صورة الخبر

02:08:17 2024-12-11 : اخر تحديث

09:57:14 2024-11-18 : نشر في

سجين عراقي يروي لشبكة "الساعة" تفاصيل تعذيبه ويطالب بتعويض أمريكي

حجم الخط

بغداد - شبكة الساعة

في خطوة تشكل بارقة أمل للعديد من الضحايا الذين تعرضوا للتعذيب على يد القوات الأمريكية خلال غزو العراق في عام 2003، قررت هيئة محلفين فيدرالية في ولاية فرجينيا الأمريكية إلزام شركة "كيسي بريميير تكنولوجي" المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية بدفع تعويضات تبلغ 42 مليون دولار لـ 3 عراقيين تعرضوا للتعذيب في سجن أبو غريب.

ويعود تاريخ الدعوى القضائية التي رفعها مجموعة من السجناء السابقين ضد الشركة إلى عام 2008.

وقد جاءت هذه الخطوة بعد أكثر من عقدين من الزمن على الفضائح التي هزت العالم، والتي تمثلت في إساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب في العراق.

ومن بين هؤلاء الضحايا الذين يعوّلون على هذا الحكم للحصول على تعويضات هو طالب محمد، البالغ من العمر 57 عامًا، الذي تعرض لأبشع أنواع التعذيب في سجن أبو غريب.

وفي حديثه مع شبكة "الساعة"، روى محمد: "معاناته المستمرة منذ أكثر من عقدين، إذ يعاني من صعوبة في المشي نتيجة للصدمات النفسية والجسدية التي تعرض لها أثناء احتجازه".

وقال محمد، إنه "يعاني من صعوبة في المشي بسبب الصدمات الشديدة التي تعرض لها أثناء الاحتجاز وأمراض أخرى".

وأضاف أن "القوات الأمريكية اعتقلته دون أي سبب أثناء عودته إلى منزله في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2003، وتم نقله أولا إلى قاعدة الحبانية في محافظة الأنبار ثم إلى سجن أبو غريب بعد 5 أيام".

وتابع: "احتجزت في السجن لمدة عام و4 أشهر دون أي سبب، وكانوا (الجنود الأمريكيين) يسألونني باستهزاء عن سبب اعتقالي".

وأردف: "لم تكن هناك فضيحة واحدة، بل كانت هناك فضائح كثيرة في أبو غريب، كانوا يهاجموننا بالكلاب ويلقون القنابل الصوتية علينا، وكذلك تم تعذيبنا جنسيا".

وأكد محمد على "إطلاق الجنود الأمريكيين الرصاص الحي باتجاه المهاجع في السجن"، مضيفا أن "شخصين قتلا بالرصاص أمام عيني، ثم وضعوا القتلى في كيس أسود، عندما رأيت ذلك، بدأت أعاني من مشاكل نفسية، ولا تزال آثار التعذيب ظاهرة على يدي وأجزاء أخرى من جسدي".

وأشار إلى أنه "أصيب بمرض جلدي بسبب مشاكل نفسية مستمرة منذ نحو 20 عاما"، مؤكدا أنه "لم يتماثل للشفاء رغم تلقيه العلاج النفسي".

وشدد أن "هناك المئات من الضحايا يستحقون الحصول على تعويضات على غرار المساجين الـ 3".

وأكد: "ربما أعاني من مشاكل أكثر من هؤلاء الأشخاص الـ 3، لكن الحمد لله استطاعوا الحصول على حقوقهم".

وأعرب عن "رغبته بالحصول على تعويضات من الولايات المتحدة"، مبينا: "احتاج للاتصال بمحام لرفع دعوى قضائية في الخارج، لكني لا أملك الأموال لدفعها للمحامي".

وذكر: "راجعت العديد من الجهات في العراق للحصول على حقوقي بعد إطلاق سراحي من السجن، دون الوصول إلى أي نتيجة.

ولفت إلى أن "زوجته تركته بعد إطلاق سراحه من السجن بسبب صور التعذيب التي تسربت إلى الصحافة".

واستطرد: "زوجتي طلبت الانفصال مباشرة بعد إطلاق سراحي من السجن، وأبنائي اضطروا للتخلي عن الدراسة بسبب الصدمة والتمييز في المدرسة، كما اضطرت بناتي لترك الدراسة بسبب الضغوط في الحي".

وكشف محمد، الذي يسكن في شقة إيجار بالعاصمة بغداد، عن "تعرضه مرارا للتنمر من أصحاب المنازل كونه سجينا سابقا في أبو غريب.

وأضاف أنه "مريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم وأمراض في القلب، فيما لا يتقاضى أي راتب من الدولة".

وفي مارس/ آذار 2003، شنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حربا على العراق بذريعة "نزع أسلحة الدمار الشامل، ووقف دعم صدام حسين للإرهاب، وتحرير الشعب العراقي".

ويجدر بالذكر أن سجن "أبو غريب" حالياً يسمى بسجن "بغداد المركزي" يقع قرب مدينة أبو غريب والتي تبعد 32 كلم غربي العاصمة العراقية بغداد، واشتهر إبان الغزو الأمريكي بإساءة معاملة السجناء داخله وتعذيبهم دون أي مراعاة لحقوق الإنسان

اخترنا لك