صورة الخبر

11:26:32 2025-05-10 : اخر تحديث

11:26:32 2025-05-10 : نشر في

دبلوماسي إيراني سابق: المرحلة المقبلة من المفاوضات هي الأصعب

حجم الخط

شبكة الساعة

أكد الدبلوماسي الإيراني السابق، سيد هادي سيد أفقهي، أن الموقف الأمريكي من الملف النووي الإيراني لا يزال غامضًا ومليئًا بالتناقضات، ما يثير تساؤلات مشروعة حول نوايا واشنطن الحقيقية، خاصة في ظل التصريحات المتضاربة وغير المهنية التي تصدر عن كبار المسؤولين الأمريكيين، بدءًا من الرئيس السابق دونالد ترامب، إلى مستشاريه، مرورًا بوزير الخارجية مارك روبيو، وصولًا إلى وزير الدفاع الذي هدّد، بشكل صريح ومباشر، باستخدام الخيار العسكري.

وقال سيد أفقهي في تصريح خاص لشبكة "الساعة" إن "هذه التصريحات، في مجملها، لا تطمئن طهران ولا تساعد على خلق بيئة إيجابية للثقة أو التفاوض"، لافتًا إلى أن "إيران ما تزال ثابتة في موقفها، لكنها في الوقت نفسه تشعر بالتردد بسبب عدم وضوح الموقف الأمريكي".

وتساءل: "هل تسعى واشنطن فقط إلى طمأنة نفسها بأن إيران لن تنتج سلاحًا نوويًا، كما ادّعى المبعوث الأمريكي روبرت مالي خلال لقاءات غير مباشرة في مسقط وروما؟ أم أن هناك ملفات أخرى غير معلنة تسعى الولايات المتحدة إلى فرضها ضمن هذا المسار؟".

وأوضح أن "روبرت مالي – المعروف باسم (دوركوف) في بعض السياقات تناقض في تصريحاته ومواقفه؛ ففي الوقت الذي كتب فيه بخط يده أن الولايات المتحدة لا تريد منع إيران من استخدام التكنولوجيا النووية السلمية، بل تسعى فقط لضمان عدم إنتاج سلاح نووي، عاد ليصرّح، بأمر من الرئيس ترامب، بضرورة وقف جميع الأنشطة النووية الإيرانية، بما في ذلك التخصيب، وإرسال المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والذي يُقدَّر بـ230 كغم، إضافة إلى المخزون المخصب بنسبة 20%".

وأشار إلى أن "هذه التصريحات، إلى جانب تهديدات وزير الدفاع الأمريكي، تعقّد المشهد وتفقد الإيرانيين القدرة على بناء تفاؤل حقيقي تجاه إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي أو تحقيق انفراجة دبلوماسية، وهو ما أكده مرارًا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، حين صرّح بأن من المبكر جدًا الحديث عن استعادة الثقة، تلك التي دمّرها ترامب عام 2018 عندما مزّق الاتفاق النووي من طرف واحد وفرض عقوبات قاسية على إيران".

وتابع أن "المرحلة الحالية هي مرحلة اختبار حقيقية"، داعيًا إلى "التعامل مع المفاوضات بحذر، وشفافية، ودقة، وشجاعة في مخاطبة الجانب الأمريكي بوضوح ومن دون مجاملة"، مردفا: "يجب أن نواجههم بالسؤال المباشر: ماذا تريدون على وجه التحديد؟".

وبين أن "المرحلة الرابعة من المفاوضات المرتقبة ستكون الأصعب والأكثر تعقيدًا، لا سيما مع تشكيل فريق مشترك من الخبراء النوويين والاقتصاديين والسياسيين، بعد أن شارك الفريق الاقتصادي سابقًا في مفاوضات مسقط لمناقشة موضوعات رفع العقوبات، وآلياتها، وتفاصيلها".

وشدد على أن "الملفات المطروحة في المفاوضات تحتاج إلى خبراء تقنيين، خصوصًا ما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي، وأجيالها، وعددها، ودور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى مسألة المقايضة، إذا طُلب من إيران تقديم تنازلات أو تنفيذ مطالب معيّنة، فماذا ستقدّم أمريكا بالمقابل؟".

واختتم الدبلوماسي الإيراني السابق تصريحه بـ"التأكيد على ضرورة متابعة جلسات التفاوض ومخرجاتها بدقة، لمعرفة ما إذا كانت واشنطن تسعى فعلًا لحل الملف النووي ورفع العقوبات، أم أنها تُخفي وراء خطابها ملفات أكثر تعقيدًا تتعلق بالصواريخ الباليستية، ودعم إيران لمحور المقاومة، ونفوذها الإقليمي، والتهديد المزعوم لإسرائيل".

اخترنا لك