09:40:24 2025-08-21 : اخر تحديث
09:18:51 2025-08-21 : نشر في
بكر الطائي - شبكة الساعة
تقع قاعدة التاجي العسكرية على بُعد 27 كيلومترًا شمال العاصمة بغداد، وتُعد من أكبر وأهم القواعد العسكرية في العراق، أُنشئت خلال حقبة حكم صدام حسين، وكانت بمثابة مركز عمليات رئيسي للحرس الجمهوري العراقي.
تميزت القاعدة باحتوائها على مرافق صناعية وعسكرية متكاملة، من بينها ورش صيانة دبابات، مصانع عسكرية، ومدارج طيران، ما جعلها من القواعد ذات الطابع الشامل في الهيكل الدفاعي للنظام العراقي قبل 2003.
بعد دخول القوات الأمريكية إلى العراق عام 2003، أصبحت قاعدة التاجي تحت سيطرة كاملة للقوات الأمريكية، التي أعادت تسميتها باسم معسكر "كوك".
خلال هذه المرحلة، استُخدمت القاعدة كنقطة انطلاق للعمليات العسكرية في محيط بغداد والمناطق الشمالية، فضلًا عن كونها مركزًا لتدريب القوات العراقية الوليدة، وتنسيق الجهود العسكرية المشتركة مع الحلفاء.
تحولت التاجي في هذه المرحلة إلى نقطة ارتكاز لوجستي وأمني، ومع مرور الوقت بدأ التنسيق المشترك بين القوات الأمريكية والجيش العراقي يتزايد، خصوصًا في ظل تصاعد الهجمات المسلحة من جماعات المقاومة العراقية في تلك الفترة.
من عام 2014 إلى 2017، لعبت قاعدة التاجي دورًا محوريًا في الحرب ضد تنظيم "داعش" حيث أصبحت القاعدة مركزًا لتدريب وتجهيز قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، بالإضافة إلى استقبال بعثات تدريبية من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
حيث تلقى أكثر من 47 ألف جندي عراقي تدريبات داخل القاعدة بين عامي 2014 و2020، وشملت هذه التدريبات:
• المهارات القتالية
• عمليات مكافحة الإرهاب
• التنسيق الجوي والبري
• الدعم اللوجستي والتقني
لكن القاعدة لم تكن بعيدة عن الاستهداف، فقد تعرضت خلال تلك السنوات إلى هجمات صاروخية متكررة، نُسبت إلى فصائل مسلحة مدعومة من إيران، وهو ما زاد من حدة التوتر بين القوات الأمريكية وبعض الجهات المسلحة داخل العراق.
في إطار خطة إعادة التموضع التي أعلنها التحالف الدولي، بدأت عملية انسحاب تدريجية من القواعد العسكرية، وشملت التاجي ضمن الدفعة الثامنة من عمليات التسليم.
في 23 آب / أغسطس 2020، جرى حفل رسمي لتسليم القاعدة إلى القوات العراقية، وشمل ذلك نقل معدات عسكرية وبنية تحتية بقيمة تزيد عن 347 مليون دولار، من ضمنها:
• مدارج طائرات مطوّرة
• ملاجئ محصّنة
• منشآت لوجستية
• مناطق تدريب ميداني
• أكثر من 90 مليون طلقة ذخيرة
هذا التسليم لم يكن مجرد خطوة لوجستية، بل عكس تحوّلًا استراتيجيًا في التواجد الأمريكي في العراق، وضغوطًا داخلية متصاعدة لتقليص الوجود الأجنبي.
اليوم تُستخدم قاعدة التاجي من قبل القوات المسلحة العراقية، وتُعد مركزًا أساسيًا لعمليات التدريب والتجهيز العسكري.
تم تحويل أجزاء كبيرة من القاعدة إلى مواقع إدارية وتدريبية مخصصة لوحدات الجيش والشرطة، فيما تستمر برامج الدعم اللوجستي والفني من قبل جهات حكومية وعسكرية عراقية.
كما تُستخدم القاعدة في برامج التأهيل الفني والصيانة الميكانيكية، وتُعد موقعًا مرشحًا للتوسع في حال إعادة هيكلة المنظومة الدفاعية العراقية خلال السنوات القادمة.
في منتصف عام 2025، عادت قاعدة التاجي إلى واجهة المشهد الأمني في العراق، بعد تعرضها لهجوم نفذته طائرات مسيّرة انتحارية استهدفت منظومة رادار متقدمة داخل القاعدة وقد تزامن الهجوم مع ضربات مماثلة طالت مواقع عسكرية أخرى جنوب البلاد، ما أثار تساؤلات حول الجهة المنفذة ودوافع التصعيد.
التحقيقات التي أعلنتها الحكومة العراقية أكدت أن الطائرات المسيّرة انطلقت من داخل الأراضي العراقية، وأنها كانت تحمل رؤوسًا حربية مصنّعة خارج البلاد، فيما لم تُعلن هوية الجهة المسؤولة، رغم الإشارة إلى التوصل لها.
هذا الغموض أثار انتقادات داخلية، لا سيما بعد تقارير صحفية تحدثت عن ضغوط حالت دون كشف نتائج التحقيق بشكل كامل.
ومثل هذا الهجوم أحد أبرز التحديات التي واجهت القاعدة بعد تسليمها إلى القوات العراقية، ويعكس استمرار المخاطر الأمنية المرتبطة بتعدد الفاعلين المسلحين داخل البلاد، فضلًا عن تعقيدات العلاقة بين المؤسسات الرسمية وبعض الجماعات المسلحة.
وقد أكدت مصادر عسكرية أن من بين المعدات التي تعرضت للاستهداف رادارات استراتيجية من طرازات أميركية وفرنسية حديثة، كانت قد زُودت بها القاعدة ضمن برامج تسليح وتأهيل جرت خلال السنوات الأخيرة، ما يسلط الضوء على الأهمية التقنية للقاعدة في البنية الدفاعية العراقية.
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم