صورة الخبر

19:44:10 2025-10-15 : اخر تحديث

18:14:31 2025-10-15 : نشر في

رصاصة الاغتيال تصيب الدولة.. ماذا وراء اغتيال صفاء المشهداني؟

حجم الخط

أنس السالم - شبكة الساعة

في حادثة ليست بالأولى نوعها، أثار اغتيال عضو مجلس محافظة بغداد، مرشح تحالف سيادة الوطني – تشريع، صفاء المشهداني، موجة من الغضب والاستنكار، وسط دعوات للكشف عن الجناة ومحاسبتهم.

الحادثة، جاءت في وقت حساس يشهد فيه العراق تصاعداً في التوترات السياسية، لا سيما أن المغدور كان صوتاً بارزاً في الدفاع عن منطقته قضاء الطارمية، ما دفع بعض المراقبين إلى الربط بين عملية الاغتيال ومواقفه الصريحة من قضايا السيادة الوطنية والتدخلات الخارجية.

وكان المشهداني قد تحدث في الأشهر الأخيرة تهديدات متكررة، على خلفية المواقف الصريحة من قضايا الطارمية ورفضه الرضوخ للضغوطات.

ويرى مراقبون أن عملية اغتيال صفاء المشهداني لا يمكن فصلها عن المشهد الأمني والسياسي المضطرب في العراق، خصوصًا في ظل تزايد عمليات الاستهداف الممنهجة لشخصيات معروفة بمواقفها المستقلة.

ضرب العملية الانتخابية

قال النائب السابق، والقيادي في تحالف سيادة الوطني- تشريع، كامل نواف الغريري، لشبكة "الساعة"، إن "العمل الإرهابي الشنيع المجلل بالعار والذي أسفر عن مقتل صفاء الحجازي المشهداني، يهدف إلى ضرب العملية الانتخابية وزرع الخوف في الشارع السياسي".

وأضاف أن "عودة مسلسل الاغتيالات في العاصمة بغداد تدقّ ناقوس الخطر في أمن العاصمة بغداد، بعد أن عاش المواطنون فترة من الاستقرار والطمأنينة، ليعود اليوم أولئك المجرمون بمحاولاتهم اليائسة إلى زرع الفوضى والانفلات الأمني واستهداف كل صوت وطني مخلص، وكل من يسهر على خدمة أبناء شعبه ووطنه".

وبين أن "أمن العراق واستقرار بغداد خط أحمر، ولن نسمح بعودة الفوضى والدماء إلى شوارعنا، ستبقى وصمة عار على كل من ساعد وتهاون مع ما حدث من كارثه بمقتل صفاء الحجازي".

وطالب الغريري "الجهات الأمنية والحكومية العليا بتحمّل مسؤولياتها كاملة في كشف الجناة ومحاسبة كل من تورّط في هذا العمل الإجرامي ومنع تكرار مثل هذه الخروقات والسيطرة على السلاح المنفلت".

 اغتيال سياسي

ذكر الخبير الأمني والسياسي، سرمد البياتي، لشبكة "الساعة"، أن "عملية الاغتيال لن تؤثر على العملية الانتخابية، خصوصاً وأن العراق شهد حوادث كثيرة، رغم أنها تكاد أن تختفي في الانتخابات الأخيرة"، مضيفاً أن "الحادثة حالة أمنية خطيرة".

وبشأن الجهات المستفيدة من الاغتيال، أضاف أن "الرجل كان يهاجم ويدافع عن منطقته الطارمية بشكل كبير جداً، لذلك ما تستطيع أن نحدد جهة معينة".

وأشار أن "هناك عمل أمني كبير فيما يخص مراقبة الكاميرات منذ خروجه وإلى عودته إلى مدينته الطارمية"، مرجحاً أن تكون الحادثة "اغتيالاً سياسيا وليس شخصيا؛ لأن العملية كلها كانت مدبرة بدقة عالية جداً".

المشهداني ضحية الموقف الثابت

أوضح القيادي في تحالف سيادة الوطني - تشريع، والمرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، معاذ الجبوري، خلال حديثه مع شبكة "الساعة"، أن "حادثة اغتيال المشهداني لن تؤثر في العملية الانتخابية بشكل عام، لكنها تؤثر على المرشحين أصحاب القضايا وأصحاب الهم والذين لديهم مساحات جغرافية معينة يمثلوها".

وتابع أن "مثل هؤلاء المرشحون معرضون لاستهداف من مكونات أو فصائل عسكرية، وسيكونون في دائرة القلق مما يقلل نشاطهم"، كاشفاً أن "فريقه بعد الحادثة شكل خطة أمنية".

وبين أن "المشهداني ذهب ضحية لمواقفه الثابتة ومطالباته من حقوق أهله ومنطقته ونتيجة قبوله المجتمعي ورفضه للمساومة أو التنازل".

وأشار إلى أن "وجود الفصائل المسلحة والسلاح المنفلت خارج إطار الدولة سيؤثر كثيراً على أن الحكومة تكون قادرة على منع مثل هذه الحالات".

ولفت إلى أن "أي شخص يكون قادراً رفع السقف الوطني وأن يمثل منطقته تمثيل حقيقي وألا يُساوم وأن يكون صاحب موقف قوي خاصة بالمناطق التي عليها استهداف من الفصائل المسلحة سيكون معرضاً للتهديد ولا تستطيع الحكومة حمايته".

وأضاف أن "الجهات المستفيدة من اغتيال المشهداني هي جهات لديها مشاريع تخص حزام بغداد والتغيير الديموغرافي بهذه المناطق، ويهمها أن يكون الممثلين عن هذه المناطق من الناس الضعفاء".

وزاد أن "وجود نائب أو عضو مجلس له جمهور وله أهله وناسه ويمثلهم تمثيل حقيقي ويحاول يقوي مجتمعه في حزام بغداد ويستحصل لهم خدمات فهذا يعني أنه سيكون مستهدف من السلاح المنفلت خارج إطار الدولة".

عزوف انتخابي وقلق سياسي

من جهته، قال المحلل السياسي، أثير الشرع، لشبكة "الساعة"، إن "اغتيال المرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة وعضو مجلس محافظة بغداد حاليا صفاء المشهداني سيكون له تأثيراً على العملية الانتخابية، خصوصًا في الواقع الأمني وولادة شعور عام بهدر دم المرشحين بالأمن والمناخ السياسي".

وتابع أن "الحادثة ستؤثر على حجم مشاركة الناخبين، ويزيد من التوتر بين الأحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية".

وأشار إلى أن "تأثير حادثة الاغتيال يعتمد على سرعة وشفافية التحقيق، وقدرة الحكومة على حماية المرشحين الآخرين، وتجاوب جهات الأمن؛ ووجود ردع عملي لمن يحاول ارتكاب مثل هذه الجرائم".

وتابع أن "المرشحين الآخرين قد يشعرون بالقلق من سلامتهم، مما قد يدفع بعضهم للابتعاد عن حملات ميدانية أو التفاصيل العامة خوفًا من استهدافهم".

وأردف أنه "إذا شعر المواطنون بأن الانتخابات ليست آمنة، أو أن العنف السياسي سيستمر، فقد يؤدي ذلك إلى عزوف عن التصويت، خاصة من الفئات الحساسة أو التي تشعر بأنها مستهدفة أو أقل حماية".

ورجح أن تقوم "الأحزاب والتحالفات باستثمار الحادث سياسياً؛ للهجوم على الحكومة، واتهام طرف معين، والمطالبة بإجراءات أمنيّة أقوى، هذا يمكن أن يزيد من الاستقطاب".

ولفت الشرع إلى أن "نجاح التحقيق وكشف الجناة سيعزز من مصداقية الحكومة والمؤسسات، وإذا فشلت التحقيقات أو تأخرت فقد تنمو نظرة بأنها لا تستطيع حماية السياسيين، مما يضعف الثقة عامة".

 إدانات ومطالبات دولية

وأدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، مقتل عضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني، داعية إلى إجراء تحقيق عاجل لمحاسبة مرتكبي الجريمة

ودعت السفارة البريطانية في العراق، إلى محاسبة قتلة صفاء المشهداني، على وجه السرعة. 

وقال السفير البريطاني في العراق عرفان صديق، إن "العنف ضد المرشحين السياسيين يضر بالديمقراطية العراقية، ويجب محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال صفاء المشهداني على وجه السرعة".

وأضاف أن "ما يحتاجه العراق الآن هو الاستقرار والتقدم السلمي نحو الانتخابات"، مقدماً "تعازينا الصادقة إلى عائلة صفاء"، مؤكداً "وقوفه إلى جانب قادة العراق في إدانة هذا العنف".

ونعى تحالف السيادة بقيادة خميس الخنجر، مرشحه وعضو مجلس محافظة بغداد، صفاء المشهداني.

 وذكر التحالف في بيان، أن "جريمة استهدافه بعبوة ناسفة شمالي بغداد هي امتداد لنهج الإقصاء والغدر الذي تتبعه قوى السلاح المنفلت، محملاً الجهات الأمنية في بغداد كامل المسؤولية عما أسماه بـ "الخرق الخطير".

وأضاف أن "الشهيد المشهداني كان صاحب قضية وهوية ناصعة وواضحة، كافح وناضل من أجل أهله ومدينته الطارمية، بوجه الإرهاب وقوى السلاح المنفلت على حد سواء، وكسب محبة ورضا الجميع."

ووجه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق عمل جنائي مشترك للتحقيق في ملابسات الحادث

بدوره؛ أدان رئيس مجلس النواب العراقي، محمود المشهداني، حادثة اغتيال صفاء المشهدانيّ، ودعا الحكومة والجهات الأمنية المتخصصة إلى ضرورة القيام بالإجراءات التحقيقية اللازمة؛ وتشكيل لجنة تتولّى التحقيق في هذه الجريمة البشعة، لمعرفة الجناة وتقديمهم إلى العدالة؛ لينالوا جزاءهم.

ليصلك المزيد من الأخبار والتقارير والتحليلات

اشترك بقناتنا على التليكرام

اخترنا لك