14:01:18 2024-12-26 : اخر تحديث
14:01:18 2024-12-26 : نشر في
فريق التحرير- شبكة الساعة
يُعد المسيحيون في العراق من أقدم الطوائف الدينية في المنطقة حيث تعود جذورهم إلى القرن الأول الميلادي، ويمثلون ثاني أكبر ديانة بعد الإسلام ويُعترف بهم رسميًا في الدستور العراقي الذي يقر بأربعة عشر طائفة مسيحية منتشرة في أنحاء البلاد.
ينتشر المسيحيون في العراق في عدة مناطق رئيسية حيث تضم بغداد أكبر تجمعا مسيحيا حضريا، ويتواجدون بكثافة في أحياء مثل الكرادة والنعيرية.
أما في شمال العراق فيتركزون في مناطق الموصل وسهل نينوى الذي يشمل بلدات مثل تلكيف، القوش، وبرطلة، بالإضافة إلى مناطق دهوك وأربيل إذ تعتبر بلدة عينكاوا مركزاً رئيسياً للمسيحيين.
كما يتواجد عدد أقل منهم في جنوب العراق خاصة في البصرة حيث استقر بعض الأرمن والسريان منذ قرون وشكلوا جزءًا من النسيج الاجتماعي والثقافي للمدينة.
يمتلك المسيحيون في العراق تاريخاً عريقاً فهم أحفاد الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين، وينقسمون إلى 5 طوائف رئيسية:
الكلدان الكاثوليك: يُشكلون أكبر الطوائف المسيحية في العراق ويتركز وجودهم في مناطق سهل نينوى حول الموصل، مثل تلكيف، ألقوش، وعينكاوا ويتحدثون اللغة السريانية بلهجتها الشرقية وقد انضموا إلى الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر.
الآشوريون: يتمركزون في شمال العراق خاصة في مناطق دهوك وأربيل، ويتحدثون اللغة السريانية بلهجتها الشرقية وتعود أصولهم إلى كنيسة المشرق التاريخية.
السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك: يقطنون بشكل رئيسي في مدينة الموصل ومناطق أخرى من شمال العراق.، يتحدثون اللغة السريانية بلهجتها الغربية وقد انقسموا إلى أرثوذكس وكاثوليك في فترات تاريخية مختلفة.
الأرمن: يعود أصلهم إلى منطقة القوقاز وقد هاجروا إلى العراق بعد مذابح الحرب العالمية الأولى، ويعيشون حالياً في مدن مثل بغداد، البصرة، والموصل.
الكنائس البروتستانتية: ظهرت في العراق في العصر الحديث ويتبعها عدد من المسيحيين الذين تحولوا بتأثير الإرساليات الإنجيلية الأمريكية والبريطانية، يعتبر أتباعها أقلية صغيرة ويتمركزون في بغداد والموصل.
يتحدث المسيحيون العراقيون اللغة العربية، بالإضافة إلى السريانية بلهجاتها المتعددة، مما يعكس ارتباطهم بالتراث الثقافي القديم.
ورغم أن نظام الكوتا في العراق يُفترض أن يضمن مشاركة فعالة للمسيحيين في الحياة السياسية، إلا أن الواقع يكشف عن تحديات كبيرة تواجه هذا التمثيل، فقد تحول هذا النظام من آلية لحماية حقوق الأقليات إلى فرصة تستغلها الأحزاب الكبرى والشخصيات النافذة لتعزيز نفوذها، مما يُضعف استقلالية القرار المسيحي.
حيث أصبح المسيحيون في كثير من الأحيان شهودًا على استحواذ غيرهم على مقاعدهم البرلمانية. نتيجة التدخلات السياسية والاختلالات الانتخابية التي أدت إلى نتائج مثيرة للجدل.
يُخصص نظام الكوتا في العراق 5 مقاعد برلمانية للمسيحيين من أصل 329 مقعدًا موزعة على محافظات بغداد، نينوى، كركوك، دهوك، وأربيل، لضمان تمثيلهم في العملية السياسية.
ومع ذلك، يواجه هذا النظام انتقادات بسبب تدخل الأحزاب الكبرى وشخصيات نافذة في توجيه الأصوات لصالح مرشحين محددين ضمن الكوتا، مما يؤثر على استقلالية التمثيل المسيحي.
حيث كشف "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" بأن حركة بابليون، التي يقودها ريان الكلداني، قد استحوذت على 4 مقاعد كوتا للمسيحيين مخصصة لمحافظات البصرة وبغداد وكركوك ونينوى، خلال انتخابات مجالس المحافظات العراقية التي جرت في 18 كانون الأول/ديسمبر 2023.
ووفقًا للتقرير فإن هذا الفوز أثار جدلًا واسعاً حول مدى تمثيل الحركة الحقيقي للمجتمع المسيحي، خاصةً أن غالبية عناصرها يتألفون من مقاتلين غير مسيحيين، ومعظمهم من العرب الشيعة القادمين من جنوب العراق، لا سيما أن قانون الانتخابات العراقي يخوّل أي شخص من المسيحيين وغير المسيحيين التصويت لمرشحي هذه المقاعد.
وأشار المعهد إلى أن هذه النتائج تعكس استغلالاً للأصوات القادمة من خارج المكون المسيحي، مما يطرح تساؤلات حول مصداقية تخصيص هذه المقاعد لضمان تمثيل الأقليات الدينية.
كما أوضح التقرير أن "كتائب بابليون" التابعة لريان الكلداني تعمل ضمن قوات الحشد الشعبي وتتمتع بنفوذ سياسي وأمني واسع، مدعوم من جهات خارجية، وهو ما يزيد من المخاوف بشأن استقلالية القرار المسيحي في المناطق التي تشملها هذه الانتخابات.
أما في كردستان العراق فقضت المحكمة الاتحادية العليا في شباط/فبراير 2024، بعدم دستورية مقاعد الكوتا في برلمان إقليم كردستان مما أثار غضب الأحزاب المسيحية التي رأت في القرار تقويضاً لحقوقهم الديمقراطية.
منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 تعرض المسيحيون في العراق لموجات من التهجير والاستهداف، مما أدى إلى انخفاض أعدادهم من حوالي 1.5 مليون إلى ما يقارب 250 ألف شخص حاليًا تعرضوا للعنف والتمييز، مما دفع أعداد كبيرة منهم إلى الهجرة بحثًا عن الأمان.
في عام 2014، استهدف تنظيم "داعش" المسيحيين بشكل خاص عندما سيطر على مناطق واسعة من شمال العراق، بما في ذلك الموصل وسهل نينوى، وأجبر التنظيم المسيحيين حينها على دفع الجزية، أو المغادرة.
واضطر كثير من المسيحيين تحت هذا الضغط أن يتركوا بيوتهم وممتلكاتهم، وأقفرت الكنائس من زوارها وأُوقف دق الأجراس فيها ليغادر بعدها عشرات الآلاف من المسيحيين إلى إقليم كردستان العراق ودول أخرى.
إلى جانب "داعش"، تعرض المسيحيون لاعتداءات متفرقة من قبل ميليشيات عراقية شملت الاستيلاء على ممتلكاتهم والضغط عليهم لمغادرة مناطقهم، هذه الاعتداءات عززت حالة الخوف وانعدام الأمن وأدت إلى استمرار موجات الهجرة.
ويتركزون معظم المسيحيين اليوم في إقليم كردستان العراق، حيث يجدون نسبياً مستوى أفضل من الحماية والاستقرار مقارنة بالمناطق الأخرى.
: كلمات مفتاحية
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم