صورة الخبر

12:28:24 2025-03-28 : اخر تحديث

12:25:59 2025-03-23 : نشر في

كيف تتحول الطائفية من تنوع طبيعي إلى صراع دموي؟

حجم الخط

فريق التحرير- شبكة الساعة

الطائفة هي جزء من كل، تنشأ من أصل أكبر، وقد تكون في توافق أو تضاد مع هذا الأصل، فالمنتمي لطائفة معينة عادةً ما ينتمي أيضًا إلى الأصل الذي خرجت منه الطائفة، لكنه يعتنق أفكار الطائفة الفرعية ويؤمن بها.

ويمكن الطائفة أن تكون دينية، اجتماعية، أو سياسية، وقد ينتمي الشخص في الوقت نفسه إلى عدة طوائف ضمن مجالات مختلفة.

الانتماء للطائفة.. الدين والسياسة والمجتمع

الانتماء للطائفة لا يقتصر على الجانب الديني فقط، بل يمتد ليشمل الطوائف السياسية والاجتماعية. فمثلًا، يمكن أن يكون الشخص مسلمًا شيعيًا أو إسماعيليًا، لكنه سياسيًا يتبنى الفكر القومي أو الشيوعي أو الديمقراطي.

 بهذا الشكل، يصبح الانتماء للطائفة مسألة فكرية تتجاوز الدين لتشمل قناعات سياسية واجتماعية.

ورغم أن التوجه السياسي لا يسمى طائفة إلا أن تعريف الطائفة وهي اجتماع الناس على فكرة معينة والطواف حولها ومحاولة الخروج من الأصل إلى الفرع ينطبق على المتبنين لفكر سياسي معين، كما من الدارج جدا اجتماع معتقد الطائفة بالدين والسياسية والاجتماع.

الطائفة في اللغة العربية

في اللغة العربية، الطائفة تعني جزءًا من الشيء، ويُستخدم المصطلح لوصف مجموعة من الناس أو النباتات أو الكلمات.

 أصل الكلمة مشتق من (طاف، يطوف، طواف، فهو طائف)، أي تحرك، مما يعطي الطائفة صفة التحرك ضمن إطار الكل دون الانفصال عنه.

مصطلح الطائفية بين التماسك البنيوي والتعصب

الطائفية لا تقتصر على مجرد الانتماء لطائفة، بل تتجاوز ذلك إلى التعصب للطائفة ومحاولة فرض معتقداتها وأفكارها على الآخرين. يقوم مصطلح الطائفية على تأسيس ما يمكن تسميته بـ "التماسك البنيوي" بين أفراد الطائفة، حيث يسعون جاهدين لإبراز تميزهم واختلافهم عن غيرهم، بل ويتحول هذا التميز في كثير من الأحيان إلى عداء تجاه الطوائف الأخرى.

يتم استغلال الموروث الديني أو الاجتماعي للطائفة كأداة لتعزيز سلطتها الأيديولوجية، مما يؤدي إلى تحويل التمايز الفكري إلى صراع سياسي أو اجتماعي.

ويرى المفكر الإسلامي الدكتور طه العلواني، أن الطائفة تتحرك ضمن الكل، لكنها تختار قضية أو فكرًا معينًا تتعصب له إلى درجة تهميش المشتركات مع أصلها الأكبر، سواء كانت الأمة أو المجتمع.

ويؤكد العلواني أن الخطر يكمن عندما يعلي الفرد من شأن ما تتبناه الطائفة على حساب المشترك العام، ما يؤدي إلى الانغلاق، بل وقد يصل إلى إصدار أحكام قاسية على الآخرين من قبيل التكفير والتبديع والتفسيق وهنا تصبح الطائفية مصدرًا للنزاع والفرقة، بدل أن تكون مجرد تنوع في الآراء.

الطائفة في الإسلام

شهد التاريخ الإسلامي نشوء العديد من الطوائف بعد وفاة الرسول ﷺ وخلفائه الراشدين، حيث انقسم المسلمون إلى 73 طائفة لأسباب متعددة، منها الخلاف السياسي والعقائدي والاجتماعي.

وأشار القرآن الكريم إلى الاختلاف بين الناس كأمر طبيعي، ورفض فكرة الإكراه في الدين:

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" (الحجرات 13).

ووضع الإسلام قواعد لإدارة الخلاف بين المسلمين، حيث دعا إلى طاعة الله ورسوله وأولي الأمر، مع العودة إلى القرآن والسنة عند وقوع النزاع: "فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" (النساء 59).

كما شدد الإسلام على أن المسلم لا يُكفَّر إلا إذا أنكر معلومًا من الدين بالضرورة، مما فتح مجالًا واسعًا للتسامح والتعددية داخل الأمة.

الحروب باسم الطائفة

في الحديث عن الطائفة لا يمكن تجاوز الحديث عن الحروب؛ إذ إن غالبية حروب العصر الحديث هي طائفية وأن ادعت غير ذلك فكما ذكرنا سابقًا أن الطائفة لا تقتصر على فكر ديني بل تمتد لفكر سياسي واجتماعي، فقد يقود الديمقراطيين حربًا ضد الشيوعيين أو القوميين لفرض فكر إحدى الطائفتين على الأخرى. 

ورغم التخوف الكبير من الحروب الطائفية الدينية إلى أنه مع البحث في سبب الحروب تجدها حروب طائفية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ـ كإبادة أصحاب البشرة السوداء بسبب رؤية اجتماعية وسياسية متشكلة عند البيض، و إبادة سكان أستراليا الأصليين من قبل سكان أستراليا الحاليين وأبادة 100 مليون من الهنود الحمر من قبل الأوروبيين البيض لسرقة أرضهم و تأسيس مايسمى بأمريكا فضلا عن قيام الثورة الصناعية في بريطانيا على استعباد الأفارقة. 

تأتي الحروب الطائفية السياسية والاجتماعية في مقدمة الحروب الطائفية في العصر الحديث يليها الحروب الدينية والتي يتعرض لها بشكل خاص المسلمين حول العالم وتقسم الحروب الطائفية على المسلمين إلى قسمين خارجي وداخلي.

الحروب الداخلية للمسلمين هي حروب دينية فكرية بين طوائفه الـ 73 والتي غالبا ما تؤجج بفعل دعم من خارج الأمة الإسلاميةـ كما تشمل الحروب الداخلية حروب سياسية واجتماعية تتمثل بفرض نموذج سياسي واجتماعي على المجتمع المسلم من قبل متبنيه من المسلمين، فضلا عن الحروب الخارجية والتي تأتي من معتنقي الديانات الأخرى كاليهود والغرب الرافض لوجود النموذج الإسلامي حتى داخل المجتمعات المسلمة إضافة إلى تشديد الخناق على المسلمين حول العالم. 

اخترنا لك