دراسة: التوتر المزمن يتسلل بصمت إلى القلب وقد يؤدي إلى أزمات قاتلة

حذّرت دراسة حديثة من تأثيرات التوتر المزمن على صحة القلب، مؤكدةً أن استمرار التوتر فترات طويلة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، تبدأ بخفقان بسيط، وتنتهي بذبحة صدرية أو نوبة قلبية قد تكون مميتة.

وبحسب دراسة نشرها موقع "الكليفلاند كلينك"، وتابعتها شبكة "الساعة"، فإن "الجسم مبرمج للتعامل مع الضغوط المؤقتة عبر ما تُعرف باستجابة الكرّ والفرّ، وهي آلية بقاء تُفرَز خلالها هرمونات التوتر، مثل (الأدرينالين) و(الكورتيزول،) ولكن المشكلة تبدأ عندما يظل الجسم في هذه الحالة فترة طويلة".

وأشارت إلى أن "التوتر المزمن لا يقتصر على الشعور النفسي بالضغط؛ بل يؤثر مباشرة على الجهاز القلبي الوعائي؛ إذ يؤدي إلى تغيّرات فيسيولوجية تشمل تسارع ضربات القلب، وضعف الجهاز المناعي، وزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين".

وأضافت أن "ارتفاع مستويات التوتر يؤثر أيضاً في جودة النوم، ويزيد من احتمال اكتساب الوزن بسبب تغيرات هرمونية تؤدي إلى فتح الشهية، ما يرفع من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، وهما عاملان رئيسيان في تطور أمراض القلب".

وبيّنت أن "الكثيرين يلجأون عند شعورهم بالتوتر إلى سلوكيات ضارة، مثل التدخين، أو تناول الكحول، أو الإفراط في تناول الطعام غير الصحي، وهي عوامل تساهم في تدهور صحة القلب، ويُعد هذا التفاعل بين العامل النفسي والعادات السلوكية من أخطر ما يواجه الأطباء عند تقييم خطر الإصابة بأمراض القلب".

ونصحت الدراسة "بالانتباه إلى علامات قد تكون دليلاً على أن القلب يتأثر سلباً بالتوتر، ومنها الخفقان غير الطبيعي، وضيق التنفس، واضطراب النبض، وألم الصدر"، مؤكدة على "ضرورة التوجه إلى الطبيب فوراً في حال ترافق أكثر من عَرَض في الوقت نفسه، لاحتمال أن تكون مؤشراً على أزمة قلبية وشيكة".

وشددت على أن "إدارة التوتر يجب ألا تكون ردّة فعل وقت الأزمات فقط؛ بل يجب أن تكون جزءاً من روتين الحياة اليومي، فالتوتر المزمن ليس مجرد عبء نفسي؛ بل هو خطر جسيم يتسلل بصمت نحو القلب".