صورة الخبر

11:38:24 2025-05-09 : اخر تحديث

11:38:24 2025-05-09 : نشر في

تقرير: الانتخابات العراقية المقبلة لن تكون حاسمة بسبب الانقسامات

حجم الخط

شبكة الساعة

حذر "معهد واشنطن" الأمريكي، من أن تصاعد الانتماءات الفرعية على حساب الهوية الوطنية في العراق قد يُنذر بـ "تصدّع المشهد السياسي"، ويشكل مؤشرًا على أن الانتخابات البرلمانية المقبلة، المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر 2025، لن تكون حاسمة في ظل استمرار انقسام الأحزاب على أسس طائفية وعرقية.

وذكر المعهد في تقرير، ترجمته شبكة "الساعة"، أن "العراقيين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع وسط تباين في الرأي العام، إذ يتزايد رضا المواطنين عن أداء الحكومة الاتحادية، في مقابل تراجع واضح في الشعور بالانتماء إلى الهوية العراقية الجامعة".

وأضاف التقرير أن "نحو نصف العراقيين يعرّفون أنفسهم من خلال انتماءاتهم الفرعية، سواء الطائفية أو القومية، وليس من خلال هويتهم كمواطنين عراقيين"، مشيرًا إلى أن "نسبة الثقة بالحكومة ارتفعت من 26% مطلع 2022 إلى 54% حاليًا، كما صعدت نسبة من يعتبرون الوضع الأمني جيدًا أو جيدًا نوعًا ما من 22% إلى 70%، فيما ارتفعت نسبة من يرون أن العراق يسير في الاتجاه الصحيح من 18% إلى 53%".

واشار إلى "مؤشر تحذيري يتمثل في تراجع الهوية الوطنية، حيث عبّر 53% من العراقيين عن أولوية هوياتهم الفرعية على حساب الهوية العراقية الشاملة".

وعزا التقرير هذا التراجع إلى "تصاعد الخطاب الطائفي في وسائل الإعلام العراقية، التي تُبنى بمعظمها على أسس طائفية أو قومية، وتسعى لاستقطاب الجمهور من خلال إثارة المشاعر والانقسامات".

وأوضح أن "الخطاب الطائفي لطالما استخدم كأداة لتعبئة الجماعات المختلفة داخل العراق"، لافتًا إلى أن "المواقف تختلف بحسب الانتماء الطائفي أو القومي، فبينما يقول 60% من العرب السنّة إن الهوية العراقية هي أولويتهم، تنخفض النسبة إلى 52% بين العرب الشيعة".

ولفت إلى أن "الأغلبية العظمى من الكُرد ما تزال تعطي الأولوية لهويتها القومية، ما أسفر عن تصاعد الدعوات للاستقلال أو توسيع الحكم الذاتي، إلى جانب الإحباط المتزايد من أداء حكومة الإقليم، كما ظهر في الانتخابات الأخيرة".

وأفاد أن "تغيّر المزاج الشعبي بعد تحرير الموصل، حيث أظهر السنّة تفاؤلًا أكبر مقارنة بالشيعة والكرد، الذين تراجع رضاهم عن الأوضاع السياسية"، لافتا إلى أن "أحداثًا مفصلية، كأزمة استفتاء الاستقلال عام 2017 وانتفاضة تشرين 2019، كشفت مدى تأثير تحولات الرأي العام على استقرار النظام السياسي".

ورأى المعهد أن "من بين أسباب تفاؤل السنّة هو تقبلهم للوضع الجديد في عراق ما بعد داعش، وتكيّفهم مع نظام سياسي بات أكثر استيعابًا لمكونهم، في حين أن الكرد والشيعة لم يلمسوا تحقّق تطلعاتهم العالية تجاه النظام السياسي الجديد".

وبيّن التقرير أن "نسبة من يعتقدون بأن العراق يسير في الاتجاه الصحيح تبلغ 62% بين السنّة و56% بين الشيعة، لكنها تنخفض إلى 11% فقط لدى الكرد"، مبينا أن "الثقة بالحكومة الاتحادية تصل إلى 62% بين السنّة، و57% بين الشيعة، و33% فقط بين الكرد".

وختم التقرير بالتحذير من أن "غياب الهوية المشتركة يجعل من تشكيل التحالفات بعد الانتخابات مهمة شاقة، ما ينذر بتكرار الأزمة السياسية في الدورة المقبلة".

وأكد أن "نظام المحاصصة القائم على تقاسم السلطة بين الجماعات الفرعية يقوّض فرص بناء ديمقراطية فاعلة، ويعزّز الولاءات المحلية على حساب المصالح الوطنية".

 

اخترنا لك