-->

2023-09-13 08:04:00

هل فجع السوداني الاقتصاد العراقي بالربط السككي مع إيران؟

سعد عواد - شبكة الساعة

+ حجم الخط -

أقدم رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني على وضع حجر الأساس لمشرع خط سكك الحديد الرابطة بين العراق وإيران مع انشغال الرأي العام بالزيارة الأربعينية وسط اعتراضات وتحذيرات واسعة من أضرار ومخاطر يتكبدها الاقتصاد العراقي لصالح دول أخرى.

بدورها تضغط إيران لضمان مستقبل نفوذها في العراق وسوريا، ولذلك بدأت تؤسس لوجه جديد لهذا النفوذ بعيداً عن أي مفاجأة؛ فحالة عدم اليقين الإيرانية بشأن هذا المستقبل توفر دافعاً كبيراً لها لإيجاد بديل استراتيجي يربط العراق وسوريا بآليات الاستراتيجية الإقليمية الإيرانية بأبعادها الشاملة.

 

تغير المواقف

رغم رفض السوداني في وقت سابق مراراً وتكراراً عملية الربط السككي معتبراً أي ربط سككي مع أي دولة مجاورة يمثل تدمير لكل موانئ العراق إلا أنه بادر اليوم ومنذ ساعات الصباح الباكر لوضع حجر الأساس للربط السككي بين العراق وإيران.

 وعزا ناشطون سبب تغير موقف السوداني إلى الضغط الإيراني فقد غرد مراقبون قبل أيام بأن إيران هددت السوداني بالإقالة في حال لم يوافق على المشروع.

 

هل يستفيد العراق من الربط السككي؟

يقول الباحث السياسي، هيثم الهيتي في تصريح خاص لشبكة "الساعة"، إن " اتفاق الربط السككي ليس بمصلحة العراق الاستراتيجية"، مؤكداً أنه "مشروع اندماج سياسي واجتماعي وعسكري وأمني، وبالتالي لديه أبعاد أخرى غير النقل".

وأضاف أن "إيران اليوم لديها آيديولوجيا مؤثرة ومعممة في سوريا والعراق، ولديها سلاح ونفوذ وامتداد عسكري، فيما تبدو عاجزة عن الاتصال بهذه الدول، والنقل ما يزال صعبا عليها".

وتابع أن "الربط السككي يعتبر أرخص السبل وأسهلها وأكبرها حجما وأكثرها قدرة، ويوفر لطهران اتصال من جانب واحد".

وأشار إلى أن "طهران ستضخ البضائع الرديئة من خلال المشروع في دول هامشية وضعيفة صناعيا، بسبب نخب سياسية سيئة وغير قادرة على إنجاح مشاريع في دولها، وهمشت المؤسسة العسكرية والصناعية والزراعية".

ويرى الهيتي أن "إيران ستستفيد من الربط السككي من خلال ضخ ملايين البضائع لهذه الدول بمعنى جانب اقتصادي لحديقة خلفية تشمل سوريا والعراق".

ويوضح أن "الخط أيضا يعزز موقع إيران الجغرافي في مشروع طريق الحرير الصيني، وبالتالي ستكون طهران اللاعب الأساسي في الشرق الأوسط، فيما ستتمكن من تهميش الدور السوري والعراقي وتبتلعه من خلال السكك".

وحذر أنه "في حال تمكنت إيران من إنجازه سيغدو داعما رئيسيا لميليشياتها في سوريا والعراق، ولاستخدامه في عمليات التهريب وتمويه عمليات تصنيع ونقل الأسلحة أي تعزيز بنيتها العسكرية هناك".

ويضيف الهيتي: "ستستخدم إيران الشعار الديني في إرسال ما يسمى بالزائرين والحجاج لكنها في الحقيقة ستضخ كميات من البشر للمناطق السورية والعراقية، وتجعلهم أمام عبء أمني واقتصادي وديمغرافي ومستقبلي ووجودي".

 

الربط السككي يقتل ميناء الفاو

يصف وزير النقل العراقي السابق، والنائب الحالي، في مجلس النواب العراقي، عامر عبد الجبار، مشروع الربط السككي بين العراق وإيران برصاصة الرحمة على ميناء الفاو، مؤكداً أن الربط السككي مع إيران بنقل المسافرين والادعاء كاذب لعدم ورود أي حصرية بذلك".

وأعتبر عبد الجبار وضع حجر الأساس أثناء انشغال المواطنين في الزيارة الأربعينية مقصود وكان الأجدر تحديد مواصفات السكة بحمولة محورية 15 طناً، وغير ذلك فهو خداع للشعب العراقي".

النائب السابق عن البصرة وائل عبد اللطيف، اتهم بعض القوى السياسية تعطيل ميناء الفاو الكبير لصالح الجانب إيران، ودول أخرى مؤكداً أن هؤلاء السياسيين يفضلون هذه الدول على مصالح العراق.

ويرى عبد اللطيف أن استمرار وجود هذه القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة ميناء الفاو لن يكتمل خصوصاً بعد أن تم تقليصه من 108 أرصفة إلى 90 رصيفاً وما تبقى لم ينجز أي منه.

 

من يتحمل التكاليف؟

ويتساءل ناشطون؟ من سيتحمل تكلفة المشروع الباهظة خصوصا وأن إيران وسوريا دولتان ذواتا اقتصاد منهار بسبب العقوبات الاقتصادية الصارمة عليهما من المجتمع الدولي.

يجيب مدير شركة السكك الحديدية الإيرانية، سعيد رسولي أن إيران تولت مسؤولية إزالة الألغام بطول 16 كيلومتراً في نطاق الخطة وأنجزت هذه المهمة؛ كما أن إزالة الألغام من مسافة 16 إلى 18 كيلومتراً القادمة هي مسؤولية العراق

بدوره قال الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي، أن "الكلفة الأولية للمرحلة الأولى 148 مليون دولار وستصل الكلفة الكلية بعد إكمال المرحلة الثانية الى 10 مليارات دولار، وتم الاتفاق على أن تقوم كل دولة بتحمل كلفة إنشاء هذا الخط".

اخترنا لك