دراسة: الوجبات السريعة تضعف الذاكرة

تتواصل الأبحاث العلمية في الكشف عن الآثار العميقة التي يخلّفها استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكر المكرر، ليس فقط على صحة الجسم، بل على الدماغ أيضاً.

فقد توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة سيدني، ونشرها موقع New Atlas، إلى أن الأنظمة الغذائية الغربية الغنية بالدهون والسكريات تؤثر سلباً على جزء محدد من الدماغ مرتبط بالذاكرة والملاحة المكانية.

واعتمدت الدراسة، وهي الأولى من نوعها التي تُجرى على البشر باستخدام تقنية الواقع الافتراضي (VR)، على اختبار قدرات التنقل المكاني لدى 120 شاباً بالغاً، جرى تقييم استهلاكهم الغذائي عبر استبيان متخصص، وبعد ذلك، خاض المشاركون تجربة افتراضية تتضمن التنقل في متاهة ثلاثية الأبعاد بهدف العثور على صندوق كنز مخفي، مستخدمين إشارات بصرية لتوجيههم.

وكشفت النتائج أن الذين استهلكوا كميات أكبر من الدهون والسكر أظهروا أداءً أضعف بشكل ملحوظ في تحديد موقع الكنز، حتى بعد مراعاة عوامل مثل مؤشر كتلة الجسم والذاكرة العاملة.

وأشارت النتائج إلى أن هذا النوع من الأنظمة الغذائية قد يُضعف منطقة الحُصين في الدماغ، المسؤولة عن التنقل وتخزين الذكريات.

الباحث دومينيك تران أوضح أن هذه التأثيرات قد تظهر حتى لدى من يتمتعون بصحة عامة جيدة، ما يشير إلى أن النظام الغذائي الرديء قد يؤثر في القدرات الإدراكية قبل ظهور أمراض أو اضطرابات أخرى.

لكن الخبر الإيجابي، بحسب الدراسة، هو أن هذه الآثار قابلة للعكس من خلال تحسين العادات الغذائية، مما قد يسهم في تعزيز صحة الدماغ، خاصة فيما يتعلق بالقدرة على التنقل واستيعاب البيئات الجديدة.

وتؤكد هذه النتائج مجدداً أهمية النظام الغذائي السليم كعنصر حيوي في الحفاظ على الوظائف المعرفية، لا سيما مع التقدم في السن.