صورة الخبر

11:45:44 2025-05-08 : اخر تحديث

11:42:18 2025-05-08 : نشر في

تبرّع العراق بالقمح يثير جدلاً سياسياً في تونس

حجم الخط

شبكة الساعة

أثار إعلان الحكومة العراقية عن تبرّعها بـ 50 ألف طن من القمح لتونس، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية التونسية، وسط اتهامات بأن الخطوة تهدف إلى إقناع الرئيس قيس سعيّد بالمشاركة في القمة العربية المقررة ببغداد في السابع عشر من أيار الجاري.

وذكر عبد الوهاب الهاني، رئيس "حزب المجد"، في تدوينة تابعتها شبكة "الساعة"، أن "مجلس وزراء حكومة العراق الشقيق يتبرع بكمية 50 ألف طن من الحنطة لتونس عشية القمة العربية ببغداد، وتعبير الرئيس العراقي عن رغبته في إنجاح القمة بتأمين أعلى حضور دبلوماسي ممكن من نظرائه العرب، ومن بينهم نظيره التونسي".

وأشار الهاني إلى أن "هذا التبرع يتزامن مع دعوات داخلية تطالب سعيّد بعدم قبول الدعوة وحضور القمة" مضيفاً أن "من المؤسف أن تتحول تونس من بلد يستقطب تبرعات الكتب إلى بلد منكوب يستقطب تبرعات الحنطة".

من جانبه، اعتبر ماهر العباسي، القيادي السابق في "تحيا تونس"، أن "قيمة التبرع، البالغة نحو 15 مليون دولار، لا تمثل سوى "0.075 % من ميزانية تونس لسنة 2025"، مشبهاً ذلك بمن "يتلقى تبرعاً بتسعة دنانير من صديق، ثم ينشر إعلاناً رسمياً بالأمر".

ووجّه العباسي رسالة إلى الرئيس قيس سعيّد قائلاً: "إذا أردت الذهاب إلى العراق وحضور القمة، فهذا شأنك، لكن لا تقبل هذه الهدية التي لا تساوي سوى 5 أيام من استهلاكنا اليومي من الحبوب".

وقال المحامي والناشط السياسي نجيب الحمامي، إنه "بعد استقلال تونس دعم العراق تونس بكتب جامعية ومدرسية لتطوير نظامها التعليمي، في انعكاس لروح قومية عربية راهنت على المعرفة"، مضيفاً أن "تحول العراق من مُرسل للكتب إلى مرسل للحنطة، يعكس تدهوراً رمزياً لوضع تونس الحالي".

ورأى الحمامي أن "هذا التحول يكشف فشلاً مزمناً في السياسات الاقتصادية والتعليمية، محمّلاً الحكومات المتعاقبة مسؤولية انشغالها بالصراعات والمصالح الضيقة، على حساب تطوير قطاعات حيوية، ما أدى إلى تفشي الفقر وتدهور الخدمات العامة".

اخترنا لك