الاقتصاد النيابية: ما يحدث الآن أكبر عملية سطو على الأراضي الزراعية

اتهم عضو لجنة الاقتصاد النيابية، كاظم الشمري، جهات لم يسمّها بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، واصفًا ما يجري بـ "أكبر عملية فرهود" في تاريخ العراق الحديث.

وقال الشمري في لقاء متلفز تابعته شبكة "الساعة" إن "العراقيين مرّوا بفترات فرهود كثيرة، لكن ما يحدث اليوم في ملف الأراضي الزراعية غير مسبوق، ويمثل عملية سطو منظم على أملاك الفلاحين".

وأوضح أن "مئات الآلاف من الدونمات في مناطق النهروان، وضمن حدود محافظة ديالى، كانت مستغلة من قبل الفلاحين وفق قرارات رسمية مثل القرار 117 و35، لكنها سُلِبت منهم ومنحت إلى مستثمرين وتجار أفراد، تحت غطاء مشاريع استثمارية".

وأشار إلى أن "ما يسمى بغابة بغداد الكبرى، والتي تصل مساحتها إلى أكثر من 200 ألف دونم، جرى توزيعها على أسماء وشخصيات نافذة، دون أي اعتبار لحقوق الفلاحين الذين تم تهجيرهم قسراً من أراضيهم".

وتابع الشمري: "نحن أمام واقع اقتصادي مشوّه، فالأراضي الزراعية لا تزال تعود ملكيتها إلى وزارة المالية أو الزراعة، والفلاحون لا يمتلكون طابو صرف، ولا حتى القدرة على الري أو الاستثمار، وكل ما لديهم مجرد قرارات استغلال محدودة".

وانتقد الشمري بشدة أداء وزارة الزراعة، معتبراً أنها "فشلت فشلاً ذريعاً في حماية الأراضي والفلاحين، وساهمت بشكل مباشر في تدمير الزراعة عبر سكوتها أو تواطؤها مع المتنفذين"، مضيفاً: "الوزارة لم تدافع عن أراضيها، ولا عن الفلاحين، بل تركت الزراعة تُنهب وتُختطف".

وختم حديثه قائلاً: "هذا ليس تعظيم موارد، بل تدمير ممنهج للزراعة العراقية، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها".