صورة الخبر

16:42:09 2024-12-11 : اخر تحديث

09:54:10 2024-11-26 : نشر في

كركوك.. تاريخ عريق وتحديات ديمغرافية

حجم الخط

فريق التحرير- شبكة الساعة

كركوك هي واحدة من أقدم مدن العراق، وتعد مركزًا للتنوع العرقي والثقافي لأكثر من 5 آلاف عام، حيث كانت تُعرف قديمًا باسم "أرابخا" وتأثرت بحضارات عديدة مثل الآشوريين، وصولاً إلى العهد الإسلامي والعصور العثمانية، مما جعلها مركزًا حضاريًا وتجاريًا مهمًا.

الثروات الطبيعية

وتعد كركوك من المدن الغنية بالثروات الطبيعية، وعلى رأسها النفط، الذي لعب دورًا محوريًا في جعلها مركزًا اقتصاديًا واستراتيجيًا بارزًا، حيث بدأ هذا الاهتمام الكبير بالمدينة في عشرينيات القرن العشرين مع اكتشاف حقل نفط كركوك، أحد أقدم وأكبر الحقول النفطية في العراق، والذي أسهم في تعزيز أهمية المدينة على المستويين الاقتصادي والسياسي.

إلى جانب النفط تحتوي كركوك أيضًا على احتياطيات من الغاز الطبيعي، مما يزيد من قيمتها الاستراتيجية ويجعلها محورًا للصراعات السياسية والاجتماعية، لا سيما في ظل محاولات التأثير على تركيبتها السكانية.

التعدادات السكانية وإشكالية الديمغرافيا

يجري العراق خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 أول تعداد سكاني شامل منذ عام 1997، وهو حدث ذو أهمية كبيرة، خصوصًا في محافظة كركوك التي تتميز بتنوعها العرقي، يهدف التعداد إلى تقديم صورة دقيقة عن التوزيع السكاني في عموم العراق وهذا يمثل محورا هاما في القضايا المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان.

قررت الحكومة العراقية تسجيل المواطنين في المناطق المتنازع عليها بناءً على مناطقهم الأصلية لضمان العدالة والدقة في النتائج، وتم تشكيل فرق تعداد مشتركة من عرب وكرد وتركمان لضمان الشفافية والحيادية.

ورغم هذه الإجراءات، ظهرت مخاوف حول إمكانية استغلال نتائج التعداد لأغراض سياسية، خاصة فيما يتعلق بتطبيق المادة 140 من الدستور والتي تنص على إجراء استفتاء لتحديد مصير المناطق المتنازع عليها.

التعدادات السكانية عبر العقود

تعداد 1957: في تعداد عام 1957، بلغ عدد سكان مدينة كركوك حوالي 120 ألف نسمة، حيث شكّل التركمان 37.6%، الأكراد 33.3%، العرب 22.5%، وأقليات أخرى كالسريان وغيرهم.

تعداد 1977: ارتفع عدد السكان إلى حوالي 484 ألف نسمة، حيث شكل العرب 45%، والأكراد 38%، والتركمان 17%.

تعداد 1997: بلغ عدد السكان حوالي 753 ألف نسمة، حيث شكّل العرب 72%، والأكراد 21%، والتركمان 7%.

التنوع والتحديات

يمثل التنوع العرقي والديني في كركوك مصدراً للتحديات السياسية، ويشير المحللون إلى أن التعداد السكاني قد يؤدي إما إلى تعميق الخلافات أو إلى حلها، حسب نزاهة العملية ونتائجها، وهناك مخاوف من استغلال نتائجه لأغراض سياسية.

اخترنا لك