بحث العراق وتركيا، يوم الخميس، التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، في ظل استمرار قصف الجيش التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني شمالي العراق.

جاء ذلك في لقاء عقده رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع السفير التركي الجديد لدى بلاده مصطفى غوناي، في مقر الحكومة بالعاصمة بغداد.

وذكر بيان صدر عن مكتب الكاظمي، أن الجانبين "بحثا التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، وأهمية بناء علاقات ثنائية أساسها الاحترام المتبادل للسيادة، وبما يعزز أمن واستقرار البلدين".

وكان غوناي قد قدم أوراق اعتماده سفيراً جديداً لتركيا في العراق إلى الرئيس برهم صالح مطلع حزيران/ يونيو الجاري، خلفاً للسفير السابق فاتح يلديز، وفق بيان لرئاسة الجمهورية العراقية.

وهذه الزيارة تأتي في ظل استمرار قصف الجيش التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني شمالي البلاد، كما تثير عمليات القوات التركية ضد عناصر "بي كاكا" مخاوف السلطات الكردية في الإقليم من التأثير على سكان القرى التي يتواجد فيها الحزب الانفصالي.

وتركيا والعراق بلدان جارتان وترتبطان بعلاقات وثيقة الصلة على مختلف الأصعدة وخاصة التجارية والاقتصادية، فيما يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 17 مليار دولار، ويطمح البلدان لرفعه إلى 20 ملياراً خلال الفترة المقبلة.

وكان الكاظمي قد أجرى زيارة رسمية لأنقرة في كانون الأول/ يناير الماضي، التقى خلالها قادة تركيا وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، واتفق البلدان، خلال الزيارة، على تعزيز العلاقات على مختلف الأصعدة لا سيما التجارة والاقتصاد والاستثمار.

ودأبت قوات الأمن والجيش التركي، على استهداف مواقع المنظمة المصنفة "إرهابية" في تركيا وأوروبا والولايات المتحدة، وملاحقة عناصرها داخل وخارج البلاد؛ رداً على هجمات تنفذها المنظمة الانفصالية داخل تركيا بين الحين والآخر، مستهدفة القرى القريبة من الحدود والمدنيين وعناصر الأمن والجيش.

وتقول حكومة إقليم كردستان إن الأعمال "غير المسؤولة" لعناصر منظمة "بي كاكا" سبب التوغل التركي داخل أراضي الإقليم، مشيرة إلى أن هذه الأعمال تسفر عن أضرار بالأرواح والممتلكات.

والسبت الماضي، قتل خمسة أفراد من البيشمركة وأصيب أربعة آخرون، في كمين نصبه عناصر "بي كا كا" في دهوك، فيما قتل عنصر آخر من حرس الإقليم في دهوك يوم الثلاثاء بنيران قناص من الحزب الانفصالي، فضلاً عن اختطاف ثلاثة عناصر أخرين، بحسب وزارة البيشمركة بالإقليم.

يذكر أن تنظيم "بي كا كا" يتخذ من جبال قنديل شمال العراق معقلاً له، وينشط في العديد من المدن والبلدات، كما يحتل 515 قرية كردية، بحسب الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني.