صورة الخبر

09:45:55 2024-12-11 : اخر تحديث

04:53:01 2024-06-02 : نشر في

ماذا تعرف عن مجالس النساء التابعة لـ "بي كا كا" في سنجار؟

حجم الخط

شبكة الساعة

وجهت حادثة ما تعرف بـ "فتيات أم الذيبان" الأنظار إلى ممارسات تنظيم "بي كا كا" في منطقة سنجار التابعة لمحافظة نينوى العراقية، بعد أن أشغلت الحادثة الرأي العام بالعراق؛ حيث تضاربت الأنباء حول مصير 5 فتيات من إحدى القرى العربية التابعة للقضاء الذي يسيطر عليه التنظيم.

الأنباء الأولية تحدثت عن اختطاف الفتيات من قبل مجاميع تنظيم "بي كا كا" تحت قو ة السلاح، ما أدى إلى استنفار العشائر العربية المجاورة لقضاء سنجار بدافع الدفاع عن العرض والشرف، حتى أنهم سيطروا على بعض النقاط العسكرية التابعة للتنظيم، إلا أن سرعان ما تلاشت تلك الأخبار وحلت محلها ما تحدث به أهالي تلك المناطق لشبكة "الساعة" وعززتها تصريحات حكومية.

المصادر ذكرت أن الفتيات لم يتم اختطافهن أو إجبارهن تحت التهديد، بل التحاقهن بمحض إرادتهن في صفوف ما يسمى بـ "اليبشة" (إحدى الأذرع المسلحة لتنظيم بي كا كا) وبرغبتهن، ولكن دون علم أو رضى بعض ذويهن، وهذا ما أكد النائب عن محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري، في لقاء صحفي.

وحتى لحظة كتابة التقرير، يعتري المجهول مصير الفتيات العربيات، إلا أن الشمري أكد فيما بعد إعادة بعضهن إلى ذويهن، وحصلت شبكة "الساعة" على مقطع فيديو تظهر فيه مسؤولة في تنظيم "بي كا كا" تتوعد أهالي القرى العربية بسنجار في حال تم مضايقة الفتيات أو منعهن من الالتحاق في صفوف التنظيم.

الغريب والذي لاقى انتقاداً واسعاً أنه أثناء تهديد المسؤولة في تنظيم "بي كا كا" لسكان القرى العربية كان بحضور عدد من قيادات الأجهزة الأمنية العراقية وفي مقدمتهم اللواء الركن أثير حمزة التميمي قائد فرقة 20 الماسكة لمناطق قضاء سنجار، الذي اكتفى بالسكوت وعدم التعليق على الحادثة.

 

مجالس النساء

أكد مواطنون من قضاء سنجار والقرى التابعة له وجود عدد مما يعرف بمجالس النساء، وتدير هذه المجالس فتيات ونساء محليات يعملن على استقطاب وتجنيد الفتيات للعمل لحساب تنظيم "بي كا كا" مقابل مبالغ مالية بسيطة لا تتجاوز الـ 200 دولار، خصوصاً وأن القضاء يعاني أوضاعاً معاشية صعبة.

ويمتلك تنظيم "بي كا كا" عدة طرق في استدراج الأشخاص للانخراط معهم، وله طرق أخرى في منع الأشخاص المغرر بهم من ترك العمل مع التنظيم، خصوصاً وأن الكثير هرب من صفوفه بعد اشتداد القصف التركي على مواقع التنظيم، وفقاً للأهالي.

ويتوعد التنظيم عناصره في حال الهرب بملاحقة عوائلهم وإلحاق الضرر بهم، ولهذا لم يتمكن الكثيرون من الهرب حتى ولو سنحت لهم الفرصة، بحسب وكالة الأناضول التركية.

وبحسب أهالي في قضاء سنجار، فإن تنظيم "بي كا كا" قام بتهديد القرى، ومارس ضغوطًا عليهم لإجبارهم على جعل أبنائهم (خصوصاً الفتيات التي تتراوح أعمارهن 13 – 15 عاماً) يصعدون الجبل وينضمون إليهم.

 

حالات متكررة

عقب حادثة الفتيات العربيات، حذر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، نايف الشمري، مما يجري في قضاء سنجار، مؤكداً أن القضاء غير مسيطر عليه أمنياً.

وقال الشمري في حديث صحفي تابعته "الساعة"، إن "قضاء سنجار قنبلة موقوتة وقوات غير نظامية (في إشارة إلى تنظيم بي كا كا) باتت تُشكل خطراً على جميع المناطق المجاورة لها وبما فيها ناحية الشمال وقضاء سنجار وكذلك قضاء البعاج وناحية القحطانية وجميع القرى التابعة للمناطق المذكورة ضمن محافظة نينوى".

وتابع أن "قضاء سنجار من انتهاكات تُمارسها قوات خارجة عن القانون من تجنيد في صفوفها من شباب وشابات لم يبلغوا السن القانوني وخارج ضوابط الدولة والقانون ".

ودعا الشمري "القائد العام للقوات المسلحة إلى إيقاف هذه الفوضى والتحرك العاجل والسريع لإنهاء حالات الاختطاف المتكررة ".

وكان تنظيم "بي كا كا" أوجد لنفسه موطئ قدم في العراق، وخاصة في جبال قنديل في إقليم كردستان، وقضاء سنجار ومخمور ضمن محافظة نينوى، عقب اجتياح تنظيم "داعش" المنطقة صيف 2014، وأنشأ هناك ما يسمى "وحدات حماية سنجار".

جدير بالذكر، حكومة بغداد برئاسة مصطفى الكاظمي، وقعت قبل 4 سنوات اتفاقاً مع حكومة أربيل، يقضي بحفظ الأمن في سنجار من قبل قوات الأمن الاتحادية، بالتنسيق مع قوات إقليم كردستان شمالي العراق، لإخراج الجماعات المسلحة غير القانونية إلى خارج القضاء.

كما ينص الاتفاق أيضا، على إنهاء وجود تنظيم "بي كا كا" في سنجار، وإلغاء أي دور للكيانات المرتبطة به في المنطقة.

وإلى الآن.. لا يزال عناصر التنظيم يتواجدون في قضاء سنجار، خلافاً لبنود الاتفاق بين بغداد وأربيل، وفق قائمقام قضاء سنجار محما خليل، في تصريحات سابقة.

اخترنا لك