05:02:53 2025-10-13 : اخر تحديث
05:02:53 2025-10-13 : نشر في
فريق التحرير- شبكة الساعة
في أحد أحياء بغداد، تعيش سارة، فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً، قصة مؤلمة باتت اليوم مثالاً واضحاً على مخاطر الإدمان الإلكتروني.
بدأت الحكاية حين حصلت سارة على هاتف ذكي كهدية في عيد ميلادها فكان وسيلتها للترفيه والتواصل مع صديقاتها لكن ما بدأ كاستخدام محدود تحوّل تدريجياً إلى يوم كامل تقريباً أمام الشاشة دون أن تشعر والدتها بخطورة الأمر.
الأم تقول بأسى لشبكة "الساعة": "كنت أعتقد أن الإنترنت مجرد وسيلة للمتعة ولم أتخيل أن يتحول إلى إدمان تركتها على راحتها دون مراقبة لكنها سرعان ما بدأت تعاني من الأرق والسهر حتى الفجر ثم لاحظت أنها أصبحت أكثر انعزالاً وتراجعت علاماتها الدراسية بشكل ملحوظ".
وأضافت: "مع مرور الأشهر ظهرت أعراض صحية واضحة: آلام متكررة في الرقبة والظهر، ضعف التركيز، قلة الشهية، وبعد مراجعة الأطباء تبيّن أن السبب الرئيس يعود إلى الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية وغياب النشاط البدني "، مبينةً: "أدركت متأخرة أن ابنتي أصبحت مريضة بسبب إهمالي وعدم مراقبتي لها".
طبيب الأسرة، الدكتور علي أبو طحين، أكد أن ما حصل مع سارة ليس حالة فردية، بل مثال يتكرر في العديد من البيوت العراقية.
وقال أبو طحين في حديثه لشبكة "الساعة" إن "فرط استخدام الإنترنت قد يقود إلى مشاكل صحية خطيرة خصوصاً عند الأطفال فالإفراط في الجلوس أمام الشاشات يسبب مشاكل في النظر وإجهاد العين وآلاماً في العمود الفقري والعظام نتيجة الجلوس الخاطئ لفترات طويلة".
وأضاف أن "اضطرابات النوم تعد من أبرز الأعراض إذ لا تقتصر على الأرق، بل تمتد لتؤثر على التركيز والتحصيل الدراسي"، موضحاً أن "قلة الحركة تعرض الطفل لمشاكل السمنة وضعف المناعة إلى جانب مخاطر نفسية مثل الميل إلى العزلة والسلوك الإدماني وحتى التأثر بالمحتويات العنيفة أو غير المناسبة".
وشدد أبو طحين على "ضرورة ألا يُسمح للأطفال دون 12 عاماً باستخدام الإنترنت أكثر من ساعتين يومياً، مع متابعة دقيقة من الأهل".
من جانبها، ترى الباحثة الاجتماعية أحلام علي أن سلوك سارة وغيره من الأطفال المدمنين يكشف ثغرات كبيرة في دور الأسرة.
وقالت علي لشبكة "الساعة” إن "غياب الرقابة أو المبالغة في الثقة بالطفل يفتح الباب أمام مخاطر عديدة، الإنترنت لم يعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبح عالماً موازياً يؤثر على طريقة تفكير الطفل وسلوكه".
وأشارت إلى أن "المسؤولية لا تقع على الطفل بقدر ما تقع على الأسرة وعلى الوالدين مراقبة المحتوى وتحديد أوقات واضحة لاستخدام الإنترنت مع تشجيع الطفل على أنشطة بديلة مثل الرياضة أو الفنون أو القراءة".
ولفتت إلى أن "التربية الحديثة تتطلب الحوار مع الأبناء لا المنع القسري وأن القدوة عامل مهم، الأب الذي يمسك هاتفه لساعات طويلة لا يمكنه أن يقنع ابنه بالابتعاد عن الشاشة".
المختص في علم النفس، كاظم الحمداني، حذّر من أن الإدمان الإلكتروني لا يقل خطورة عن أي نوع آخر من الإدمان.
وأوضح الحمداني أن "الطفل حين يقضي ساعات طويلة أمام الشاشة فإنه يدخل في حالة ارتباط نفسي وسلوكي بالجهاز، ما يجعله أكثر عرضة للقلق والتوتر والاكتئاب".
وأضاف أن "الطفل المدمن قد يشعر بنشوة مؤقتة عند استخدام الهاتف أو الحاسوب، لكنه سرعان ما يدخل في حالة فراغ وقلق عند الانقطاع عنه وهو ما يشبه إلى حد كبير أعراض الإدمان على المواد المخدرة".
ولفت الحمداني إلى أن "العزلة الطويلة تفقد الطفل مهارات التفاعل الاجتماعي وتؤثر على شخصيته وثقته بنفسه وبعض الحالات أظهرت ميولاً عدوانية بسبب متابعة محتويات عنيفة، فيما عانى آخرون من ضعف التركيز وتراجع التحصيل الدراسي".
وأكد أن "الطفل الذي ينشأ في عالم افتراضي بعيد عن التفاعل الواقعي قد يواجه صعوبات جدية في دراسته أو حياته العملية وبناء علاقاته الإنسانية".
الحمداني ختم حديثه لشبكة "الساعة" بالقول: "الحل لا يقتصر على الأسرة وحدها، بل يحتاج إلى تعاون مجتمعي أشمل فالمدارس مطالبة ببرامج توعوية والإعلام بدور أكبر في تسليط الضوء على المخاطر كما أن المبادرات الشبابية يمكن أن توفر أنشطة بديلة تغني الأطفال عن الانغماس الكلي في العالم الافتراضي".
ليصلك المزيد من الأخبار والتقارير والتحليلات
اشترك بقناتنا على التليكرام2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم