صورة الخبر

16:26:19 2024-12-11 : اخر تحديث

06:16:25 2024-09-17 : نشر في

من هم "الأزهريون" الذين أمر الصدر بطردهم وملاحقتهم أمنيا؟

حجم الخط

سيف العبيدي ـ شبكة الساعة

مرة أخرى يعود زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى المواجهة مع "الميليشيات الوقحة"، وتحديدا من أسماهم "الأزهريون"، حيث وجه باستبعادهم من صفوف سرايا السلام الجناح العسكري للتيار الصدري.

ومنذ سنوات أطلق الصدر تسمية "الميليشيات الوقحة" على الفصائل المسلحة المعادية له، والتي انشقت أغلبها من صفوف التيار الصدري، حيث يعرف من التصريحات الإعلامية للصدر أن تسمية "الميليشيات الوقحة" تستهدف حركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي الذي عمل قياديا في جيش المهدي والتيار الصدري، قبل أن ينشق ويشكل حركته التي باتت تمتلك ثقلا عسكريا وسياسيا كبيرين في عموم العراق.

ونشر صالح محمد العراقي الذي يعرف بـ "وزير الصدر" بيانا على منصة "X" أكد فيه توجيه الصدر بطرد من أسماهم "الأزهريون" من تشكيلات سرايا السلام.

وقال العراقي في البيان: "على تحسين الحميداوي طرد كل المنتمين للمليشيا الوقحة: (أزهريون) من تشكيلات سرايا السلام".

وأضاف أنه "على التيار الوطني الشيعي مقاطعتهم وتبليغ الجهات الأمنية عنهم وعن أفعالهم المشينة التي تزعزع أمن الوطن".

والحميداوي الذي أصدر الصدر له الأمر بطرد "الأزهريون" يشغل منصب قائد "سرايا السلام" القوة العسكرية للتيار الصدري والذي يعرف اليوم باسم "التيار الوطني الشيعي".

السرايا تطرد الفرطوسي

وبعد ساعات من دعوة الصدر، أعلنت سرايا السلام طرد صمد الفرطوسي من تشكيلاتها، وذلك استجابة لتوجيهات زعيمها مقتدى الصدر.

وبحسب وثيقة صادرة عن سرايا السلام وحصلت عليها شبكة "الساعة"، فإنه "بناءً على توجيهات السيد مقتدى الصدر وكمرحلة أولى، تقرر طرد المدعو (صمد أبو كاظم الفرطوسي) من تشكيلات سرايا السلام وعلى الجميع مقاطعته وعدم التعامل معه".

وأثار توجيه زعيم التيار الصدري بطرد حركة "أزهريون" من سرايا السلام تساؤلات عدة عن هذه المجموعة، وهل هي مجموعة قائمة بحد ذاتها داخل السرايا، أم أن الأزهريون أشخاص متفرقون خرجوا على أوامر زعيمهم؟

 من هم "الأزهريون"؟

برز قبل سنوات قليلة على الساحة العراقية اسم (أزهريون) كجماعة تنتمي عقائديا وحركيا إلى التيار الصدري، لكنها عملت خلال الفترة الماضية ضمن أنشطة وفعاليات خاصة بها وصفها عدد من المراقبين بالخطوة الانعزالية والتي قد تكون ممهدة للانشقاق عن التيار مستقبلاً.

ومجموعة "الأزهريون" يتزعمها الآن شخص يدعى صمد أبو كاظم الفرطوسي وهو كان ينتمي لمفاصل التيار الصدري ومعه مجموعة من الأفراد، بعضهم ينتمي إلى تشكيلات سرايا السلام كأفراد".

وتعود تسمية الحركة نسبة إلى المدعو أزهر الدليمي وهو قيادي عسكري في جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر، حيث كان ضمن الشبكة التابعة لقيس الخزعلي داخل جيش المهدي.

أزهر الدليمي والقوات الأمريكية

وتؤكد التقارير الأمريكية أن أزهر الدليمي الذي قتل بهجوم للقوات الأمريكية عام 2007، هو العقل المدبر لهجوم في كربلاء، حيث هاجم مقاتلون يتحدثون الإنجليزية ويرتدون الزي العسكري الأمريكي ويحملون أسلحة أمريكية مقر قيادة عسكرية مشتركة، مما أسفر عن مقتل 5 جنود أمريكيين.

وتشير التقارير إلى أن أزهر الدليمي والذي كان عضو في شبكة الخزعلي ضمن تشكيلات جيش المهدي تمَّ تعقبه وقتله على يد القوات الأمريكية في 19 مايو 2007 في مدينة الصدر.

وكان الجيش الأمريكي قد تلقَّى تقارير استخباراتية تفيد بأنَّ الدليمي تلقَّى تدريباً وتمويلاً من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

وسبق للقوات الأمريكية أن اعتقلت أزهر الدليمي في العام 2005، ثم أفرجت عنه لاحقا لعدم ثبوت تورطه في أنشطة ضد القوات الأمريكية حينها.

وتشير منصات قريبة من أنصار أزهر الدليمي إلى أنه من أتباع محمد صادق الصدر والد زعيم التيار الصدري، وأنه في الأصل من أتباع المذهب السني قبل أن يتبع المذهب الشيعي الجعفري.

وتشير مصادر مقربة من التيار الصدري إلى أن "الصدر لا يسمح بوجود عناوين فردية داخل العمل المؤسساتي حفاظا عليه، فضلا عن وجود معلومات تشير الى انعزالهم عن باقي الأفراد مع وجود نوايا بانشقاقهم عن التيار، ومايعزز ذلك هو وصف الصدر لهم بـالميليشيا الوقحة في البيان الأخير".

ولفتت المصادر إلى أن "تكليف تحسين الحميداوي المسؤول العام للسرايا بطرد كل المنتمين لجماعة أزهريون، يأتي لأهمية الموضوع من الناحية الأمنية والعسكرية للتيار وسرايا السلام".

وأضافت أن "الصدر يدرك أن كل حركة منشقة ستتحول فيما بعد إلى مليشيا كما هو معروف شأنها شأن الفصائل الأخرى".

وتؤكد المصادر أن دعوات أطلقت من داخل التيار الصدري لعدم شمول كل المنتمين للمجموعة بإجراء الطرد أو المقاطعة أو الملاحقة، على اعتبار أن من بينهم من ينتمي بشكل حقيقي وعقائدي للتيار الصدري وزعيمه، وقد تم التغرير بهم من دون علم أو قصد.

رفض التكتلات داخل السرايا

ويؤكد المحلل السياسي المقرب من التيار الصدري عصام حسين أن الخطوة الأخيرة لزعيم التيار الصدري تجاه "حركة الأزهريون" تشير إلى تورطها بالعديد من الخروقات.

وقال حسين في تصريحات صحفية: إن "الصدر يرفض التنظيمات والتكتلات ضمن سرايا السلام، ويرفض مثل هذه التشكيلات التي قد تؤدي إلى التفكك".

وأشار حسين إلى أن "زعيم التيار الصدري تلقى معلومات كافية حول خروقات معينة، ووفقًا لتلك المعلومات، فإن الصدر قد أشار إلى ضرورة مطاردة وإيقاف هؤلاء الأفراد، ووصفهم بالمليشيات الوقحة".

رسائل سياسية

وتزامن تحرك الصدر الأخير مع دعوة وجهها لأتباعه لتظاهرة مليونية نصرة لغزة في العاصمة بغداد.

في هذا السياق، يرى المحلل السياسي مصطفى العبيدي أن تحركات الصدر الأخيرة نحو "الميليشيا الوقحة" وباتجاه تحشيد الشارع للتظاهر دعما لغزة والقضية الفلسطينية تمثل رسالة سياسية تشير إلى تحضيره لأمر كبير في المرحلة المقبلة وغالبا ما يكون الاستعداد للانتخابات البرلمانية.

وقال العبيدي في حديث لشبكة "الساعة": إن "الصدر يستبق الإعلان عن رغبته السياسية ومشروعه المستقبلي في العمل السياسي وطبيعية مشاركته في الانتخابات باللجوء إلى التحشيد الجماهيري وإثارة القضايا المهمة للشارع العراقي والبدء باستهداف الخصوم الجدد بعد أن كانوا ضمن أتباعه سابقا".

وأضاف: أن "الرسالة الأخرى من تحرك الصدر هي التأكيد على قوة التيار الصدري وقوة زعيمه في مسك الأمور وضبطها داخل التيار والسرايا، فضلا عن تمسك الصدر بإصلاح المؤسسات التابعة له".

اخترنا لك