14:30:47 2025-05-27 : اخر تحديث
12:48:23 2025-05-27 : نشر في
فريق التحرير- شبكة الساعة
في خضم تصاعد التوترات الإقليمية في منطقة الخليج العربي خلال عام 1985، برزت محاولة اغتيال أمير دولة الكويت، الشيخ جابر الأحمد الصباح، في 25 أيار/مايو، كحدث مفصلي أعاد ترتيب أولويات الأمن الإقليمي وألقى بظلاله على المشهد السياسي والعسكري القائم.
جاءت هذه المحاولة في وقت كانت فيه الحرب العراقية الإيرانية في أوجها، ما زاد من تعقيد العلاقات بين دول المنطقة، وسلط الضوء على تنامي نفوذ الجماعات المسلحة غير الحكومية ودورها المتصاعد في تهديد استقرار واحدة من أكثر المناطق استراتيجية للاقتصاد العالمي.
في عام 1985 كانت منطقة الخليج تعيش أوج التوتر بسبب استمرار الحرب بين العراق وإيران التي بدأت عام 1980، وأدت إلى خسائر بشرية واقتصادية كبيرة للطرفين، دعمت الكويت العراق خلال هذه الحرب، ووفرت له مساعدات مالية وسمحت بمرور الإمدادات عبر أراضيها، خوفًا من تمدد النفوذ الإيراني بعد الثورة الإسلامية في 1979.
هذا الدعم وضع الكويت في مرمى الجماعات المدعومة من إيران، خاصة في ظل وجود شريحة من السكان الشيعة داخل البلاد، والتي كانت بعض عناصرها متأثرة بالأفكار الثورية الإيرانية، وقد شهدت الكويت في أوائل الثمانينيات تصاعدًا في نشاط جماعات شيعية مسلحة.
في صباح يوم 25 أيار/مايو من عام 1985، تعرّض موكب أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الصباح، لمحاولة اغتيال أثناء توجهه إلى قصر السيف لحضور اجتماع مجلس الوزراء، ونفّذ العملية انتحاري كان يقود سيارة مفخخة، اصطدمت بموكب الأمير، مما أسفر عن مقتل اثنين من حراسه الشخصيين وأحد المارة، وإصابة الأمير بجروح طفيفة جراء تناثر الزجاج.
وبعد ساعات قليلة، ظهر الأمير في خطاب متلفز ليطمئن الشعب على سلامته، مؤكداً عزيمته على الاستمرار في أداء مهامه والعمل من أجل استقرار وازدهار الكويت.
وقد شكّل هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا في مسار العنف داخل البلاد، مستلهِمًا تكتيكات كانت رائجة في لبنان آنذاك، فاستهداف رأس الدولة لم يكن مجرد محاولة للقتل، بل رسالة تهدف إلى زعزعة استقرار الكويت، وفي المقابل شكّل الظهور السريع والعلني للأمير رسالة مضادة تؤكد على التماسك والقدرة على تجاوز الأزمة بثبات.
أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" مسؤوليتها المباشرة عن محاولة اغتيال أمير الكويت عام 1985، مطالِبةً بالإفراج عن 17 مدانًا بجرائم إرهابية كانوا محتجزين في السجون الكويتية، على خلفية تورطهم في تفجيرات الكويت عام 1983.
ورغم هذا الإعلان سرعان ما اتجهت أصابع الاتهام نحو جهات أخرى، أبرزها "حزب الدعوة الإسلامية" العراقي، الذي سبق وارتبط اسمه بتفجيرات عام 1983 داخل الأراضي الكويتية.
ويُعد أبو مهدي المهندس واسمه الحقيقي جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم، أحد أبرز المتهمين في هذه القضية فقد كان عضوًا فاعلًا في حزب الدعوة الإسلامية، وتشير تقارير أمريكية رسمية إلى تورطه المباشر في محاولة الاغتيال إلى جانب مشاركته في هجمات 1983 التي استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت.
وقد أصدرت محكمة كويتية حكمًا بالإعدام بحقه غيابيًا، رغم تباين بعض المصادر بشأن ما إذا كان الحكم صادرًا على خلفية أحداث 1983 أو محاولة الاغتيال في 1985.
وفي السنوات اللاحقة، برز القيادي المهندس في فيلق بدر، وأصبح شخصية محورية في "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، ما يعكس امتداد ارتباطاته إلى محاور إقليمية أوسع.
من جهة أخرى، تتحدث بعض المصادر عن احتمال تورط "حزب الله" اللبناني في هذه العمليات بما في ذلك محاولة اغتيال الأمير، وتذهب بعض التقديرات إلى أن القيادي البارز مصطفى بدر الدين قد يكون هو من قاد تنفيذ العملية.
أن تحديد المسؤول الفعلي عن محاولة الاغتيال يبقى معقدًا بسبب تعدد الأطراف المتورطة وتداخل الولاءات، إلا أن المعطيات تشير إلى حملة منسقة استهدفت الكويت، تقف خلفها جماعات مدعومة إقليميًا، سعت من خلالها إلى الضغط السياسي وزعزعة الأمن الداخلي.
في أعقاب محاولة الاغتيال وبسبب التوترات المستمرة في تلك الفترة، كثف العراق غاراته الجوية على المدن والبنية التحتية العسكرية الإيرانية، وكانت هذه الغارات جزءًا من حملة أوسع تعرف باسم "حرب المدن"، والتي كان هدفها إضعاف الروح المعنوية الإيرانية والضغط على الحكومة.
استهدفت الغارات الجوية العراقية مدنًا إيرانية مثل طهران وتبريز وأصفهان وشيراز وقزوين وكاشان وغيرها، وقد تسببت هذه الهجمات في وقوع خسائر في صفوف المدنيين وأضرار اقتصادية في إيران، وردت إيران بشن غارات جوية وصاروخية على المدن العراقية، وخاصة بغداد وكركوك والبصرة، وقصف المدن الحدودية.
كانت الغارات الجوية العراقية على إيران عام 1985 تصعيدًا مباشرًا للصراع، ومن المحتمل أنها تأثرت بالدعم الإيراني المزعوم لمحاولة الاغتيال، وقد هدفت "حرب المدن" إلى كسر الجمود على الأرض من خلال التأثير على الروح المعنوية، لكنها أدت أيضًا إلى إطالة أمد الحرب.
ظلّ أبو مهدي المهندس شخصية محورية في الجماعات المسلحة المدعومة من إيران لعدة عقود بعد محاولة اغتيال أمير الكويت عام 1985، حيث واصل صعوده ليصبح أحد أبرز قادة "الحشد الشعبي" في العراق، وقد عكس هذا الدور المتقدم مكانته في شبكة النفوذ الإقليمي التي تدعمها طهران.
وفي مطلع عام 2020، قُتل المهندس إلى جانب الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة قرب مطار بغداد الدولي، في حادثة جسّدت مدى أهميته المتواصلة في توازنات القوى الإقليمية.
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم