صورة الخبر

04:44:51 2024-12-11 : اخر تحديث

05:44:52 2024-08-22 : نشر في

في يوم ضحايا الإرهاب.. آلاف القتلى والمغيبين على يد "داعش"

حجم الخط

صحافة البيانات-شبكة الساعة

أحاط الغموض بالجماعات المتطرفة في العالم بشكل عام إثر طبيعة عملها الذي يركز على القيام بعمليات متفرقة تصدر من خلايا نائمة تنتشر بدول مختلفة ، إلا أن "داعش" برهن على تواجده في 2014 عن طريق إنشاء ما أسماه بـ "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وإعلان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين" ونينوى مركز الحكم بعد أن احتل ثلث مساحة العراق، إثر ضعف المنظومة العسكرية التي زجت بصراعات سياسية وطائفية وحزبية استنزفت الجيش العراقي، ووصل امتداد داعش داخل الأراضي السورية ومناطق من دول أخرى.

استمر "داعش" في حكم هذه المناطق وفق الإيديولوجية الفكرية التي يحملها لمدة 3 سنوات طبق خلالها العديد من الشرائع والقوانين التي يؤمن بها والتي أهم أفكارها الحكم بالشريعة ورفض أنظمة الحكم الحديثة التي تعتمد على الدساتير وهو ما اعتبر عدم إقرار بكمال الشريعة الإسلامية؛ إذ كفر تنظيم "داعش" الدول العربية والإسلامية العاملة بالدستور وهو ما يخالف نهج العديد من الجماعات الإسلامية المتطرفة فاعتبرت هذه الجماعات أن نهج "داعش" أقرب لمنهج الخوارج ومخالف للشريعة الإسلامية المعتدلة.

فترة حكم "داعش" من 2014 ولغاية 2022 تخللها العديد من الجرائم على يد التنظيم وراح ضحيتها أكثر من 47 ألف مدني أبرزها كان اكتشاف 202 مقبرة جماعية في 2018، منها 95 في نينوى و37 في كركوك و36 في صلاح الدين وفي الأنبار 24 بلغ عدد ضحاياها 12 ألف قتيل، كما قتل "داعش" من ألفين إلى ألفين و200 متدرباً ومنتسباً من قوات الأمن العراقية في صلاح الدين بقاعدة سبايكر.

وفي الموصل حزيران/يونيو 2014 قتل "داعش" ألف سجين من سجن بادوش المركزي، وارتكب مجزرة جماعية لأكثر من 643 من عشيرة المحامدة في الفلوجة، بينما قتل من عشيرة البو نمر في الأنبار ألفا و300 رجل بينهم مراهقون كما قدر عدد المغيبين في الأنبار 10 آلاف مغيب، كما اكتشف أكثر من 81 مقبرة جماعية للإيزيديين.

واحدة من أكبر جرائم "داعش" إن لم تكن الأكبر يبعد موقها عن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى نحو 20 كيلو مترا مربعا، عرفت بين أبناء المحافظة باسم الخفسة أو الخسفة وهي حفرة جيولوجية عميقة استخدمها التنظيم في رمي الجثث، لا يعرف العدد الحقيقي لقتلى الخسفة إلا أن التنظيم نشر قائمة بأسماء ألفين و70 مدنيا قتل ورميت جثته بالحفرة المذكورة ويرجح سكان مدينة الموصل أن العدد أكبر بكثير؛ إذ إن التنظيم واظب على أعدام العشرات من المدنيين ورمي جثثهم في الخسفة بشكل يومي على مدار 3 سنوات قضاها في الموصل.

وجدت قوائم لدى داعش تضم نحو 12 ألف مغيب من بينهم ألف و800 شخص اختطفوا في منطقة الرزازة بين محافظتي الأنبار وكربلاء، و763 اختطفوا في الأنبار و900 آخرين اختطفوا في منطقتين تابعتين لبلدة جرف الصخر في بابل، و400 من مناطق حزام بغداد، و500 شخص اختطفوا من مدينة سامراء.

تسلسل زمني.. داعش بين 2014 -2017

11 يونيو/حزيران 2014, نسبت -لما سمية بتنظيم الدولة الإسلامية بعد أن رفض القاعدة والذراع السوري تسمية الدولة الإسلامية في العراق والشام-  السيطرة السريعة على الموصل ثم تلتها أجزاء كبيرة من محافظة صلاح الدين.

تموز/يوليو 2014 أطلقت الحكومة العراقية أول حملة عسكرية لتحرير محافظة ديالى؛ إذ نفذت ما يقارب أكثر من 50 عملية عسكرية لتحرير كامل المحافظة. 

11 سبتمبر/أيلول 2014 عقد اجتماع بجدة ضم وزراء خارجية مصر والأردن والعراق ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، وأعلنت هذه الدول دعمها لإنشاء تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة، وبعده بأيام بدأ التحالف بقصف مواقع التنظيم في كل من سوريا والعراق.

11 مارس/آذار 2015 بدأ الجيش العراقي عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة تكريت من سيطرة تنظيم "داعش" ثم تمكن الجيش من دخول كافة أحيائها ووصول تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية.

17 مايو 2015 تمكن تنظيم "داعش" من السيطرة بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار بعد انسحاب قوات الجيش من المدينة.

في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2015 تمكنت القوات العراقية والحشد الشعبي من تحرير كامل قضاء بيجي بما في ذلك مصفاة بيجي والنواحي التابعة له.

 30 كانون الأول/ديسمبر 2015، قام رئيس الوزراء العراقي بزيارة الرمادي ورفع العلم العراقي في المجمع الحكومي. 

في 2016 وضح رئيس الوزراء العراقي حينها حيدر العبادي أن التنظيم لا يسيطر إلا على 14% من أراضي العراق عقب عامين من السيطرة على ثلث مساحة العراق.

17 تشرين الأول/أكتوبر 2016 أطلقت القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة التنظيم بمشاركة 45 ألفا من القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي والحشد الوطني السني، إلى جانب دعم التحالف الدولي والبشمركة.

تموز/يوليو 2017 أعلنت القوات العراقية استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي. 

كانون الأول/ديسمبر 2017، السلطات العراقية تعلن تحرير جميع الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".

نشاط داعش عقب 2017

تلاشي "داعش" وخلافته مطلع 2018 لم ينهي تواجده بل دفع ببعض خلاياه إلى التراجع لجيوب وأوكار بمناطق متفرقة من العراق ما جعل منه سببًا بيد القوات العراقية المقربة والمشتركة مع قوات التحالف الدولي والتي تسعى لإطالة فترة بقاء قوات التحالف إلى حين إنهاء تواجد التنظيم، ما خلق أزمة بين أجزاء من القوات الأمنية والفصائل والمليشيات المطالبة بخروج "التحالف" من العراق؛ إذ رجحت قوات التحالف كفة الأجهزة الأمنية مقابل أضعاف سطوة الفصائل لتخلق "داعش" بذلك فصلا آخر من الصراع الداخلي في العراق.

كيف يحصل "داعش" على السلاح؟ 

اكتسب تنظيم "داعش" السلاح والمعدات من مصادر متعددة خلال فترة نشاطه :

1- الاستيلاء: استولى تنظيم "داعش" على مخازن أسلحة ومعدات تابعة للجيش العراقي والسوري بعد سيطرته على مناطق واسعة في البلدين كما استولى على أسلحة ومعدات من الجماعات المعارضة والفصائل الأخرى في المنطقة.

2- التهريب: تسللت أسلحة ومعدات عبر الحدود من دول مجاورة، مثل تركيا وإيران، فضلا عن دول أخرى وكانت هذه الأسلحة والمعدات تأتي عبر شبكات تهريب تديرها جماعات متطرفة ومهربين.

3- الشراء غير المباشر: قام تنظيم "داعش" بشراء أسلحة ومعدات من السوق السوداء أو عن طريق وسطاء يتعاملون مع بعض الدول والجماعات المتورطة في التجارة غير المشروعة للأسلحة.

4- الإنتاج المحلي: قام تنظيم "داعش" بإنتاج بعض الأسلحة والمعدات بشكل محلي، بما في ذلك المتفجرات والألغام الأرضية والطائرات بدون طيار، باستخدام مواد ومكونات متوفرة في المنطقة.

وزود "داعش" بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة عبر الطرق التي كان يعتمدها منها سلاح كلاشنكوف AK 47  وقاذفة صواريخ RpG 7 ورشاش PKC وسلاح الهاون والميكنايتين 40 ملم، فضلا عن الطائرات المسيرة والعربات العسكرية التي استولى عليها من الجيش العراقي.

كما شكلت البنادق الهجومية من عيار 39 x 62.7 ملم  نحو 60-75% من أسلحة التنظيم المستخدمة في العراق وسوريا في حين استعمل بنادق رشاشة من عيار 62.7 x R54 ملم بنسبة 10% وأسلحة رشاشة خفيفة من عيار 39 x 62.7 ملم بنسبة 10% وقاذفات صواريخ من عيار 40 ملم (نوع 7-RPG) بنسبة 5% وبنادق قصيرة هجومية من عيار 56.5 x 45 ملم بنسبة 3%. 

 

اخترنا لك