آثار العراق بين النهب والإهمال.. 90% من كنوزه ما زالت مخفية

أكد نقيب السياحيين العراقيين، محمد عودة العبيدي، أن العراق ما يزال يعاني من ضياع جزء كبير من إرثه الحضاري، حيث لم يتمكن حتى الآن من استعادة أبرز القطع الأثرية المسروقة والتي لا تزال معروضة في متاحف عالمية.

 وأضاف العبيدي في لقاء متلفز تابعته شبكة الساعة أن "الدول المالكة لهذه القطع تبرر بقاءها لديها بحجة أن العراق غير قادر على حمايتها وصيانتها بشكل كافٍ".

وأشار إلى أن "الحكومة العراقية نجحت العام الماضي في استرجاع مجموعة مهمة من القطع الأثرية المسروقة، وهي جهود تستحق التقدير، إلا أن القيمة الأكبر من كنوز العراق لا تزال موزعة في الخارج، أو حبيسة المخازن المحلية التي لا تتسع لها".

ولفت إلى أن "المتحف الوطني العراقي يعرض حالياً نحو 25% فقط من المخزون الأثري الحقيقي، بينما تبقى آلاف القطع النفيسة محفوظة في المخازن لغياب المساحات الكافية لعرضها"، موضحاً أن "هناك مقترحات لبناء متحف جديد أكبر وأكثر حداثة في بغداد، لكن المشروع تعثر بسبب الخلافات حول موقعه، إذ طُرحت مواقع عدة قرب متنزه الزوراء أو ساحات الاحتفالات أو مداخل العاصمة".

وبيّن العبيدي أن "العراق يضم أكثر من 15 ألف موقع أثري مكتشف، وهو لا يمثل سوى 10% من الإرث الحضاري المدفون في أراضيه"، محذراً من أن "هذه المواقع لا تستوعب السياح حالياً بسبب غياب البنية التحتية والخدمات الأساسية، وهو ما يجعلها عرضة للتنبيش العشوائي والعبث من قبل بعض الزوار".

كما شدد على أن "العراق يفتقر إلى الخبرات المتقدمة والتقنيات الحديثة في التنقيب والحفاظ على الآثار وصيانتها"، مبيناً أن "المتاحف والمواقع الأثرية بحاجة إلى دعم تقني وفني واسع لمجاراة ما هو معمول به في العالم".

وأكد نقيب السياحيين أن "الحفاظ على الآثار لا يقتصر على البعد القانوني فقط، بل يتطلب تعزيز الوعي السياحي والثقافي لدى المجتمع"، قائلاً: "نحتاج إلى غرس قيم الانتماء الحضاري منذ الصغر، عبر العائلة والمدرسة والبرامج التوعوية والإعلامية، حتى يدرك الأطفال أن هذه الكنوز تمثل هويتهم وتاريخهم".

وأشار إلى أن "غياب هذا الوعي، إلى جانب الحروب والحصار والتغيرات الاجتماعية التي مر بها العراق خلال العقود الماضية، أسهم في تراجع الاهتمام بالتراث الحضاري"، مضيفاً أن "المجتمع العراقي عاطفي وسريع التأثر بالأزمات، وهذا انعكس على إدراكه لقيمة حضارته التي ما تزال تمثل مهد التاريخ الإنساني".