صورة الخبر

02:49:44 2025-04-09 : اخر تحديث

02:49:44 2025-04-09 : نشر في

22 عامًا من الوعود الكاذبة.. كيف خدعت أمريكا العراقيين بالديمقراطية؟

حجم الخط

فريق التحرير- شبكة الساعة

"تستحقون حياة أفضل من حكم الطغاة والفساد وغرف التعذيب"، بهذه العبارة أعلن جورج دبليو بوش نهاية حقبة طويلة من تاريخ العراق الحديث، وبداية أخرى اتسمت بالفساد والعنف والمحاصصة الطائفية، في ظل الحكومات المتعاقبة على مدى أكثر من عقدين.

وبعد عام 2003، بدأ العراق يُصنَّف من بين أسوأ بلدان العالم، بعدما قادت الولايات المتحدة الأمريكية حملة عسكرية عليه بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، أدت إلى احتلال البلاد، وإسقاط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين، ثم قام الحاكم المدني بول بريمر بحلّ الجيش العراقي بحجة ارتباطه بحزب البعث.

وقال السياسي المعارض ورئيس مشروع المواطنة، غيث التميمي، في مقابلة خاصة مع شبكة "الساعة"، إن "أبشع قصص الفشل في تاريخ الولايات المتحدة ستكون قصة احتلال العراق، وسيبقى ما فعلته أمريكا في بغداد حاضرًا في ذاكرة الشعوب".

وأضاف أن "الولايات المتحدة نفذت أكبر عملية احتيال باسم الديمقراطية، وتحت رايتها شنت أبشع حرب عقائدية متطرفة ضد نظام حكم، وليس فقط ضد المنهج الذي كان قائمًا".

وتابع أن "أمريكا ادعت أنها أسقطت صدام حسين ونهجه، ولهذا حظيت بدعم واسع من العراقيين في الداخل والخارج، لكن ما حدث بعد 2003 أثبت أن الأمريكيين كانوا أكثر تمسكًا بالنهج الصدامي من صدام نفسه".

وأوضح أن "الولايات المتحدة جاءت وعلى دباباتها عشرات النسخ المشوهة من صدام، ومنحتهم الحكم في العراق بطريقة لا يمكن أن يقبلها عاقل ولا مجنون".

وأكد التميمي أن "أمريكا دخلت العراق دون قرار أو تفويض من مجلس الأمن، وادعت زورًا أن العراق يموّل تنظيم القاعدة وبن لادن بالأسلحة والتدريب، ليتبين لاحقًا كذب هذا الادعاء بالكامل".

وأشار إلى أن "العراق لم يكن يشكّل تهديدًا لجيرانه، بل كان العكس هو الصحيح، فإيران التي خضنا ضدها حربًا لثماني سنوات، كانت العدو الأول المعلن للجمهورية العراقية منذ خطابات الخميني الأولى".

ولفت إلى أن "الأزمة مع إيران قديمة، لا سيما فيما يخص شط العرب وترسيم الحدود، أما الخلاف مع الكويت فله جذور تعود إلى تأسيس الدولتين".

وذكر أن "العراقيين اليوم يقفون أمام واقع مشوّه، فقد خسر العراق شط العرب وخليج البصرة، حيث ذهب قسم منه لصالح الخليج الفارسي وآخر إلى الخليج العربي".

وفيما يتعلق بالعلاقة مع الكويت، قال التميمي: "العراق لم يعتدِ على جيرانه، بل كان هناك خلاف قديم لا يزال قائمًا؛ إذ نسمع سنويًا تصريحات من سياسيين كويتيين وعراقيين تمس سيادة البلدين وتسيء إلى شعبيهما".

وأضاف: "الولايات المتحدة عاقبت العراق بسبب حربه مع إيران، رغم أن الوثائق وتصريحات كبار المسؤولين تُظهر أن واشنطن كانت هي من دعمت صدام خلالها، وهي من منحته الضوء الأخضر لغزو الكويت، لتقود لاحقًا تحالفًا دوليًا ضده".

وشدد على أن "الولايات المتحدة ليست قوة أخلاقية، ولا يمكن أن تكون مؤسسة أخلاقية، ومع كل ذلك، فإن العراق يحتاج إلى علاقتها والمجتمع الدولي؛ لأنه بلد ممزق، منهوب، ومقهور".

وتابع: "العراقيون اليوم يعيشون تحت حكم الميليشيات الإيرانية والجهات الجهادية المتطرفة، في ظل نظام يتسم بأقصى درجات الفساد القيمي والأخلاقي، والانحطاط السياسي والمعرفي، وهو ما أوجدته الولايات المتحدة".

وأكد التميمي أن "ما فعلته أمريكا منذ 2003، من نهب وقتل وتدمير لحضارة العراق، وما حصل في سجن أبو غريب، ستبقى وصمة لن تُمحى، ولن ينساه العراقيون، وسيتوقف التاريخ عنده طويلًا" مبيناً أن "الديمقراطية التي بشرت بها أمريكا لم تُهدِ العراقيين سوى مشاهد من الدم والعبث".

وختم التميمي بالقول: "كل معاني كلمة (عبث) تتجلى في خطاب بوش بعد انتهاء الحرب، حين خاطب العراقيين قائلاً: إنكم تستحقون حياة أفضل من حكم الطغاة والفساد وغرف التعذيب".

ضحايا الاحتلال وأعمال العنف

بعد احتلال العراق عام 2003، تصاعدت أعمال العنف وبلغت ذروتها في عام 2006، إذ تجاوز عدد القتلى 29 ألف مدني، لتتراجع في عام 2007 إلى 26 ألفًا، ثم واصلت الانخفاض إلى النصف في عام 2008.

غير أن الأرقام عادت للارتفاع في عام 2014 مع اجتياح تنظيم “داعش”، حيث قُتل أكثر من 20 ألف مدني، فيما بلغ عدد الضحايا في عام 2015 أكثر من 17 ألف مدني، وارتفع العدد في عام 2016 إلى أكثر من 16 ألفًا.

وحتى عام 2022، بلغ إجمالي القتلى المدنيين في العراق أكثر من 209 آلاف شخص، بحسب إحصائيات عراقية موثقة.

لكن تقارير دولية تشير إلى أرقام أعلى بكثير؛ إذ قدّر معهد بريطاني في عام 2007 عدد القتلى بمليون شخص، فيما نشرت مجلة "ذي لانسيت" العلمية في تشرين الأول/أكتوبر 2006 تقريرًا يفيد بأن عدد الضحايا لا يقل عن 655 ألف مدني.

اخترنا لك