دراسة جديدة تكشف سبباً وراثياً وراء متلازمة التعب المزمن

كشفت دراسة حديثة عن اختراق علمي غير مسبوق، وسبباً وراثياً محتملاً لمتلازمة التعب المزمن، المعروفة أيضاً باسم "التهاب الدماغ والنخاع العضلي"، ما يوفّر دليلاً ملموساً يؤكد أن المرض حقيقي وله جذور بيولوجية، وليس مجرد حالة نفسية أو وهمية كما كان يُعتقد سابقاً.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "تلغراف"، وترجمته شبكة "الساعة"، فقد "حدد الباحثون 8 مناطق في الشفرة الوراثية تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، وذلك من خلال تحليل الحمض النووي لأكثر من 15 ألف شخص شاركوا في دراسة".

وأظهرت النتائج أن "هذه التغيرات الجينية مرتبطة بنشاط غير طبيعي في الجهازين العصبي والمناعي، مما يشير إلى أن المصابين قد يواجهون صعوبة في التخلص من العدوى، ويعانون من أعراض مستمرة مثل التعب الشديد، الألم المزمن، صعوبة النوم، وضباب الدماغ، وهي أعراض لا تختفي بالراحة، وتزداد سوءاً بعد النشاط البدني".

وتابعت أن "هذه النتائج تشكل نقطة تحول، إذ لسنوات، تعرّض المرضى للتجاهل والتشكيك في حالتهم الصحية. هذه الدراسة تقدم أخيراً مصداقية علمية لما عاشوه".

وبيّنت: "اكتشفنا إشارات جينية قريبة من جينات مسؤولة عن الاستجابة المناعية الأولى للعدوى، ويبدو أن بعض الأشخاص غير قادرين على التعافي بسهولة من الفيروسات أو البكتيريا، ما يفسر ظهور أعراض المرض لديهم بعد الإصابة بعدوى".

وأشار إلى أن الجينات المرتبطة تشمل جين (رابغاب1 إل) المسؤول عن الحد من تكاثر الفيروسات وطرد البكتيريا، والذي يظهر نشاطاً منخفضاً لدى المصابين، كما تم رصد ضعف في التعبير الجيني لجين آخر هو  (FBXL4)، وهو ضروري للحفاظ على أداء "الميتوكوندريا" — مراكز إنتاج الطاقة في الخلايا — بشكل سليم".

وأفادت بأنه "على الرغم من أن الاكتشاف لا يقدم علاجاً فورياً أو اختباراً تشخيصياً محدداً، إلا أن العلماء يؤكدون أنه يمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق للمرض، ما قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات فعالة في المستقبل".

وخلصت الدراسة إلى أن "نحو 1.35 مليون شخص في بريطانيا وحدها يعانون من أعراض مشابهة لمتلازمة التعب المزمن، والتي غالباً ما تظهر بعد عدوى مثل الإنفلونزا، أو فيروس (كوفيد)، أو فيروس (إبشتاين-بار)".