صورة الخبر

17:11:12 2024-12-11 : اخر تحديث

09:35:30 2023-10-19 : نشر في

تصفية علماء العراق.. مخطط أمريكي وتنفيذ "إسرائيلي" بمعلومات عراقية

حجم الخط

آمنة ملا چياد-شبكة الساعة

في 2002 وقبل عام من احتلال قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، بدأت التحذيرات من العلماء العراقيين أعقبتها الخطوة الفعلية لنهب ثروات البلد، وخصوصًا البشرية المتمثلة بعلماء الطاقة النووية.

وقررت واشنطن خوض الحرب ضد العراق بحجة امتلاك بغداد لأسلحة دمار شامل، لتنكشف عقب الاحتلال "كذبة" الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش وخلو العراق من الأسلحة النووية.

نصت الخطة على تصفية العراق من جميع العلماء مع منح "المتعاونين" منهم بطاقة هجرة دائمة في أمريكا وبعض المميزات الأخرى.

وفي حديث مع "الساعة"، أكد رئيس مركز صقر للدراسات، مهند العزاوي إن "عمليات التصفية لم تطال العلماء النوويين فحسب، بل طالت غالبية الطبقة الوسطى والأطباء والضباط بما فيهم الطيارين، كانت عملية منظمة للقضاء على موارد دولة العراق البشرية".

وأضاف أن "اغتيال علماء الطاقة هو سياق غربي للقضاء على البنى التحتية والموارد البشرية للمشروع النووي رغم أن المشروع النووي العراقي ضرب بشكل صلب ولم يتبق منه إلا بعض المنشآت التي ليس لها علاقة بالسلاح النووي".

وتابع "ولكن عندما يتم غزو بلد من قبل قوة قاهرة تهدف لمحو العراق فتكون الخطة الأولى قصف العقول وتفكيك الدولة وتدمير مواردها وهذا ما حصل بالتوافق مع أهداف إقليمية وأخرى عربية".

وفي إجابته عن دور الحكومة العراقية، قال العزاوي إن "الحكومة كانت تعلم بسياق التصفيات الجسدية المنظمة، ولكنها لم تفعل شي، بحسب الفيديوهات المنشورة".

 

الخوف الأمريكي من علماء العراق 

عقب الاحتلال شنت حملة ضد علماء العراق أسفرت عن اغتيال 350 عالم ذرة بين عامي 2003 و2008 فضلاً عن مقتل 200 أكاديمي بينما هجر 17 ألف متخصص إلى عدة دول أبرزها أمريكا.

وتعرض العلماء العراقيون في معسكر كوبر في مطار بغداد وقصر "السجود" لمراحل طويلة من الاستجواب والاعتقال والتحقيق والتعذيب الجسدي المهين في لإجبارهم على العمل في مراكز أبحاث أميركية أو التعاون مع علمائها.

اعتمدت الخطة الأمريكية للتعامل مع علماء العراق على ثلاثة خيارات:

الخيار الأول: دفع العلماء إلى إفشاء معلومات مهمة عن برامج العراق التسليحية إلى الجهات الغربية، مقابل بطاقة الهجرة الأميركية الخضراء، ووعدهم بآفاق بديلة.

الخيار الثاني: ما يسمى بـ "الخيار السلفادوري" نسبة إلى مجزرة "السلفادور" التي أشرفت عليها "سي آي إيه" في أمريكا اللاتينية وقامت خلالها بتصفية العلماء؛ إذ نص الخيار الثاني على تصفية علماء العراق.

الخيار الثالث: ينص على الدمج بين الخيارين السابقين.
 

دور الموساد الإسرائيلي 

في 2003 أكد جنرال فرنسي متقاعد لقناة تلفزيونية فرنسية، أرسال الموساد الإسرائيلي فرقة اغتيال خاصة إلى العراق للتخلص من 500 عالم ممن اشتغلوا في برامج الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية

 وأضاف الجنرال "أسماء العلماء مدرجة في قائمة لمفتشي الأسلحة الأمميين بغرض إجراء مقابلات معهم"، مشيراً إلى أن "أفراد الكوماندوز الإسرائيلي كانوا يعملون تحت غطاء مشاة البحرية الأمريكية".

وفي 2005 أكد مركز المعلومات الأميركي في تقرير أن الموساد قام باغتيال 530 عالما عراقيا وأكثر من 200 أستاذ جامعي وشخصيات أكاديمية منذ 2003.

 

ما دور المالكي بتصفية العلماء؟

مطلع عام 2015، كشفت وثيقة سرية سربت من "ويكيليكس" أن لرئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي دورًا كبيرًا في عمليات اغتيال علماء العراق

وبينت الوثائق أن دور المالكي هو تزويد الموساد الإسرائيلي وإيران بمعلومات ساهمت في تصفية المئات من العلماء النوويين والطيارين العراقيين.

كما أشارت إلى أن المالكي وفر السير الذاتية للعلماء العراقيين وطرق الوصول إليهم بغرض تصفيتهم، وسلمت هذه المعلومات إلى فرق اغتيال تابعة للموساد الإسرائيلي وإيران.

وذكر "ويكيليكس" أن العلماء العراقيين الذين قرروا التمسك بالبقاء في الأراضي العراقية ورفضوا التعاون مع العلماء الأميركيين أو الإيرانيين خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات والتعذيب على يد الحكومة العراقية بإدارة وتوجيه من المالكي نفسه.

وقدرت الوثائق أن عدد من تمت تصفيتهم بالعراق من العلماء بـ 350 عالما نوويا و80 ضابط طيران من القوات الجوية العراقية.

و"ويكيليكس" منظمة دولية غير ربحية تنشر تقارير وسائل الإعلام الخاصة والسرية من مصادر صحفية وتسريبات أخبارية مجهولة، وبدأ موقعها على الإنترنت سنة 2006 تحت مسمى منظمة "سن شاين" الصحفية.

وذكر تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر عام 2008 أن أكثر من ألفين و200 طبيب وممرض عراقي قتلوا، وأن 250 اختطفوا منذ عام 2003.

ووفق التقرير ذاته، فإن أكثر من 20 ألفا من الكوادر الطبية -من مجموع 34 ألفا- اضطروا لمغادرة العراق بعد دخول القوات الأميركية إلى البلد، بينما اختفى الآلاف واغتيل عدد كبير من العلماء والأكاديميين، فضلا عن علماء الذرة.

ليصلك المزيد من الأخبار والتقارير والتحليلات

اشترك بقناتنا على التليكرام

اخترنا لك