16:30:21 2024-12-11 : اخر تحديث
12:43:31 2024-12-08 : نشر في
فريق التحرير - شبكة الساعة
انتهت حقبة حكم عائلة الأسد في سوريا إلى الأبد، وطوت سوريا صفحة استبداد الأب والابن التي امتدت أكثر من خمسين عامًا لتبدأ حقبة جديدة في سوريا يتطلع من خلالها السوريون لنيل كرامتهم وحريتهم التي نال منها بشار الأسد ومن قبله حافظ الأسد.
فجر اليوم الأحد، أعلنت المعارضة السورية المسلحة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودخول قواتها إلى العاصمة دمشق تتويجًا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية.
وأكدت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة أن الطاغية بشار الأسد هرب، وأعلنت أن مدينة دمشق أصبحت حرة.
وأضافت: "بعد 50 عامًا من القهر تحت حكم البعث و13 عامًا من الإجرام والطغيان والتهجير، نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا"، داعية "السوريين المهجّرين في الخارج للعودة إلى سوريا الحرة".
ويأتي ذلك بعد ساعات من بدء المعارضة السورية المسلحة هجومًا للسيطرة على دمشق بعد إحكام السيطرة عليها خلال اليومين الماضيين.
وسبق تطويق دمشق سيطرة المعارضة السورية على مدينة حمص الاستراتيجية التي تعتبر السيطرة عليها فرضًا للحصار المحكم على منطقة الساحل السوري (اللاذقية وطرطوس)، المعقل الرئيسي لبشار الأسد والميليشيات التابعة له.
عملية ردع العدوان
وفي الـ27 من تشرين الثاني الماضي، بدأت قوات المعارضة السورية القريبة من تركيا هجومًا على مدينة حلب أطلقت عليه عملية "ردع العدوان" ونجحت عبرها في انتزاع مدينة حلب من قوات النظام السوري السابق والميليشيات المدعومة من إيران.
وبعدها مباشرة، شنت المعارضة هجومًا استعادت فيه كامل الأراضي التابعة لمحافظة إدلب ثم فرضوا السيطرة على حماة خلال يوم من الهجوم عليها.
وعقب ذلك، بدأت المعارضة السورية المسلحة بالتحرك في جنوب البلاد، وسيطرت على محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، قبل أن تتحرك المعارضة من جهة الشمال الغربي وتفرض السيطرة على مدينة حمص وسط البلاد.
احتفالات السوريين داخل وخارج البلاد
وخلال تقدم المعارضة السورية، تفاعل ملايين السوريين خارج البلاد مع الأحداث وأخذوا بتبادل التهاني والتبريكات بخروج كل مدينة سورية عن سيطرة النظام، فيما تشهد كل مدينة سورية احتفالات شعبية بعد تحريرها من قبضة نظام الأسد في انعكاس لحجم الرفض الشعبي الواسع للنظام المدعوم إيرانيًا.
وخرج السوريون إلى شوارع العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالًا بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
واحتضنت ساحة الأمويين في وسط العاصمة دمشق جزءًا من هذه الاحتفالات التي امتدت أيضًا إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون، بالتزامن مع فرار قوات الجيش والأمن من مقرات عدة أبرزها قيادة الأركان ووزارة الدفاع بالعاصمة.
وأفادت تقارير إعلامية أن الكثير من جنود الجيش السوري غادروا مواقعهم العسكرية وتركوا المقرات دون أي حماية. ومن أبرز المواقع التي أخليت مقرات الاستخبارات العسكرية ومبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين.
وقال عدد من سكان دمشق إن الشوارع أخليت من عناصر القوات الحكومية وإن احتفالات تجري في الكثير من عموم العاصمة احتفالًا بسقوط النظام بعد أنباء عن مغادرة الرئيس بشار الأسد.
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تاريخ الثامن من ديسمبر من كل عام عيدًا وطنيًا لسوريا.
مصير بشار
تضاربت الأنباء حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد أن فقد السيطرة على العاصمة دمشق بدخول فصائل المعارضة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين سوريين رفيعي المستوى أن الرئيس بشار الأسد غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة.
وأوضحت رويترز أن ضابطين كبيرين بالجيش السوري أكدا لها أنه غادر على متن طائرة إلى وجهة لم يتم الكشف عنها.
وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعاءات حول مغادرة بشار الأسد على متن طائرة من دمشق إلى مدينة اللاذقية.
وذكرت مواقع تتبع الرحلات الجوية على شبكة الإنترنت، أن الطائرة التي يعتقد أنها تقل بشار الأسد شوهدت آخر مرة في سماء غرب حمص بعد إقلاعها من مطار دمشق الدولي، لكنها فُقدت لاحقًا من شاشات الرادارات.
وادعت تلك المواقع أن الطائرة انخفضت إلى ارتفاع 1600 قدم، وقامت بحركات غير عادية قبل أن تختفي من شاشات الرادار.
في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الرئيس السوري بشار الأسد قرر مغادرة البلاد والتخلي عن منصبه وأمر بانتقال سلمي للسلطة بعد مفاوضات مع أطراف في النزاع.
وأكدت الوزارة في بيان، أن روسيا لم تشارك في المفاوضات التي أدت إلى هذا القرار، لكنها تواصل اتصالاتها مع جميع فصائل المعارضة السورية.
مستقبل سوريا
مع الساعات الأولى من سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق، وجه قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الملقب بالجولاني نداء قال فيه إن الاقتراب من المؤسسات العامة في سوريا محظور.
وأضاف الجولاني أن "المؤسسات العامة في سوريا ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي لحين تسليمها رسميًا"، وذلك لتجنب حدوث الفوضى خلال الفترة الانتقالية التي ستشهدها البلاد بعد رحيل نظام الأسد.
وأصدر المجلس الوطني الانتقالي للحكم في سوريا بيانًا رقم واحد، تعهد فيه بالالتزام ببناء دولة حرة وعادلة وديمقراطية يتساوى فيها جميع المواطنين دون تمييز.
وقال المجلس في بيان: إن "نظام بشار الأسد قد سقط، وأنه قد فرّ هاربًا إلى خارج البلاد، تاركًا خلفه إرثًا من الدمار والمعاناة".
وأكد المجلس في البيان تعهده بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وحماية المواطنين وممتلكاتهم كافة، بغض النظر عن انتماءاتهم، والعمل على إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على أسس من الحرية والعدالة.
وأكد البيان على السعي لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وإعادة اللاجئين والمهجّرين إلى ديارهم بأمان وكرامة، مشددًا على محاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري، وفقًا للقانون والعدالة.
الاستفادة من أخطاء الماضي
ويأمل أكاديميون وسياسيون وإعلاميون سوريون أن تكون المرحلة المقبلة بداية لنيل الحرية والكرامة والسيادة والحقوق والعدالة التي غابت عنهم خلال العقود الخمسة الماضية.
ويقول الصحفي السوري ناصر الأديب في حديث لشبكة "الساعة": إن "الفرحة بسقوط الطاغية بشار ومحور إيران في سوريا لا توصف، وأن إتمام الفرحة يتطلب جهدًا أكبر مما بذل في إسقاط النظام".
وأضاف: "يتوجب على قيادة المعارضة البدء بمرحلة جديدة تعتمد على الاستفادة من أخطائها خلال المرحلة الماضية وكذلك الاستفادة من أخطاء التجارب الأخرى في دول الجوار العربي".
وبين أن "المفتاح لنجاح سوريا الجديدة يعتمد على إقامة العلاقات الدولية بشكل صحيح بداية من الولايات المتحدة وروسيا وتركيا ودول الخليج العربي لضمان الابتعاد عن أي أزمات مقبلة".
وتابع الأديب: "خطاب الفصائل والمعارضة لغاية الآن مطمئن، من خلال التوجيه بعدم المساس بمؤسسات الدولة وأملاكها والأقليات وعدم الإساءة للأهالي وعدم الانتقام من عساكر النظام"، مبينًا أن "هذه الخطوات تتطلب اتباعها بمزيد من الخطوات لتعزيز المصالحة الوطنية والعفو عن أخطاء الماضي مع ضمان عدم غياب العدالة في الاقتصاص ممن أجرم بحق السوريين طيلة السنوات الماضية".
خسائر السوريين
وجاء سقوط نظام الأسد بعد أحداث دامية وقتل وتشريد وتهجير مارسه النظام عقب التظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاطه التي بدأت عام 2011، ثم تطورت لتتحول إلى قتال مسلح بين فصائل المعارضة والنظام.
لكن الكفة حينها مالت لصالح بشار الأسد بسبب التدخل الإيراني المباشر والدعم الروسي اللامحدود للنظام وتخلي الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة عن دعم التغيير في سوريا.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثّق مقتل أكثر من نصف مليون شخص بالأسماء، منذ 2011، من أصل أكثر من 600 ألف قتيل تأكد من مقتلهم على مدار 12 عامًا.
وحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن إجمالي اللاجئين السوريين المسجلين رسميًا فاق 5 مليون ونصف.
: كلمات مفتاحية
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم