صورة الخبر

11:05:22 2025-02-11 : اخر تحديث

11:05:22 2025-02-11 : نشر في

الحزب الديمقراطي الكردستاني.. من القتال المسلح إلى المشاركة السياسية

حجم الخط

فريق التحرير- شبكة الساعة

يُعد الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) أحد أبرز الأحزاب السياسية الكردية في العراق والمنطقة، حيث يلعب دورًا محوريًا في تشكيل المشهد السياسي الكردي منذ تأسيسه في منتصف القرن العشرين، يتمتع الحزب بنفوذ كبير في إقليم كردستان العراق، ويُعد أحد الأعمدة الرئيسية للحركة الكردية التي تسعى إلى تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي.

في هذا التقرير، تستعرض شبكة "الساعة" تاريخ الحزب، وهيكله القيادي، ودوره في السياسة العراقية والإقليمية، فضلاً عن التحديات التي يواجهها.

التأسيس والنشأة

تأسس حزب الديمقراطي الكردستاني في 16 آب / أغسطس 1946 على يد الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني، الذي يُعد رمزًا للقضية الكردية من أجل الحقوق القومية، ونشأ الحزب في ظل ظروف سياسية صعبة، إذ كان الأكراد يواجهون تحديات تتعلق بحقوقهم القومية في ظل حكومات مركزية متعاقبة في العراق، حيث بدأ الحزب كحركة مسلحة تدافع عن حقوق الأكراد، لكنه تحول مع مرور الوقت إلى لاعب سياسي رئيسي في العراق.

خاض الحزب سلسلة من النزاعات المسلحة ضد الحكومة العراقية، أبرزها انتفاضة أيلول/ سبتمبر عام 1961 التي استمرت لأكثر من عقد، ومع تغير الظروف السياسية، خاصة بعد سقوط النظام العراقي عام 2003، تحول الحزب إلى العمل السياسي كليًا، وأصبح شريكًا رئيسيًا في العملية السياسية العراقية.

الهيكل القيادي.. عائلة البارزاني وحكم الإقليم

يمتاز الحزب الديمقراطي الكردستاني بتركيبة قيادية عائلية، إذ تعد عائلة البارزاني العائلة الحاكمة للحزب ولإقليم كردستان العراق، وبعد وفاة ملا مصطفى البارزاني، تولى ابنه مسعود البارزاني قيادة الحزب، وأصبح لاحقًا رئيسًا لإقليم كردستان العراق لفترات متعددة، وقاد مسعود البارزاني الحزب خلال فترات حرجة من تاريخ العراق الحديث.

كما ويضم الحزب عددًا من القيادات البارزة التي تلعب أدوارًا محورية في إدارة الحزب وإقليم كردستان مثل نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان الحالي، وأحد أبرز الشخصيات السياسية الكردية، وهو ابن إدريس بارزاني وشقيقه مسعود بارزاني.

وإلى جانب هيمنة عائلة البارزاني على قيادة الحزب، برزت شخصيات رئيسية تلعب أدوارًا محورية في إدارة الحزب وإقليم كردستان مثل مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان الحالي، الذي يعد أحد أبرز الوجوه السياسية الكردية، وهو نجل مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني.

ويشرف مسرور بارزاني على رسم السياسات الحكومية في الإقليم، مع تركيز خاص على الملفات الأمنية والاقتصادية والعلاقات الخارجية.

كما ويلعب أيضاً منصور بارزاني، هو نجل مسعود بارزاني، دورًا مهمًا في الملف الأمني، خاصة في قيادة قوات البيشمركة، ويُعتبر من الشخصيات العسكرية المؤثرة في إقليم كردستان.

ويعتمد الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى حد كبير على الحكم العائلي، حيث تسيطر عائلة بارزاني على المناصب القيادية العليا في الإقليم، بما في ذلك رئاسة الإقليم، رئاسة الحكومة، والأجهزة الأمنية والعسكرية.

 الدور السياسي بين إقليم كردستان والحكومة العراقية

يلعب حزب الديمقراطي الكردستاني دورًا محوريًا في السياسة العراقية، إذ هو أحد المكونات الرئيسية للنظام السياسي في العراق بعد عام 2003، ويتمتع الحزب بتمثيل قوي في البرلمان العراقي، ويشارك في الحكومات العراقية المتعاقبة، كما أن الحزب يسيطر على جزء كبير من مؤسسات إقليم كردستان، وهو الحزب الحاكم في الإقليم إلى جانب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK).

وعلى الرغم من مشاركته الفاعلة في العملية السياسية، يواجه الحزب صراعا على النفوذ في إقليم كردستان مع القوى السياسية الأخرى، كما أن العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني تشهد توترات متكررة، مما يؤثر على الاستقرار السياسي في الإقليم.

العلاقات الإقليمية والدولية بين التحالفات والمصالح

يتمتع الحزب الديمقراطي الكردستاني بعلاقات قوية مع العديد من القوى الإقليمية والدولية، إذ يُعد الحزب حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، كما ساهمت هذه العلاقة في تعزيز مكانة الحزب سياسيًا وعسكريًا، خاصة بعد الإطاحة بالنظام العراقي عام 2003، كما أن للحزب علاقات وثيقة مع دول عربية وإقليمية وكيانات أخرى، مما يجعله لاعبًا مهمًا في المعادلات الإقليمية.

من ناحية أخرى، توترت علاقات الحزب مع الحكومة المركزية في العراق في فترات متعددة، خاصة حول قضايا مثل توزيع الثروات والنفط، والحدود الإدارية بين إقليم كردستان وبقية المحافظات العراقية، كما أن العلاقة مع إيران تشهد تقلبات بسبب دعم إيران للأحزاب الكردية المنافسة.

الأداء الانتخابي للحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان العراقي (2005-2021)

2005.. أول انتخابات برلمانية بعد سقوط النظام السابق

شارك الحزب الديمقراطي الكردستاني في الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في ديسمبر 2005 ضمن التحالف الكردستاني، الذي حصل على 53 مقعدًا في البرلمان العراقي، ومن بين المقاعد التي حققها التحالف، حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 45 مقعدًا، وقد ساهم هذا الأداء الانتخابي في تعزيز موقف التحالف في مفاوضات صياغة الدستور العراقي، إذ تم تبني مطالب الفيدرالية كآلية لضمان حقوق الأكراد.

2010.. تراجع في عدد المقاعد

في انتخابات البرلمان العراقي لعام 2010، انخفض عدد مقاعد الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى 30 مقعدًا، من إجمالي المقاعد التحالف الكردستاني بالمجمل على 43 مقعدًا، وعلى الرغم من هذا الانخفاض، حافظ الحزب على مكانته كأحد أعمدة الكتلة الكردية في البرلمان العراقي وسط ظهور تحالفات جديدة وتغيرات في الخارطة السياسية الوطنية.

2014.. تراجع بعض النفوذ

في انتخابات البرلمان العراقي لعام 2014، استمر تراجع نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني ضمن الكتلة الكردستانية لكنه حافظ على تقدمه عن منافسيه، حيث حصل على 25 مقعدًا من إجمالي 43 مقعدًا حققها التحالف الكردستاني، يعكس هذا التوزيع تحول الخارطة السياسية بين القوى الكردية.

2018.. ثبات في الأداء

في انتخابات البرلمان العراقي لعام 2018، ظل الحزب الديمقراطي الكردستاني محتفظًا بقاعدته الانتخابية حيث حصل على 25 مقعدًا في البرلمان، فيما حقق التحالف الكردستاني بالمجمل 43 مقعدًا.

2021.. تعزيز النفوذ في البرلمان العراقي

في انتخابات البرلمان العراقي لعام 2021، حقق الحزب الديمقراطي الكردستاني أداءً قويا بحصوله على 32 مقعدًا، ضمن التحالف الكردستاني الذي حقق إجماليًا حوالي 50 مقعدً، ساهم هذا الأداء في تعزيز نفوذه السياسي وتثبيت موقعه في مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية.

التحديات الداخلية.. بين الانقسامات والفساد

يواجه حزب الديمقراطي الكردستاني عددًا من التحديات الداخلية التي تهدد استقراره ونفوذه، ومن أبرز هذه التحديات الانقسامات الداخلية بين القيادات، حيث تشهد العائلة الحاكمة خلافات حول توزيع السلطة والنفوذ.

فضلًا عن ذلك يواجه الحزب انتقادات بسبب انتشار الفساد في مؤسسات إقليم كردستان، مما أثر على شعبيته بين المواطنين الكرد، هذه الانقسامات تؤثر على قدرة الحزب على تحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية.

اخترنا لك