2024-11-24 09:38:50
فريق التحرير- شبكة الساعة
باتت تهديدات الاحتلال الإسرائيلي للعراق أكثر جدية من أي وقت مضى وذلك ما أظهرته الرسائل التي وجهها الكيان الإسرائيلي لمجلس الأمن الدولي والرسائل العراقية الموجهة للمجتمع الدولي.
وتأتي التهديدات "الإسرائيلية" على خلفية الصراع الدائر في غزة ولبنان وتطوره إلى صراع مع إيران، ودخول الفصائل العراقية القريبة من إيران في المواجهة عبر استهداف مواقع في الكيان عبر الطائرات المسيرة.
كما تأتي عقب تسريبات إعلامية عبرية خلال الشهرين الماضيين عن نوايا الكيان بتوجيه ضربات عسكرية للعراق، غير أن الضغوطات الأمريكية على تل أبيب حالت دون تنفيذها لغاية الآن.
وزارة الخارجية العراقية وجهت رسائل رسمية إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، رداً على تهديدات "إسرائيل" بالاعتداء على العراق.
وأكدت الخارجية العراقية في رسائلها أن العراق يُعدّ ركيزة للاستقرار في محيطه الإقليمي والدولي ومن بين الدول الأكثر التزاماً بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأشارت الرسائل العراقية إلى أن رسالة الكيان الإسرائيلي إلى مجلس الأمن تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة.
وشددت الوزارة على أن لجوء العراق إلى مجلس الأمن يأتي انطلاقاً من حرصه على أداء المجلس لدوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان، وإلزام الكيان الإسرائيلي بوقف العنف المستمر في المنطقة والكف عن إطلاق التهديدات.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن العراق كان حريصاً على ضبط النفس فيما يتعلق باستخدام أجوائه لاستهداف إحدى دول الجوار، مؤكدةً أهمية تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية، التي تشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي.
ودعت الخارجية إلى تضافر الجهود الدولية لإيقاف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة وضمان احترام القوانين والمواثيق الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقد طلب العراق تعميم الرسالة على الدول الأعضاء وإيداعها كوثيقة رسمية لدى المنظمات المعنية، وفقا لبيان وزارة الخارجية.
والأسبوع الماضي أعلنت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي توجيه رسالة إلى مجلس الأمن يحضه فيها على الضغط على الحكومة العراقية لوضع حد لهجمات تشنها على الدولة العبرية فصائل عراقية موالية لإيران.
وقالت إن "رسالتها وجهت إلى رئيس مجلس الأمن الدولي وتضمنت الدعوة إلى اتخاذ إجراءات فورية فيما يتعلق بنشاط الفصائل الموالية لإيران في العراق الذي تُستخدم أراضيه لمهاجمة إسرائيل".
وجاء في نص الرسالة إنه" تقع على عاتق الحكومة العراقية مسؤولية منع استخدام أراضيها قاعدة لشن هجمات ضدّ دول أخرى".
وأضافت الرسالة أن "إسرائيل تدعو الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها واتخاذ تدابير فورية لوقف هذه الهجمات ومنعها"، مؤكدة في الوقت نفسه أنّ "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، واتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية نفسها ومواطنيها من الأعمال العدائية للفصائل المدعومة من إيران في العراق، حسب ما نصت عليه الرسالة الإسرائيلية".
ومنذ أشهر، تعلن فصائل تطلق على نفسها "المقاومة العراقية" القريبة من إيران بشكل شبه يومي توجيه ضربات ضد أهداف "إسرائيلية" في شمالي وجنوبي الأراضي المحتلة والجولان.
لكن في مطلع تشرين الأول الماضي أسفرت مسيّرة أطلقت من العراق عن مقتل جنديين "إسرائيليين" وجرح 24 آخرين في قاعدة عسكرية في الجولان السوري المحتل.
وعلى خلفية ذلك، حذر رئيس الوزراء العراقي محمد شيع السوداني من أن الرسالة التي وجهتها "إسرائيل" إلى مجلس الأمن الدولي تمثل ذريعة وحجة للاعتداء على بلاده.
وقال السوداني في بيان: إن "الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقا لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة".
وشدد على أن "العراق يرفض هذه التهديدات، وقرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق"، مشيراً إلى "رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني".
وتأكيدا لتعامل العراق الجدي مع التهديدات "الإسرائيلية" قال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي: إن "البلاد تواجه تهديدات أمنية خطيرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدا أن "الحكومة تبذل قصارى جهدها للسيطرة على الفصائل المسلحة ومنعها من استخدام الأراضي العراقية في مهاجمة إسرائيل".
وأوضح العوادي أن "هذه التهديدات تأتي في وقت حساس، حيث تسعى الحكومة العراقية لمواجهة الهجمات المتزايدة على الأراضي العراقية من الفصائل المسلحة المدعومة من أطراف إقليمية، في ظل تصاعد التوترات في غزة ولبنان".
في حين يرى وزير الخارجية العراقية الأسبق هوشيار زيباري أن التهديدات التي أطلقتها "إسرائيل" ضد العراق كانت متوقعة نظرا لمواقف أطراف سياسية وفصائل عراقية من الحرب القائمة في المنطقة.
وقال زيباري: إن "التوقعات ليست إيجابية لما يجري في العالم بشكل عام"، مؤكدا أن "الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر تشكل تهديدا للبلدان، وهي ستتسع وتتجاوز قطاع غزة"، مؤكدا على "وجود مساع لإبعاد العراق عن التوترات الحاصلة في المنطقة".
ويتوقع السياسي العراقي المقيم في الولايات المتحدة انتفاض قنبر أن تشن إسرائيل ضربات على العراق بسبب عدم وجود موقف قوي من الحكومة العراقية ضد الفصائل المسلحة.
وقال قنبر في تصريح لشبكة "الساعة": إن "التهديدات الإسرائيلية ضد العراق ليس غريبة وقد حذر الجميع منها منذ أسابيع بسبب اشتراك الفصائل العراقية الموالية لإيران في الحرب الدائرة مع إسرائيل".
وأضاف أن "هجمات الفصائل العراقية ضد القواعد الأمريكية وضد دول الجوار في الخليج العربي وأخيرا شن هجمات ضد مواقع إسرائيلية لن يمر دون عقاب"، مشيراً إلى أن "الفترة الماضية عملت إدارة بايدن على منع الضربات الإسرائيلية ضد العراق لأنها كانت لا تريد توسيع نطاق الحرب".
وأكد قنبر أن "إدارة ترمب تختلف عن إدارة بايدن، حيث إنها ستسمح لإسرائيل بضرب العراق وأن ترمب سيدعم التوجه الإسرائيلي في العراق لأنه سيجنبه تحريك قوات في العراق وخسائر مالية وأعتدة وصواريخ في حال هو تحرك لضرب تلك الفصائل".
ولفت قنبر إلى أن "تصريحات العراق الرسمية بشأن رفض الدخول في الصراع مرحب بها، ولكنها لا تنطبق مع الواقع، لأنه من غير المعقول أن تنفذ الفصائل كل هذه الضربات ضد المواقع الإسرائيلية والحكومة العراقية لا تتحرك أي خطوة لمنعها".
ونوه إلى أن "الرأي السائد في واشنطن عن الحكومة العراقية أنها هي من تدعم الفصائل المسلحة وهي من تسهل لها عملية تنفيذ الهجمات الصاروخية لأنها هي التي تمول وتسلح وتوفر الرواتب لمقاتلي الحشود والفصائل التي يتورط بعضها في جر العراق للحرب"، فيما دعا رئيس الوزراء إلى "التحرك السريع ضد الفصائل من أجل تجنيب العراق ويلات الحرب التي قد تشنها إسرائيل ضد البلاد".
من جانبه انتقد الباحث السياسي والاستراتيجي يحيى الكبيسي عدم تعامل السلطات العراقية بجدية مع أنشطة الفصائل التي من شأنها توريط العراق بالحرب.
وقال الكبيسي في تصريح لشبكة "الساعة": إن "المواقف العراقية الرسمية أشارت إلى خطورة التهديدات الإسرائيلية وأكدت رفضها للهجمات التي تشنها الفصائل ومحاولتها جر العراق إلى الصراع، ولكن المشكلة تكمن في أن جميع الجهات الرسمية العراقية لا تقر ولا تتحدث بصراحة عن عجزها وعدم قدرة الدولة العراقية في مواجهة الفصائل ومنعها من نشاطها العسكري".
وأشار إلى أن "تلك الجماعات المسلحة في العراق تحظى بغطاء سياسي، فهي تتواجد في الدولة وتأخذ تمويلها منها وراتبها وأسلحتها وآلياتها ثم ترفض الالتزام بأوامر الدولة، كما أن هذه الفصائل هي من تجر العراق إلى الحرب وليس العكس".
وأوضح أن "الجميع يعلم أن قرار تحجيم دور الفصائل العراقية ليس بيد الحكومة العراقية بل بيد إيران"، مبينا أن "التناقض في العراق يبرز عندما تكون هذه الفصائل هي الجزء الأبرز للإطار التنسيقي وهي من تشكل الحكومة ومن ثم تطلق تصريحات بأنها ترفض أنشطة الفصائل ومحاولات إشراك العراق في الحرب مع إسرائيل".
وبين أن "جميع التصريحات التي تطلقها الجهات الحكومية عن تحركها واتخاذها الإجراءات اللازمة للحد من السلاح المنفلت وضبط الفصائل وعدم السماح لها بتوريط العراق في الحرب الإقليمية كلها غير صحيحة لأن الحكومة تعلم جيدا من يشن الهجمات ثم لا تقوم بتحريك أي شيء".
وفي المقابل يستبعد مسؤولون عراقيون وقوع ضربة إسرائيلية قريبة على العراق، مستندين إلى الموقف الأمريكي الرافض للضربة، وكذلك غياب الدليل على تورط الجهات الرسمية العراقية في عمليات القصف التي تنفذها الفصائل العراقية، فضلا عن أنها في الغالب لا تنفذ من داخل الأراضي العراقية بحسبهم.
وأكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء سبهان الملا جياد عدم وجود أي دليل على انطلاق عمليات الفصائل المسلحة من الأراضي العراقية تجاه إسرائيل، غير أنه لفت إلى أن "إسرائيل" تريد أي حجة من أجل شن ضربات عدوانية على العراق بهدف توسيع دائرة الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
كما استبعد عضو مجلس النواب جواد الغزالي أن العراق قريبا من تهديدات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الغزالي في تصريح لشبكة "الساعة": إن "العراق سيتبع سياسات واستراتيجيات مدروسة لمواجهة أي تهديدات محتملة من الاحتلال الإسرائيلي"، داعيًا جميع مكونات الشعب العراقي إلى "التوحد والوقوف يدًا واحدة ضد هذه التهديدات".
وأشار إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي بدأ يهدد المناطق التي تعد الأشد عداوة له، والتي تمثل تهديدًا لأمنه".
فيما تؤكد مصادر عراقية مطلعة أن واشنطن تمارس ضغوطاً على تل أبيب لتجنب توجيه ضربة عسكرية للعراق لا سيما وأن العراق والولايات المتحدة تربطهما اتفاقية شراكة استراتيجية مشتركة وأن أمريكا مسؤولة عن الدفاع عن الأجواء العراقية بحسب تلك الاتفاقيات.
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم