صورة الخبر

09:46:05 2024-12-18 : اخر تحديث

09:46:05 2024-12-18 : نشر في

احتفاءً بيومها العالمي.. تعرف على أسباب تراجع لغة الضاد

حجم الخط

شبكة الساعة

يصادف اليوم، 18 كانون الأول/ ديسمبر، الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي اعتمدته الأمم المتحدة عام 1973، بإدراج اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في المنظمة الدولية، بعد مقترح مشترك من المغرب والسعودية وليبيا.

وبموجب هذا القرار، أصبحت اللغة العربية واحدة من 6 لغات معتمدة عالميًا إلى جانب الإنجليزية والفرنسية، والإسبانية، والروسية، والصينية.

وتعد اللغة العربية من أقدم وأغنى اللغات في العالم، إذ يمتد تاريخها لأكثر من 18 قرنًا، وتزخر بأكثر من 12 مليون كلمة، إضافةً إلى ما تتميز به من اشتقاق وإعراب وثراء بلاغي لا نظير له.

وبنفس هذا اليوم من كل عام يطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسم #اليوم_العالمي_للغة_العربية الذي يتصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارا، للتعبير عن دورهم في الحفاظ على اللغة العربية الفصحى.

وفي هذا الصدد أجرت شبكة "الساعة"، مقابلة مع أستاذ اللغة العربية في جامعة الموصل، الدكتور أحمد صالح الجحيشي، عزا خلالها أسباب تراجع اللغة العربية إلى أن "اللغات عمومًا مرتبطة مع الأمم المتحدثة بها ارتباطًا وثيقًا، وتشكّل جزءًا من هويتها، فإذا ما تراجع دور الأمة حضاريًا فسينعكس ذلك على دور لغتها؛ لذا فالتراجع الحضاري والثقافي والعلمي خصوصا في ظل الانفجار التقني المتسارع ساهم بتراجع العربية".

وأضاف الجحيشي أن "السبب الآخر هو إهمال دور القوى الناعمة في رفد وتعزيز اللغة لدى المتحدثين بها، إذ عجز المختصون بتقديم بدائل راقية ومقنعة ومتماشية مع الواقع في مجالات السينما والدراما وأفلام الرسوم المتحركة، لما لتلك المجالات من تأثير على المتحدثين بها".

وأردف قائلاً: "السبب الأخير هو تقديم اللغة العربية لطلاب المدارس والجامعات بطريقة تقليدية عما يجب أن تكون عليه اللغة نظريًا، ورغم جهود مجامع اللغة العربية الطيبة في مجال أقلمة اللغة مع الاستعمال الحالي، إلا أنها غير كافية في ظل لا مبالاة الجهات العليا في معرفة أهمية اللغة في حياة الأمم".

ما سبل إعادة إحيائها؟

رأى الجحيشي، إن "ازدواجية اللغة (وجود مستويين من اللغة فصيح وعامي) ليست ظاهرة خاصة في العربية في هذا الزمان فقط، فهو أمر طبيعي حدث في أزمان متعددة مع لغات مختلفة".

ولفت إلى أنه "لإعادة إحياء العربية لا ينبغي أن يكون الهدف هو أن يتحدث جميع العرب بالطريقة المُثلى التي كانت تتحدث بها قريش قبل ألف و500 سنة، لأنه هدف غير ممكن الحصول، وإنما يكون بتمكين المتحدثين بالعربية من امتلاك الحد الأدنى من اللغة الفصيحة التي يستطيع من خلالها التواصل والتفكير والإنتاج".

وأوضح أن "السبيل الآخر هو تقديم النُخب الثقافية اللغةَ العربية الفصيحة في مواد الإعلام والسينما والدراما، فضلا عن أفلام الرسوم المتحركة للأطفال بالعربية الفصيحة المعاصرة، ومحاولة استهداف مستخدمي مواقع التواصل والوصول إليهم بطرائق بعيدة عن التقليد".

واستدرك أنه "في مجال التعليم، يجدر بالمختصين مراعاة اللغة العربية المعاصرة في المناهج، ومحاولة توظيفها واستعمالها بطرائق عملية بدل تلقين القواعد النظرية الصارمة".

وأشار إلى أن "التداخل اللغوي بين الأقوام المختلفة، والمحاذية جغرافيًّا بشكل أكبر أمر طبيعي وموجود في كل اللغات الإنسانية، وقد اقترض العرب الأقحاح من الفرس والإغريق والترك الكثير من الكلمات، بل استعمل القرآن الكريم عددًا من تلك المفردات المقترضة".

واختتم أستاذ اللغة العربية قوله، إن "الخطورة وتهديد الهوية تبدأ عند إهمال العربية كليًّا حين تكون اللغات الأجنبية هي لغة الاستعمال والتعلم، إذ ستكون خطرًا على هوية الفرد والمجتمع، لارتباط اللغة بثقافة الأمة ودينها وتاريخها".

وتشير الأرقام إلى أن الأشخاص الذين يتحدثون اللغة العربية حول العالم بلغ أكثر من 420 مليون شخص وهو ما يجعلها من أكثر اللغات شيوعا.

وحسب مختصين، تعتبر اللغة العربية من أكثر اللغات انتشارا في العالم، حتى خارج العالم العربي، إذ إنها واحدة من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت.

ليصلك المزيد من الأخبار والتقارير والتحليلات

اشترك بقناتنا على التليكرام

اخترنا لك