صورة الخبر

23:22:19 2024-12-10 : اخر تحديث

10:24:03 2024-11-19 : نشر في

تحرير راوة.. عندما استعاد الوطن آخر مدنه الأسيرة

حجم الخط

فريق التحرير- شبكة الساعة

تمر علينا في 17 نوفمبر ذكرى تحرير قضاء راوة، حين نجحت القوات العراقية في القضاء على آخر معقل لتنظيم "داعش" في البلاد، هذا الإنجاز الاستثنائي لم يكن مجرد تحرير مدينة، بل إعلانًا صريحًا عن نهاية حقبة مظلمة من تاريخ العراق.

الخلفية التاريخية

راوة، مدينة عراقية تقع في محافظة الأنبار غرب البلاد، على الضفة الشمالية لنهر الفرات، وتبعد حوالي 320 كيلومترًا عن العاصمة بغداد، وتتميز المدينة بموقعها الجغرافي الفريد، حيث تحيط بها المياه من 3 جهات، مما يجعلها أشبه بشبه جزيرة.

ويبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألف نسمة، وتضم 8 أحياء رئيسية، منها حي القلعة وحي الهداية وحي الخضراء، وكما تشتهر بمعالمها التراثية، أيضا مثل جامع الشيخ رجب الذي يعود بناؤه إلى القرن الـ 17.

راوة، وكباقي مناطق الأنبار عانت بشدة من سيطرة "داعش" منذ منتصف عام 2014، حيث حول التنظيم المدينة إلى مركز للتنظيمات المتطرفة والتدريب، ما أثر بشكل كبير على سكانها وأجبر العديد منهم على النزوح.

وكانت السيطرة على المدينة تمثل ورقة ضغط بيد التنظيم نظراً لموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود السورية.

العملية العسكرية

بدأت عملية تحرير راوة بتخطيط دقيق، حيث قامت القوات العراقية، بمساندة قيادة عمليات الجزيرة والحشد العشائري، والطيران العراقي والدولي، بشن هجوم واسع النطاق، واعتمدت العملية على استراتيجيات حديثة تستهدف تحييد القدرات القتالية للتنظيم، مع الحرص على تقليل الخسائر بين المدنيين.

وبعد ساعات من القتال المستمر، أعلن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد عمليات غرب الأنبار، تحرير راوة بالكامل، حيث قال: "قطعات قيادة عمليات الجزيرة والحشد العشائري تحرر قضاء راوة بالكامل، وترفع العلم العراقي فوق مبانيه"، ما يعكس توحد الجهود الوطنية لتحقيق هذا الإنجاز.

أثر التحرير

تحرير راوة لم يكن مجرد تحرير مدينة، بل كان ضربة معنوية كبيرة لتنظيم "داعش" الذي فقد آخر معاقله في العراق، كما شكل نقطة انطلاق لإعادة الإعمار وإعادة النازحين إلى مناطقهم.

من الناحية الاستراتيجية، أكدت عملية التحرير على تطور القدرات العسكرية العراقية واستعادتها لزمام المبادرة في الحرب على الإرهاب، كما أثبتت قدرة القوات العراقية على الدفاع عن سيادة البلاد واستعادة المناطق من براثن التنظيمات المتطرفة.

تعد ذكرى تحرير راوة، فرصة ليحتفل العراقيون بهذا الإنجاز الوطني الذي يجسد انتصار إرادة الشعب العراقي على الإرهاب، وتمثل المناسبة فرصة لتكريم شهداء القوات الأمنية والحشد العشائري وكافة الأجهزة الأمنية الذين قدموا أرواحهم لتحقيق هذا النصر، وتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في الحفاظ على ترابهم ووحدة وطنهم.

اخترنا لك