23:12:01 2025-03-01 : اخر تحديث
23:12:01 2025-03-01 : نشر في
فريق التحرير- شبكة الساعة
وصفت دعوة زعيم ومؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الخاصة بإنهاء العمل المسلح بالحدث التاريخي، على اعتبار أن تلك الدعوة ستمهد لطي صفحة عقود من العنف المسلح في تركيا والذي وصلت نيرانه في العقد الأخير إلى العراق وسوريا، حيث بات البلدان منطلقا ومقرا للحزب المسلح المصنف ضمن اللوائح الإرهابية العالمية.
والخميس الماضي، وجه أوجلان دعوة لحل الحزب وإلقاء السلاح، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة.
وفي كلمة ألقاها حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب التركي المؤيد للأكراد، دعا أوجلان حزب العمال الكردستاني إلى عقد مؤتمر عام واتخاذ القرار بحل نفسه.
وأضاف أوجلان أنه "لا سبيل سوى الديمقراطية والحوار الديمقراطي ولا بقاء للجمهورية إلا بالديمقراطية الأخوية"، وأشار إلى أن "لغة العصر هي السلام والمجتمع الديمقراطي بحاجة إلى التطوير".
وقال حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب إن "وفدا منه التقى أوجلان من أجل السلام بين الأتراك والأكراد"، وأوضحت نائبة عن الحزب أن "عبد الله أوجلان وجه شكره لرئيس الجمهورية التركية ولكل الأحزاب".
من هو عبد الله أوجلان؟
— الساعة (@alssaanetwork) March 1, 2025
مؤسس حزب العمـ ـال الكردستاني "بي كا كا" الذي تحول من رمز للصراع المسلح إلى داعية للسلام من داخل سجنه.#الساعة #العراق #سوريا #تركيا #ايران pic.twitter.com/laHyCieHEP
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أيدت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان عرضا قدمه دولت بهتشلي -زعيم حزب الحركة القومية وحليف أردوغان- لأوجلان لدعوة حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح.
ومنذ عام 1999، يقبع أوجلان في عزلة شبه كاملة بسجن جزيرة إمرالي جنوبي بحر مرمرة، ولا يتمكن من التواصل مع العالم الخارجي إلا نادرا.
وتأمل دول المنطقة، وفي مقدمتها تركيا وسوريا والعراق بأن تفضي هذه الخطوة لإنهاء الصراع ودعم الاستقرار في المنطقة.
ورحب العراق، في بيان أصدرته وزارة الخارجية بالدعوة التي وجهها عبد الله أوجلان إلى حزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح.
وذكر بيان لوزارة الخارجية أن "وزارة الخارجية عبر عن ترحيب جمهورية العراق بإعلان أوجلان ودعوته لحزبه إلى إلقاء السلاح"، واعتبرت هذه الخطوة إيجابية ومهمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضاف البيان أن "الوزارة ترى في هذه المبادرة خطوة بالغة الأهمية نحو تعزيز الأمن، ليس فقط في العراق، حيث تتواجد عناصر مسلحة للحزب المذكور في مناطق مختلفة في كردستان العراق وبعض القصبات والمدن الأخرى، بل في المنطقة بأسرها".
وأكدت الوزارة أن "الحلول السياسية والحوار هما السبيل الأمثل لمعالجة الخلافات وإنهاء النزاعات، بما يخدم مصالح جميع الأطراف ويعزز التعايش السلمي"، مشيرة إلى "دعمها لكل الجهود الرامية إلى حل المشاكل عن طريق الحوار".
وأعربت عن "أملها في أن تترجم هذه الدعوة إلى خطوات عملية وسريعة لإلقاء قوات الحزب سلاحها"، مجددة التزام الحكومة العراقية: "بالعلاقات القوية مع تركيا، والتي تستند إلى أسس الترابط التاريخي والجغرافي ومراعاة المصالح المشتركة ومبدأ عدم التدخل".
وفي تعليق القيادة الكردية في العراق عن دعوة أوجلان، قال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني إن "السلام هو السبيل الصحيح الوحيد لحل الخلافات".
وأعرب بارزاني في بيان عن أمله بأن "تكون رسالة أوجلان بداية لوضع عملية السلام في مسارها والتوصل إلى نتيجة تصب في مصلحة جميع الأطراف".
وقبل ذلك رحب رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، برسالة زعيم حزب العمال الكردستاني ووصف الخطوة بأنها مهمة نحو تحقيق السلام والحل السلمي في المنطقة.
وأكد بارزاني أن "هذه المرحلة تتطلب النضال السلمي والمدني والديمقراطي"، مشددا أن "تحقيق الأهداف والإنجازات سيتم عبر الحوار والعمل السياسي، وليس من خلال السلاح والعنف".
وأضاف نجيرفان بارزاني: أن "إقليم كردستان يدعم عملية السلام بشكل كامل"، معربا عن "استعداد حكومته للقيام بكل ما يلزم لإنجاح هذه العملية".
وبخصوص تأثير دعوة أوجلان الخاصة بإنهاء العمل المسلح لحزب العمال الكردستاني على العراق، أكد أستاذ العلوم السياسية والمختص بالشؤون التركية والإيرانية فراس إلياس أن الدعوة لن تلاقي استجابة من القيادات الجديدة للحزب المتمركزة في جبال قنديل شمالي العراق.
وقال إلياس في تصريح لشبكة "الساعة": إن "هذا الخطاب تحولاً مهماً في سياق العلاقات الكردية التركية، والتي أطرتها سنوات من الحرب والسلام، وإن دعوة أوجلان اليوم للحزب بإلقاء السلاح واعتماد النهج السلمي في العلاقة بين الحزب وأنقرة، سيلعب دور كبير في تشكيل موقف أنقرة من الأكراد في تركيا".
وأضاف: أنه "رغم دعوة أوجلان للحزب بحل نفسه وإلقاء السلاح، إلا أن السنوات التي قضاها أوجلان في السجن، أنتجت قيادة جديدة للحزب، وتحديداً في قنديل، فضلاً عن جماعات محلية في سوريا والعراق، وبالتالي ليس من المتوقع أن تلتزم هذه الجماعات بخطاب أوجلان، على أقل تقدير دون ضمانات حقيقية من أنقرة، والرئيس أردوغان شخصياً".
وتابع أن "ما يهم الرئيس أردوغان ليس الخطاب بشكل أساسي، بقدر ما يهتم باختبار قدرة أوجلان على إلزام الحزب وقياداته ومقاتليه بدعوته الأخيرة، وبالتالي فإن فشل أوجلان بإلزام الحزب، يعني أنه أعطى للرئيس أردوغان فرصة نزع شرعية الحزب، والتعامل معه بصورة أكثر قساوة من السابق".
وأشار إلى أن "المتتبع لتاريخ حزب العمال الكردستاني وتحديداً منذ عام 1999، يدرك تماماً بأن الحزب لم يعد يهتم بشكل أساسي بالصراع مع أنقرة، بقدر ما إنه بدء يطرح نفسه في سياق إقليمي عام، وأنتج علاقات وثيقة مع إيران، وبدء يفرض الوصاية السياسية على العديد من الجماعات الكردية المسلحة في العراق وسوريا، وبالتالي فإن قيادة الحزب الحالية أو التي جاءت بعد اعتقال أوجلان، قد لا تجد نفسها معنية للالتزام بخطابه الأخير، أو على أقل تقدير التفاعل معه".
وأكد إلياس أن "المشكلة الكبرى ستكون بطريقة تعامل الحكومة العراقية مع عناصر حزب العمال الكردستاني، سواءً المتواجدين في قنديل أو مقتربات سنجار، والأهم كيفية التعامل مع المنخرطين ضمن وحدات مقاومة سنجار (YBŞ)، فهي تطرح نفسها كذراع عراقي لحزب العمال الكردستاني"، وتساءل هل "ستكون هناك إجراءات عراقية موازية للإجراءات التركية، أم سيكون هناك موقف رافض من قبل الوحدات؟".
واستدرك: أن " المهم الآخر هو التواجد العسكري التركي في شمال العراق، والذي ينتشر على مساحات واسعة وبعمق 40 كم، وبالتالي لو افترضنا أن قيادة حزب العمال الكردستاني في العراق قررت إلقاء السلاح، هل ستسحب تركيا قواتها، أم تبحث عن ذريعة أخرى للبقاء، وما هو موقف الحكومة العراقية من ذلك؟".
ولفت إلياس إلى أن "النقطة المهمة إنه في ضوء التطور الأخير، هي أن الحكومة العراقية مطالبة بإجراء مراجعة شاملة لكل مذكرات التفاهم والاتفاقيات الأمنية الموقعة مع تركيا، والتي وجدت بالأساس لمحاربة حزب العمال الكردستاني، وإعادة النظر بها، لأنه لم يعد لها ضرورة في حال حل الحزب وإلقاء سلاحه".
من جهته استبعد السياسي العراقي أثيل النجيفي استجابة فروع حزب العمال في العراق لدعوة أوجلان بإلقاء السلاح، خاصة وأنها أوجدت لنفسها مواقع حصينة وأنشطة قوامها التهريب وغيرها من الجرائم والمخالفات الدولية، فيما حذر من تحول تداعيات هذا الخطاب إلى أزمة في الداخل العراقي بعد حل مشكلة حزب العمال مع تركيا في الداخل التركي، وذلك كله بسبب قصر النظر في السياسة العراقية التي استخدمت حزب العمال وقوته من أجل ضرب جهات سياسية سنية وعربية وكردية.
وقال النجيفي في تحليل منشور بمنصة "فيسبوك" وتابعته شبكة "الساعة": إن "تركيا حققت إنجازا رائعا عندما نجحت في أقناع جماعة مسلحة ومصنفة إرهابيا بقبول نزع سلاحها والاندماج في العمل السياسي وفق الأساليب الديمقراطية، وذلك إنجاز يضمن الكثير من حقن الدماء والحفاظ على الموارد ودخول تركيا عصرا جديدا يدعو فيه إلى وحدة بلادها والحفاظ على أمنها القومي من كان بالأمس يدعو للانفصال ويستبيح كل الأعمال العسكرية لتحقيق أغراضه".
وأضاف أن "ما حصل إنجاز عبر سحب البساط من تحت أقدام الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوربية التي كانت حتى يوم أمس تدعم بي كا كا وتروج لأحقية أساليبها في تحقيق أهدافها لتأتيها الإجابة ليس من الحكومة التركية، بل من قيادة بي كا كا نفسها بأن تلك الأساليب لم تعد صالحة لهذا الزمان وأنها لا تخدم مصالح الكرد في تركيا، وأكثر من هذا لتقر بأن مصالح الكرد في تركيا هي ببناء علاقة طيبة وتعايش كامل بينهم وبين الأتراك كما كانوا عبر ألف سنة من تاريخهم المشترك الناصع ".
وتابع النجيفي: أن "السؤال الذي يهمنا هو تأثير هذا النداء على فروع المنظمة التي أوجدت لها في العراق مناطق نفوذ تتحكم بها خارج نطاق السيادة العراقية سواء في قنديل أو سنجار؟، وهل ستستجيب قيادات قنديل وسنجار لهذا النداء وتلقي سلاحها لانتفاء الهدف السياسي من وجودها؟ أم انها ستتمرد على زعيمها وندائه؟".
وزاد: أن "الإجابة على هذه الأسئلة واضحة فيما يتعلق بالداخل التركي، فمنظمة بي كا كا ليس لديها وجود جغرافي داخل الأراضي التركية والأغلبية العظمى من القيادات الكردية داخل تركيا كان لها جهود فعلية في الوصول إلى هذا النداء ومستعدة لتنفيذه على نطاق واسع، وكذلك في سوريا فإن الباب مفتوح للتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة ويبدو الطريق سالكا ".
واستدرك أنه "في العراق هناك حالة مختلفة على اعتبار أن المنظمة أوجدت لنفسها مواقع حصينة في مناطق وعرة يصعب تطهيرها بسهولة، كما أنها توسعت في التهريب وأعمال أخرى محرمة دوليا، بالإضافة إلى تحالفاتها الإقليمية التي كانت ولا زالت أحد وسائل الصراع بين دول المنطقة".
وتساءل هل "ستتنازل عن كل مكاسبها ومواقعها ومواردها في العراق لبناء عمل سياسي في دولة أخرى كسوريا أو تركيا؟"، مشدد على أنه "من غير الممكن أن تكون لتنظيم بي كا كا دور سياسي في العراق لأنها وبكل بساطة غير عراقية ".
وتوقع النجيفي أن "الأزمة ستصبح عراقية بامتياز وستبقى مناطق عراقية خارجة عن سيادة الدولة وسيحتاج العراق إلى دعم دولي وإقليمي للتخلص من تلك البؤر التي أوجدها قصر النظر في السياسة العراقية حين استسهلوا استغلال تلك الجماعات لضرب حلفاء سياسيين من الكرد والسنة داخل العملية السياسية أو إضعاف نفوذهم الانتخابي".
ودعا النجيفي إلى "تعاون كبير بين بغداد وأربيل وأطراف سنية محلية لإنهاء ملف سنجار، ولفت إلى أن العراق بحاجة لجهود أكبر بين بغداد وأربيل لإنهاء ملف قنديل أو بعبارة أكثر وضوحا، العراق بحاجة إلى تعزيز سلطة الحكومة المحلية في نينوى وتحكمها الكامل بسنجار بغض النظر عن اتفاقهم الكامل أو اختلافهم السياسي مع حكومة شرعية أوجدها القانون".
ونوه إلى أن "العراق بحاجة إلى تعزيز سيطرة حكومة إقليم كردستان الكاملة على منطقة قنديل بغض النظر عن مشاكل بغداد مع أربيل، وقد يدفع هذا الأمر إلى الحاجة إلى تحالف دولي وإقليمي يعتمد خطوات سياسية في البداية للضغط باتجاه إنهاء هذا التواجد وإذا لزم الأمر فقد يحتاجون إلى تعاون عسكري ".
وأكد النجيفي أنه "في حال ترك العراق الموضوع ولم يتعامل معه واستخدم سياسية الهروب من الأزمة بالتغافل عنها كما فعلوا مرارا، فإن السلطات العراقية ستجد تحالف دولي أو اقليمي يفرض نفسه على الوضع العراقي الهش ويمنع تأثير هذه الجماعات على دول المنطقة".
أما الجانب التركي، فيعتبر إعلان أوجلان ودعوته انتصارا تركيا سياسيا يتوج الانتصار العسكري الذي سبقه.
وقال الباحث والمحلل السياسي التركي جواد جوك أوغلو في حديث لشبكة "الساعة": إن "دعوة زعيم حزب العمال إيجابية جدا وينظر إليها الجانب التركي بإيجابية وارتياحيه كبيرة".
وأضاف جوك أوغلو: أن "الخطاب والإعلان يعتبر انتصار سياسيا للأتراك بعد الانتصارات العسكرية، حيث جاء الانتصار الأخير ليتوج الانتصارات التي حققها الأتراك من قبل".
وأشار إلى أن "أنقرة تنتظر تنفيذ الدعوة وإلقاء السلاح وإنهاء العمل المسلح ومن ثم إطلاق المصالحة الوطنية بين الجانبين والذي يتضمن أيضا إطلاق سراح العديد من المتهمين وغيرها".
وبين المحلل التركي أن "التغييرات التي شهدتها المنطقة مؤخرا والإطاحة بحكم بشار الأسد في سوريا والتحرك الإسرائيلي في بعض المناطق السورية دفع القيادة التركية إلى الدفع نحو ترصين وتقوية البيت الداخلي لمواجهة التحديات الجديدة التي تشهدها المنطقة".
ولفت إلى أن "تركيا تشعر بالرضا والارتياح من تعامل الحكومة العراقية مع ملف حزب العمال بعد اعتباره حزبا محظورا، لكنه توقع حدوث انشقاقات في فروع الحزب العاملة في العراق وعدم امتثال بعضها لدعوة عبد الله أوجلان بإلقاء السلاح".
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم