11:06:08 2024-12-11 : اخر تحديث
12:51:06 2024-10-24 : نشر في
سيف العبيدي ـ شبكة الساعة
منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة في الـ 7 من أكتوبر 2023، تبنت الحكومة العراقية موقفا رافضا لذلك العدوان وداعما للشعب الفلسطيني في القطاع عبر إرسال المساعدات الإغاثية وتكثيف الجهد الدبلوماسي لوقف التصعيد في المنطقة.
الرفض العراقي للعدوان تكرر عندما بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أيلول الماضي شن هجمات على الجنوب اللبناني لاستهداف حزب الله، إذ عملت السلطات العراقية على تعزيز المساعدات الإغاثية والجهد السياسي لإنهاء الحرب في غزة وجنوب لبنان.
وتبنت الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني الموقف الداعي لوقف الحرب وعدم جر المنطقة إلى الصراع، ويبدو أن أبرز عوامل السعي العراقي الرسمي نحو هذا الموقف هو الإحراج التي وقعت فيه الحكومة العراقية جراء الضربات التي شنتها الفصائل المسلحة والتي تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق" على مواقع لجيش الاحتلال في داخل الكيان وإيلات والجولان وغيرها من المناطق.
وتخشى حكومة السوداني من عدوان "إسرائيلي" محتمل على العراق، بسبب هجمات الفصائل بالصواريخ والمسيرات على مواقع جيش الاحتلال، وزادت تلك المخاوف عقب مقتل جنديين "إسرائيليين" بهجوم شنته الفصائل العراقية في الـ 4 من أكتوبر الجاري والتهديدات الإسرائيلية بالرد على ذلك الهجوم.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية قبل أسبوعين دخول القطاعات الأمنية في حالة الإنذار (ج) على خلفية تصاعد التوترات في المنطقة.
فيما وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني القوات الأمنية برفع مستوى الجهوزية أمام المخاطر التي تهدد البلاد.
وخلافا للتوقعات فإن الرد الإسرائيلي على الفصائل العراقية تأخر بعد أن كان من المتوقع شن هجمات إسرائيلية داخل العراق في النصف الأول من شهر أكتوبر الجاري.
وتختلف القراءات بشأن الرد الإسرائيلي على العراق، فهناك من يرى أن جهودا دبلوماسية تبذل لتجنيب العراق ضربة إسرائيلية، بينما يتوقع آخرون أن الضربة قادمة بعد الانتهاء من حزب الله في جنوب لبنان وحماس في غزة، فيما يشير آخرون إلى أن العراق هدف للكيان قبل التصعيد الأخير في المنطقة.
في الأثناء، كشف مصادر سياسية عراقية لإذاعة مونت كارلو الدولية عن حراك لوقف هجمات الفصائل العراقية على الأهداف "الإسرائيلية" وذلك في محاولة من الحكومة لتجنب شبح الحرب.
وقالت الإذاعة في تقارير إخبارية: إن "ائتلاف النصر برئاسة حيدر العبادي رئيس الوزراء الأسبق، أشار إلى وجود تفاهمات مؤقتة بين الحكومة العراقية والفصائل، وليس اتفاقا قويا أو دائما لوقف الهجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن الغاية من هذا التفاهم المؤقت لوقف الهجمات، هو إتاحة الفرصة للدبلوماسية العراقية وللحكومة العراقية لكي تنجح في مساعيها لوقف التصعيد في المنطقة".
وأوضحت مونت كارلو أن "المعلومات التي سربت من الفصائل العراقية، قالت إن الفصائل أبلغت الحكومة العراقية ورئيس الوزراء بالتحديد بأنها تراقب التطورات في المنطقة وأنها لن تتهاون في استئناف الهجمات ضد الاحتلال، إذا شنت الأخيرة هجوما كبيرا وواسعا ضد إيران".
لكن مصدرا مقربا من الفصائل العراقية نفى وجود اتفاق على توقف الهجمات على أهداف الاحتلال الإسرائيلي لحين وقف العدوان على غزة وجنوب لبنان.
ولم يذكر المصدر في اتصال مع شبكة "الساعة" تفاصيل إضافية، لكنه أكد أن "الفصائل ورغم الهجمات التي تشنها تؤيد الحراك الدبلوماسي للحكومة العراقية من أجل إنهاء التصعيد ووقف الحرب".
وتبنت الفصائل العراقية في الساعات الأخيرة تنفيذ 5 هجمات طالت أهداف حيوية في الأراضي المحتلة بالطيران المسير، مؤكدة مواصلة عملياتها بوتيرة متصاعدة، ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في فلسطين ولبنان.
وتشير فصائل المقاومة في بياناتها، إلى أنها قصفت أهداف حيوية في أم الرشراش "إيلات" المحتلة 3 مرات أمس، فضلا عن أهداف أخرى وخاصة في الجولان المحتل مستخدمة الطائرات المسيرة.
في الأثناء يؤكد المحلل السياسي المقرب من الفصائل المسلحة حيدر البرزنجي أن الفصائل لم تختار الدخول في المعركة، بل أن الكيان الصهيوني هو من بدأ بفرض المعركة على العراق.
وقال البرزنجي في تصريح لشبكة "الساعة": إن "الكيان الصهيوني هو من جعل العراق ضمن الخارطة السوداء حتى قبل التصعيد الأخير"، مشدداً على أن "الحديث عن الفصائل تزج العراق في الصراع عبارة عن سردية صهيونية أو أحاديث يطلقها الجبناء"، حسب تعبيره.
وأكد: "ضرورة رفض السردية الصهيونية عن زج العراق في المعركة، إلى جانب التأكيد على أن الكيان هو من يحاول توسيع نطاق العدوان وشمول العراق به".
وعن احتمالية الرد الإسرائيلي على العراق، قال البرزنجي: إن "الولايات المتحدة سبق أن احتلت العراق ولكنها خرجت بفعل ضربات المقاومة والجهد الدبلوماسي ولو فكر الكيان بالاعتداء على العراق فسيلقون ذات المصير الذي لاقته أمريكا في العراق"، وأشار إلى أن "العراق ليس ضعيفا وله القدرة على حماية سيادته وأرضه وأنه حالة مختلفة عن فلسطين ولبنان".
أما الباحث السياسي العراقي الناصر دريد فيؤكد أن الضربة "الإسرائيلية" تجاه العراق قادمة بكل الظروف والأحوال وإن تأخر موعدها.
وقال دريد في تصريح لشبكة "الساعة": إن "الجانب "الإسرائيلي" يحاول في كثير من الأحيان تجاهل الفصائل العراقية ويرجع السبب في ذلك لضعف دور ومشاركة الفصائل في المعركة الحالية قياسا بالأطراف الأخرى كحماس وحزب الله والحوثيين".
وأوضح أن "حماس تقاتل منذ أكثر من سنة في غزة وحزب الله ورغم الضربات الكبيرة التي تلقاها لكنه يشن هجمات في العمق الإسرائيلي، وكذلك الحوثيين الذين تمكنوا من توقيف الملاحة في البحر الأحمر، الأمر الذي استدعى تدخلا دوليا، أما الفصائل العراقية فإن دورهم لم يكن فاعلا كباقي الأطراف وأن هجماتهم وإن تسببت ببعض التأثير إلا أنها الأضعف والأقل تأثيرا حتى الآن".
وأشار دريد إلى أن "تأخر الرد الإسرائيلي يرجع لسببين رئيسيين الأول أنها لاتريد توجيه الرد على جميع الفصائل بل تريد استهداف الفصائل التي بادرت بشن الهجمات عليها، والثاني هو أن إسرائيل تريد إنهاء ملفي حزب الله وحماس في الوقت الحالي ومن ثم ستقوم بتوجيه الضربات للفصائل العراقية".
وعن طبيعة الرد الإسرائيلي على العراق، توقع الناصر دريد أن "يكون عبر ضربات جوية مركزة تستهدف مقرات الفصائل الثلاثة، النجباء وحزب الله وسيد الشهداء"، مبينا أن "تلك الضربة ستكون أشبه بالضربة الجراحية التي تستهدف الفصائل التي شنت عليها الهجمات دون غيرها، كما استبعد أن تستهدف الضربة الإسرائيلية ركائز الاقتصاد العراقي لما لها من تأثير على الاقتصاد العالمي من جهة ولرفض الولايات المتحدة لاستهداف هذه المواقع".
وشدد دريد على أن "الحكومة العراقية تعرضت بسبب موقف الفصائل من الحرب الدائرة إلى الحرج الشديد، حيث أن الموقف الرسمي العراقي يرفض بشدة دخول العراق في المعركة، وحتى بعض الفصائل كالعصائب ترفض ذلك بسبب الخشية على مصالحها".
لكن المؤشرات داخل الكيان الإسرائيلي تشير إلى أن الفصائل العراقية ستكون الركيزة المقبلة لإيران بعد انهيار القوة العسكرية لحزب الله اللبناني.
وقال موقع "واي نيت" التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت: إنه "بسبب ضعف رئيس الوزراء العراقي وعدم قدرته على التحرك نحو الفصائل والسيطرة عليها، فإن الفترة القادمة ستشهد المزيد من قوة الفصائل بدعم إيراني بعد تعويل إيران على فصائل العراق مع إمكانية انتهاء وضعف حزب الله في لبنان".
ونقل الموقع عن داني سيترينوفيتش الباحث في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، والرئيس السابق لمعهد دراسات الأمن القومي: إن "السوداني ليس هو من يستطيع السيطرة على الفصائل، بل إنه مثل النموذج اللبناني تمامًا، نحن نتحدث عن رؤساء حكومات ضعفاء، لا يستطيعون حقًا تهديد القوة العسكرية للفصائل، لقد تم انتخابهم بسبب ضعفهم، إذا كان قويًا ومؤيدًا قويًا للغرب، لم يكن ليتم انتخابه، ولم يكن ليُمنح هذا الامتياز".
واعتبر أنه "في ظل ضعف حزب الله يصبح البرنامج العراقي جذابا للغاية بالنسبة لإيران، لن يكون أمامهم خيار سوى تعزيز قوة العراق في الإطار العسكري، ما سيتمكن السوداني من فعله هو مجرد الوقوف على الهامش ومشاهدة كيف تتطور الفصائل، التي تمر حرفيًا بنفس العمليات التي مر بها حزب الله لبنائه كأداة مكملة لحزب الله، على افتراض أن الأمر سيستغرق وقتًا لإعادة بناء قوته، فبينما التحدي أمام إيران وحزب الله هو الجغرافيا، فأنه من الأسهل على إيران بناء الفصائل بشكل أقوى في العراق".
وحول ما إذا كانت إسرائيل سترد على العراق نتيجة الضربات المستمرة التي تشنها الفصائل، يرى أن "أحد التحديات الرئيسية هي الولايات المتحدة، وضرورة التنسيق معها في كل خطوة، خوفاً من تعرض القوات الأمريكية الموجودة على الأراضي العراقية للأذى، خاصة من رد فعل محتمل للفصائل، وفي كلتا الحالتين، فإن إسرائيل تستطيع الرد ضد عدة أهداف، مثل أهداف الدولة العراقية، وهي خطوة ربما لن تعجب الأميركيون كثيراً أو أهداف الفصائل الموالية لإيران نفسها، أو أهداف فيلق القدس الإيراني".
: كلمات مفتاحية
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم