ومارك سافايا هو رجل أعمال من أصول عراقية كلدانية، تنحدر عائلته من منطقة سهل نينوى وتحديدا في قضاء تلكيف وهو من مواليد 1983، وغادر العراق مع عائلته إلى الولايات المتحدة بداية تسعينيات القرن الماضي.

يقيم سافايا في منطقة مترو ديترويت بولاية ميشيغان، ويُعدّ من أبرز المستثمرين في صناعة القنّب القانونية في الولايات المتحدة، ويمتلك سلسلة متاجر تحمل اسم Leaf & Bud، كما يقود شركة متخصصة بالزراعة الداخلية لنبات القنّب بتقنيات متقدمة.

ولم يشغل سافايا أي منصب سياسي أو أمني في الفترة الماضية، ولكنه كان أبرز المشاركين في الحملة الانتخابية لصالح الرئيس ترامب في ولاية ميشيغان، حيث كان له الأثر الكبير في تصويب أصوات الأمريكيين من الأصول العربية والإسلامية في تلك الولاية لصالح انتخاب ترامب.

ورغم عدم وجوده في منصب رسمي، إلا أنه كان رجل الظل في المفاوضات التي أفضت لإطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية – الروسية التي اختطفتها جماعة حزب الله العراقي في بغداد.

وعقب تعيينه في المنصب، قدمت الباحثة الإسرائيلية – الروسية إليزابيث تسوركوف، التي أُفرج عنها من قبضة كتائب حزب الله بعد 903 أيام من الأسر، التهاني لسافايا على هذا التعيين المهم، مشيرة إلى أنه "لعب دورًا محوريًا في تحريرها دون أي مقابل"، مضيفةً أن "هذا التعيين خبر سيّئ للغاية لكل من يخدم مصالح إيران في العراق ويسعى لتقويض السيادة العراقية".

ليصلك المزيد من الأخبار والتقارير والتحليلات

اشترك بقناتنا على التليكرام

اخترنا لك