11:45:02 2025-03-19 : اخر تحديث
11:45:02 2025-03-19 : نشر في
فريق التحرير- شبكة الساعة
يعكس التحرك العسكري الأمريكي ضد جماعة الحوثي في اليمن جدية واشنطن بتنفيذ سياسة الضغط القصوى على إيران وإنهاء تأثير حلفائها ووكلائها في الشرق الأوسط الجديد الذي تراجعت فيه القبضة الإيرانية عقب حرب أكتوبر وتداعياتها في غزة.
وشنت الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت مواقع لجماعة الحوثي الموالية لإيران لتشهد الساحة اليمنية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق تضمن هجمات مضادة للحوثيين استهدفت أهدافا أمريكية في البحر الأحمر ومنها حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان.
وأعلن البنتاغون أنه قصف 30 هدفاً في اليمن منذ يوم السبت، في أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
كما أعلنت القيادة العسكرية الوسطى الأميركية (سنتكوم) أن الهدف من الضربات الأخيرة هو الدفاع عن المصالح الأمريكية وردع للأعداء واستعادة لحرية الملاحة البحرية ولا سيما في البحر الأحمر والتي عطلها الحوثيون إلى درجة كبيرة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتزامن مع الضربات الأمريكية تحذير من الرئيس دونالد ترامب لإيران من عواقب وخيمة إذا استمر الحوثيون في اليمن في مهاجمة ممرات الشحن الدولية.
وقال ترامب إن "القيادة الإيرانية ستُعد من الآن فصاعدًا مسؤولة عن كل طلقة يطلقها الحوثيون، الذين طالما دعمتهم طهران".
ومع بدء الهجمات الأمريكية على جماعة الحوثي في اليمن، هددت فصائل مسلحة عراقية قريبة من طهران بشن هجمات على القواعد والمصالح الأميركية والغربية بعد قصف الطيران الأميركي لمواقع الحوثيين، وهو ما قد يكون مقدمة لمواجهة أكبر في المنطقة بدفع إيراني.
التهديدات أطلقتها مجاميع مسلحة قد تكون واجهة لفصائل منخرطة في الحشد الشعبي أو ما يعرف بتنسيقية المقاومة العراقية والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصالح إيران في المنطقة، فيما يهدد تصعيدها بتكثيف الضغوط الغربية والأميركية على بغداد في الوقت الذي تسعى فيه إلى الحفاظ على توازن دقيق بين مختلف القوى الإقليمية والدولية، وتحاول حكومة السوداني الحصول على دعم أمريكي لاستئناف استيراد الغاز الإيراني واستثناء العراق من العقوبات الأمريكية على إيران.
وتعد حركة النجباء الجهة المعروفة الوحيدة التي كان لها موقف مضاد للقصف الأمريكية على الحوثيين، إلى جانب فصائل جديدة تحت مسميات غير معروفة سابقًا، مثل قوات درع العباس الاستشهادية، التي دعت فيه إلى الانضمام إلى المشروع الجهادي وحماية العراق والعقيدة، إضافة إلى كتائب صرخة القدس التي أكدت دعمها للحوثيين واستعدادها للرد على الهجمات الأميركية في اليمن عبر استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.
بالمقابل تؤكد فصائل عراقية أخرى التزامها بقرارات الحكومة العراقية في الموقف من الحرب والسلم، مشددة على أنها تتبع بشكل كامل الحكومة العراقية وأنها لن تدخل بأي تصعيد بعيدا عن قرار الحكومة العراقية، وهو ما أكدت عليه حركة العصائب بزعامة قيس الخزعلي.
وكشف عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق سلام الجزائري، عن التزام الحركة بقرارات الحكومة العراقية بشأن الهجمات الأمريكية على اليمن، مشيراً إلى أن أي رد على تلك الهجمات سيكون من خلال الحكومة العراقية وليس قراراً منفرداً من الحركة.
وقال الجزائري في تصريح خاص لشبكة "الساعة"، أن "الحركة ملتزمة بشكل كامل بقرارات الدولة والحكومة العراقية"، مشدداً على ضرورة "اتخاذ رد حاسم ضد التهديدات والهجمات التي تستهدف البلاد".
وأضاف أن "موقف الحركة يتماشى مع مواقف الحكومة، ممثلة برئيس الوزراء محمد شياع السوداني"، واصفاً الحكومة الحالية بأنها "رشيدة وشجاعة وتتبنى قرارات وطنية تحافظ على أمن العراق".
وبين أن "الحركة دعمت الحكومة انطلاقاً من إيمانها بأن الدولة تستمد قوتها من الشعب، الذي يرفض الظلم ويمتلك إرادة مقاومة قوية"، مشيرا إلى أن "الحكومات السابقة لم تكن تمتلك موقفاً واضحاً في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل".
وتابع أن "مواقفها الوطنية حظيت بتقدير جهات عدة، منها الفلسطينيون، واللبنانيون، واليمنيون"، موضحا أن "الحركة ترفض الاعتداءات التي تشنها القوات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية على دول المنطقة، بما في ذلك اليمن، سوريا، لبنان، وفلسطين".
وأكد أن "عصائب أهل الحق جزء من الدولة العراقية، ولن تسمح بوجود ازدواجية في مواقفها"، مبينا أنها "أن تدعم الحكومة في كل ما يتطلبه الدفاع عن البلاد".
في الأثناء تلقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالًا هاتفيًا من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث.
وقال المكتب الإعلامي للسوداني في بيان، إن "رئيس الوزراء بحث مع وزير الدفاع الأميركي تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة، خصوصاً المتعلقة بالعمليات العسكرية في اليمن والوضع المقلق في سوريا، كما جرى بحث الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، واهتمامهما المشترك بالاستقرار والأمن الإقليمي.
وأضاف البيان العراقي أن "وزير الدفاع الأميركي استعرض التطورات المتعلقة بالعمليات العسكرية في اليمن"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة ستواصل عملياتها ما لم تتوقف الهجمات الحوثية على القوات الأميركية وتأثيرها على الملاحة في البحر الأحمر"، كما أكد أن "واشنطن لا تسعى إلى التصعيد، وأن العمليات العسكرية ستتوقف فور توقف هذه الهجمات".
وخلال المكالمة شدد السوداني على أن "العراق يظل ثابتًا في موقفه بأن التهدئة والحوار هما السبيل الأمثل لمعالجة الأزمات في الشرق الأوسط".
لكن مصادر إعلامية عراقية كشفت أن وزير الدفاع الأمريكي أبلغ السوداني تحذيرات من مغبة عدم تصدي الحكومة العراقية للفصائل المسلحة ولا سيما في حال تدخلها على خلفية الهجوم على الحوثيين.
وبحسب وسائل الإعلام فإن "هيغسيث أبلغ السوداني بأن أي تدخل للفصائل المسلحة العراقية، سيدفع واشنطن لرد عسكري سريع ضد تلك الفصائل داخل العراق، ولهذا يجب منعها من أي تدخل كما حصل سابقاً في حرب لبنان وغزة".
وأوضحت أن "وزير الدفاع شدد على السوداني بضرورة الإسراع بحسم ملف نزع سلاح الفصائل المسلحة والعمل على تفكيكها"، وأكد أن "هذا الملف محل اهتمام كبير لدى الرئيس ترامب وإدارته".
بدوره بين السوداني أن "الحكومة تعمل على ذلك ولديها حوارات مع الأطراف المسلحة للوصول إلى اتفاق بهذا الخصوص".
ويظهر من خلال المكالمة التي تأتي بعد تهديد الميليشيات أن إدارة ترامب مصممة على مواجهة وكلاء إيران في المنطقة بما فيها الجماعات المسلحة في العراق.
غير أن عضو مجلس النواب كامل العكيلي أكد أن الحكومة العراقية كانت واضحة بشأن تجنيب العراق الدخول في الصراعات أو الزج به في محور على حساب محور آخر.
وقال العكيلي في تصريح لشبكة "الساعة": إن "الموقف العراقي يؤخذ عبر موقفها الرسمي الذي تتبناه الحكومة العراقية، والأخيرة أكدت موقفها من تجنيب العراق الدخول في الصراعات التي تشهدها المنطقة منذ أحداث غزة".
وأضاف النائب أن "القيادة العراقية الرسمية تعمل بشكل جاد على إبعاد بغداد عن الصراعات التي تشهدها المنطقة وآخرها التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن"، مبينا أن "حكومة بغداد تركز على حماية حدود العراق وإقامة علاقات دولية متوازنة تنعكس إيجابيا على وضع البلاد".
لكن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي اسكندر وتوت لم يستبعد انخراط الفصائل العراقية في التصعيد الحالي، محذرا من تداعيات ذلك وتسببه بجعل العراق في مرمى الهجمات الأمريكية العسكرية والاقتصادية.
وقال وتوت في تصريحات صحفية تابعتها "الساعة" إن "دخول الفصائل العراقية على خط الحرب الجديدة في اليمن سيضع العراق في مرمى الهجمات الأميركية على المستوى العسكري ضد تلك الفصائل، وربما حتى ضمن العقوبات الأميركية الاقتصادية، خاصة وأن واشنطن أوصلت رسائل سابقة بأنها لن تسكت على أي اعتداء على مصالحها في العراق وعموم المنطقة".
ودعا وتوت الحكومة العراقية وكذلك القوى السياسية القريبة من الفصائل، إلى "استمرار ممارسة الضغط على الفصائل وقيادتها من أجل إبعاد العراق عن دائرة الحرب والصراع لأن هذا الأمر لا يصبّ في مصلحة العراق والعراقيين، خاصة وأن إدارة ترامب تختلف كلياً عن إدارة بادين، والرد على تلك العمليات سيكون مضراً أمنياً واقتصادياً وحتى سياسياً على العراق".
وأضاف النائب أن "دخول الفصائل العراقية ضمن خط المواجهة الجديدة مع الولايات المتحدة الأميركية أمر غير مستبعد، خاصة وأن تلك الفصائل ما زالت تؤمن بمبدأ وحدة الساحات كما فعلت ذلك سابقاً في حربي غزة ولبنان، لكن المتغيرات الأخيرة في المنطقة وقدوم ترامب ربما يدفع تلك الفصائل نحو عدم الانخراط هذه المرة".
من جانبه يرى الباحث في الشأن السياسي عقيل عباس أن الاتصال الهاتفي بين وزير الدفاع الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي تضمن رسالة واضحة بضرورة عدم تدخل الفصائل العراقية في أي عمل مسلح تزامنا مع الحملة ضد الحوثيين، مستبعدا أن تقدم تلك الفصائل على الخيار العسكري في المرحلة الراهنة رغم بعض التهديدات التي أصدرتها جماعات مسلحة.
وقال عباس في حديث لشبكة "الساعة": إن "البيان العراقي الصادر بخصوص الاتصال بين وزير الدفاع الأمريكي والسوداني يؤكد إرسال واشنطن رسائل لبغداد تتضمن إبعاد الفصائل عن التصعيد العسكري وإلا فإن عواقب ذلك ستكون كبيرة ووخيمة".
وأضاف عباس: أنه "لا يتوقع أن تلجأ الفصائل إلى تحدي رئيس الوزراء والدخول في تصعيد مسلح ضد المصالح الأمريكية في الوقت الحالي على اعتبار أن التهديد الأمريكي واضح وصريح".
وأشار إلى أن "عدم تصعيد الفصائل في الوقت الحالي لا يحل المشكلة بين بغداد وواشنطن، لأن الأخيرة لا ترضى بتجميد مؤقت لأنشطة الفصائل المسلحة التي تختفي مع وجود الضغط الأمريكي لكنها تعود بعد زوال تلك الضغوط"، مشددا على أن "الولايات المتحدة تسعى جادة إلى تفكيك الفصائل المسلحة وليس تجميدها وتوقيف أنشطتها".
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم