يُعد حقل أبو غرب النفطي من أبرز الحقول المشتركة بين العراق وإيران، يقع في قضاء المشرح بمحافظة ميسان جنوب العراق، بالقرب من الحدود مع إيران.

ويمتد الحقل على مساحة تبلغ حوالي 360 كيلومترًا مربعًا، ويحتوي على احتياطيات نفطية تُقدر بـ10 مليارات برميل من النفط الخام، ويلعب الحقل دورًا استراتيجيًا في تأمين جزء كبير من إنتاج النفط لكلا البلدين.

تاريخ الاكتشاف

تم اكتشاف حقل أبو غرب النفطي في عام 1971 ومنذ ذلك الحين أصبح الحقل واحدًا من الحقول الرئيسة في العراق، إذ أسهم بشكل كبير في إنتاج النفط والغاز للبلاد، هذا الاكتشاف جاء نتيجة للعديد من المسوحات الجيولوجية والجيوفيزيائية التي تم تنفيذها لتحديد إمكانات الحقل.

وشهد الحقل منذ اكتشافه العديد من مراحل التطوير، ففي العقدين الماضيين تمت عمليات تطوير واسعة النطاق تهدف إلى زيادة كفاءة الإنتاج وتحديث البنية التحتية وشملت هذه التطويرات:

تأهيل وصيانة محطة عزل الغاز 2020: في أبريل 2020 أعلنت الهيئة التشغيلية لحقل أبو غرب عن بدء أعمال تأهيل وصيانة محطة عزل الغاز في الحقل.

وتمثلت هذه الأعمال في تهيئة المحطة لتلبية متطلبات العمل الحديثة وتنفيذ الخطط اللازمة لإجراء عمليات الصيانة الضرورية.

وكان لهذه الجهود تأثير كبير على تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الفاقد من الغاز، مما ساعد في تعزيز الأداء التشغيلي للحقل

حفر آبار جديدة: شهد الحقل حفر العديد من الآبار الجديدة في السنوات الأخيرة، مما ساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية، وتم استخدام تقنيات حديثة في الحفر والاستكشاف، مما ساعد في اكتشاف مكامن جديدة للنفط والغاز وزيادة الاحتياطيات المؤكدة للحقل.

التعاون مع الشركات العالمية: عزز حقل أبو غرب من تعاونه مع الشركات العالمية المتخصصة في صناعة النفط والغاز مثل شركة "إيني" الإيطالية وغيرها من الشركات هذا التعاون أسفر عن تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة مما ساعد في تحسين كفاءة الإنتاج وضمان استدامة عمليات الاستكشاف والتطوير.

ملكية الحقل

يتشارك كل من العراق وإيران في عدد من الحقول المشتركة، بما في ذلك حقل أبو غرب، والتعاون بين العراق وإيران يشمل عدة حقول مثل "مجنون"، "بزركان"، "الفكة"، و"نفط خانة".

الإنتاج والاحتياطيات

تبلغ الطاقة الإنتاجية لحقل أبو غرب 70 ألف برميل يوميًا من النفط، بالإضافة إلى إنتاج كميات كبيرة من الغاز المصاحب ووفقًا للبيانات الرسمية، يضم الحقل عشرات الآبار مما يجعله من أهم الحقول المنتجة في المنطقة.

تستمر الخطط المستقبلية لتطوير حقل أبو غرب في التركيز على زيادة الإنتاج وتحسين البنية التحتية من خلال استثمارات ضخمة تصل إلى 3 مليارات دولار.

 الحقل في حسابات بغداد وطهران

لا يقتصر دور حقل أبو غرب على كونه مورداً إنتاجياً مهماً، بل يمثل أيضاً ملفاً سياسياً حساساً في العلاقة بين العراق وإيران، فالحقل واحد من عدة حقول مشتركة يتحول أحياناً إلى نقطة ضغط متبادلة في ملفات أوسع مثل العقوبات الأمريكية على طهران أو التزامات بغداد في منظمة "أوبك".

كما أن تطوير الحقل يرتبط بقدرة العراق على جذب استثمارات أجنبية بعيداً عن النفوذ الإيراني وهو ما يمنحه بعداً استراتيجياً يتجاوز حدود الإنتاج إلى توازنات النفوذ والاقتصاد في المنطقة.