في أقل من عام، أصبحت شركة "ديب سيك" الصينية محط أنظار العالم بفضل نموذج ذكاء اصطناعي جديد يضاهي أداء الشركات الكبرى مثل "أوبن أيه آي" و"ميتا"، لكن بتكلفة أقل وفعالية أكبر.

وتأسست هذه الشركة الناشئة عام 2023، لتقدم نموذجًا قد يعيد تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، ويضع الصين في موقع الريادة في هذا المجال.

ما هي ديب سيك؟

تأسست "ديب سيك" على يد ليانغ وينفنغ، رئيس صندوق التحوط الكمي "هاي فلاير"، وتهدف إلى تطوير نماذج مفتوحة المصدر، تتيح للمطورين تحسين البرمجيات بحرية، وبفضل هذا النهج، تمكنت الشركة من جذب أنظار المطورين والمستثمرين على حد سواء، وحققت تطبيقاتها انتشاراً واسعاً، حيث تصدرت قوائم التنزيل خلال الشهر الحالي.

كيف يختلف نموذجR1؟

النموذج الجديد "R1" يتميز بقدرته على مراجعة وتحليل الإجابات قبل عرضها، مما يجعله أكثر دقة من النماذج الأخرى ورغم كفاءته العالية، كانت تكلفة تطويره أقل بكثير من تلك التي أنفقتها الشركات الكبرى، ما يثير تساؤلات حول حاجة الشركات الأمريكية إلى الإنفاق الضخم على البنية التحتية.

هل تقلق أمريكا؟

القيود التي فرضتها واشنطن على تصدير تقنيات متقدمة إلى الصين لم تمنع "ديب سيك" من التقدم، وبدلاً من ذلك وجد المهندسون الصينيون حلولاً مبتكرة تتيح لهم المنافسة بقوة، مما أثار قلقاً واسعاً في وادي السيليكون، خاصة مع تراجع أسهم التكنولوجيا الكبرى مؤخراً.

التداعيات العالمية

تقدم "ديب سيك" نموذجاً قد يدفع شركات كبرى مثل "أوبن أيه آي" إلى مراجعة استراتيجياتها، سواء عبر خفض التكاليف أو تحسين الكفاءة، كما يفتح الباب أمام مستقبل يعتمد فيه الذكاء الاصطناعي على نماذج أكثر اقتصادية وعالمية.

ومع هذا الابتكار الجديد، تضع "ديب سيك" نفسها في مقدمة سباق الذكاء الاصطناعي، لكنها تثير أيضاً أسئلة كبيرة حول مستقبل الهيمنة الأمريكية في هذا المجال، الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مدى تأثير هذا الابتكار على صناعة الذكاء الاصطناعي عالمياً.