17:09:21 2025-05-27 : اخر تحديث
17:09:21 2025-05-27 : نشر في
فريق التحرير- شبكة الساعة
في مثل هذا اليوم من عام 2009 غاب "عمو بابا" عن الحياة، لكنه لم يغب عن ذاكرة العراقيين ومحبي كرة القدم.
إيمانويل بابا داوود، الذي عرفه الملايين باسم "عمو بابا"، لم يكن مجرد لاعب أو مدرب، بل كان رمزًا وطنيًا صنعت إنجازاته مجدًا رياضيًا يندر تكراره.
من ملاعب الحبانية إلى مدرجات ملعب الشعب، ومن أول هدف دولي للعراق إلى ثلاثية الخليج الذهبية، كتب "عمو بابا" فصلاً خالدًا في كتاب الرياضة العراقية، لا يزال يُروى بكل فخر واعتزاز.
وُلد "عمو بابا" عام 1934 في معسكر هنيدي التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني جنوبي بغداد لعائلةٍ آشورية، وكان والده موظّفاً مدنياً لدى الـRAF، ومع انتقال الأسرة عام 1937 إلى المجمّع السكني في قاعدة الحبانية، أخذ الفتى يتردد إلى ملاعب القاعدة ويراقب مباريات الجنود البريطانيين، فاشتعل شغفه بكرة القدم.
قبل أن يصبح أسطورة في كرة القدم، أظهر براعة في ألعاب أخرى مثل سباق 400 متر حواجز والتنس، وكانت نقطة التحول في مسيرته الكروية عندما اكتشفه المدرب إسماعيل محمد خلال بطولة المدارس العراقية وأطلق عليه لقب "عمو بابا" تقديرًا لموهبته وقيادته المستقبلية.
بدأ "عمو بابا" مسيرته الكروية مع فريق مدرسة لواء الدليم قبل أن ينتقل إلى نادي موظفي سلاح الجو الملكي (الآشوري) حيث لعب لمدة 4 سنوات، تميز بأسلوب لعب هجومي فطري وقدرة فائقة على تسجيل الأهداف، واشتهر بضرباته المقصية المذهلة وقوة تسديداته.
وفي عام 1957 سجل "عمو بابا" أول هدف رسمي لمنتخب العراق في مباراة دولية ضد المغرب ضمن دورة الألعاب العربية الثانية في بيروت، وهي اللحظة التي رسخت اسمه في تاريخ الكرة العراقية.
وخلال مسيرته كلاعب تلقى عرضًا للاحتراف من نادي "نوتس كاونتي" الإنجليزي، لكنه فضل البقاء في وطنه لعب لأندية الحرس الملكي والأثوري والقوة الجوية ونادي بغداد، وحقق مع فريق الأثوري لقب الدوري عام 1960، تعرض لإصابة خطيرة عام 1965 لكنه عاد ليواصل اللعب حتى عام 1970.
بعد اعتزاله اللعب انتقل "عمو بابا" إلى مجال التدريب عام 1967، وبدأ مسيرته كمدرب ولاعب في فريق مصلحة نقل الركاب، ثم تولى تدريب فرق الكلية العسكرية والمنتخب العسكري العراقي، حيث قاده للفوز ببطولة العالم العسكرية (سيزم).
وفي عام 1978 أصبح مدربًا للمنتخب الوطني العراقي للمرة الأولى، ليقود الفريق في فترة الثمانينيات التي تعتبر "العصر الذهبي" للكرة العراقية، وتحت قيادته حقق المنتخب إنجازًا تاريخيًا بالفوز بثلاثة ألقاب متتالية في كأس الخليج العربي أعوام 1979، 1984، و1988.
كما قاد المنتخب للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية عام 1982 وبكأس العرب عام 1988، بالإضافة إلى قيادة المنتخب الأولمبي في دورتي لوس أنجلوس 1984 وسيئول 1988، وعلى الصعيد المحلي، قاد فريقي الطلبة والزوراء للفوز بلقب الدوري العراقي.
لم تخلُ مسيرة "عمو بابا" التدريبية من التحديات، خاصة في ظل علاقته المعقدة مع عدي صدام حسين، لكنه عُرف بشخصيته القوية ومواقفه الصريحة، وفي سنواته الأخيرة أطلق مبادرة لتأسيس مدرسة كروية للمواهب من الأطفال المحرومين في بغداد، إيمانًا منه بأهمية تطوير الشباب.
توفي "عمو بابا" في مستشفى دهوك في 27 أيار/مايو 2009 عن عمر يناهز 74 عامًا بسبب مضاعفات مرض السكري، وقد حظي بتكريم خاص بدفنه في ملعب الشعب الدولي في بغداد، بناءً على وصيته.
يُعد "عمو بابا" قامة كروية عراقية فريدة، فهو اللاعب الذي سجل أول هدف دولي لبلاده، والمدرب الذي قاد المنتخب إلى تحقيق أعظم الإنجازات، والمؤسس الذي زرع بذور الموهبة في الأجيال الشابة، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الرياضة العراقية كرمز للعطاء والإخلاص.
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم