صورة الخبر

01:27:42 2024-12-11 : اخر تحديث

17:40:48 2024-07-18 : نشر في

في ذكرى قبولها القرار.. هل تلقت إيران دعما "إسرائيليا" خلال حربها ضد العراق؟

حجم الخط

سعد عواد ـ شبكة الساعة

تمر اليوم الخميس الموافق لـ 18 تموز، الذكرى الـ 36 على موافقة إيران على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 598 لسنة 1987، والذي نص على وقف فوري لإطلاق النار بين العراق وإيران وإعادة أسرى الحرب إلى وطنهم، وانسحاب الطرفين إلى الحدود الدولية لتنتهي الحرب العراقية – الإيرانية والتي استمرت لثماني سنوات، ووصفت بأنها أطول حروب القرن العشرين.

وشهدت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت من عام 1980 إلى عام 1988، تحالفات غير متوقعة بين دول وجهات غالبًا ما تُعد أعداء، ومن بين هذه التحالفات، يبرز التعاون السري بين إيران وإسرائيل، اللذين كانا يدعيان العداء.

ومنذ تولي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، الخميني، السلطة، أعلن علانية عن موقفه المعارض للاحتلال الإسرائيلي، بينما تواصلت شحنات الأسلحة وقطع غيار الطائرات الحربية الدخول سراً إلى إيران قادمة من "إسرائيل" بعد اندلاع الحرب بأشهر، بحسب شبكة "بي بي سي".

وبينما تنفي إيران حصولها على دعم عسكري من "إسرائيل"، فإن مسؤولين إسرائيليين وإيرانيين أكدوه.

ويقول الدبلوماسي الإيراني السابق منصور فارهانج في دراسة بعنوان العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، نشرت عام 1989، واطلعت عليها شبكة "الساعة" إن "حسابات الواقع هي التي فرضت على طهران اللجوء إلى إسرائيل، فإيران التي كانت تخوض حرباً ضد العراق بداية من عام 1980 كانت بحاجة ماسة إلى قطع غيار للطائرات والمعدات العسكرية الأمريكية التي كان نظام الشاه قد اشتراها من واشنطن".

وأضاف أن "الولايات المتحدة كانت قد قطعت علاقاتها مع إيران على خلفية احتجاز رهائن أمريكيين في طهران، فلم يكن أمام النظام الإيراني سوى اللجوء إلى إسرائيل، خاصة وأن حكام الخليج كانوا غير مرحبين بشعارات الثورة الإسلامية التي رفعها الخميني في إيران".

بدوره، يرى الأكاديمي الإيراني تريتا بارسي في كتابه "التحالف الغادر: التعاملات السرية لإسرائيل وإيران والولايات المتحدة"، أن "صناع القرار في إسرائيل عدّوا العراق الخطر الأكبر في ظل التقدم الذي حققه الجيش العراقي في ساحات المعارك بينما كانت إسرائيل تأمل في أن يحدث تغيير في النظام الحاكم في طهران، يعيد إيران إلى السياسات التي كانت تتبعها في عهد الشاه".

وأشارت العديد من التصريحات الرسمية وغير الرسمية إلى رغبة "إسرائيل" في مساعدة إيران في الحرب شريطة التخلي عن سياستها العدوانية تجاهها.

ونقل الأكاديمي، سامي عبد الحافظ القيسي، في دراسة اطلعت عليها شبكة "الساعة" عن قائد المنطقة الجنوبية لإسرائيل دان شمرون، قائلاً إن "الحرب العراقية الإيرانية في صالح إسرائيل نظرًا لأنها ستدفع العراق بتوجيه كل قوته نحو الحدود الإيرانية، وأنه بغض النظر عن النظام الحاكم في إيران إلا أنه يجب مساعدته".

واستشهد القيسي ايضاً بتصريح المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ديفيد كيمحي، أن "مصلحة إسرائيل تكمن في أن يكون الجيش الإيراني قويًا للقضاء على العراق عدوهما المشترك، وأن الخميني إذا تمكن من تصدير ثورته وزرع الاضطراب في الدول العربية فإن ذلك بالتأكيد سيخدم إسرائيل".

من جانبه، أكد رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، أمنون شاهاك، في تصريح لصحيفة اللوموند الفرنسية، أن "انتصار العراق على إيران في هذه الحرب يعد كابوسًا بالنسبة لإسرائيل، ولذا سعت إسرائيل لتكوين شبكة اتصالات سرية لدعم إيران بالسلاح للوقوف في وجه العراق".

ويروي الصحفي الأمريكي، جون كولي، تفاصيل عملية تزويد "إسرائيل" لـإيران بالأسلحة قائلاً: "في الخامس من أكتوبر أنشأت الحكومة الإيرانية شركة (انتربارتس) بهدف شراء العتاد الحربي للجيش الإيراني من الأسواق العالمية، علاوة على إنشاء شركة أخرى في أثينا أدارها تاجر سلاح لبناني يدعى أحمد حيدي خولته وزارة الدفاع الإيرانية شراء المعدات العسكرية نيابة عنها".

وأضاف أن "إيران أنشأت شبكة معقدة للغاية لتحويل الأموال من فرع البنك المركزي الإيراني في باريس بنك ملتي إيران إلى بنك البحر الأبيض المتوسط في باريس أيضًا"، مشيراً إلى "تولي القائم بالأعمال الإيراني في مدريد محمد باهنام مهمة توثيق ما يتم شراؤه من أسلحة إسرائيلية وغيرها وإصدار شهادات مزورة لها".

وأشار الكاتب جلال الزناتي، في كتابه "العلاقات الخفية بين إيران وإسرائيل" واطلعت عليه شبكة "الساعة" إلى أن "سقوط الطائرة الأرجنتينية التي كان يقودها طيار إسكتلندي الجنسية من طراز كنادير سي إل 44 قرب الحدود الأرمينية التركية على يد الدفاعات السوفيتية في 18 من تموز/يوليو 1981م خلال عودتها من طهران عن حجم التعاون العسكري بين إيران وإسرائيل".

وأضاف الزناتي أن "المتحدث باسم الحكومة الأرمينية أكد أن الطائرة الأرجنتينية قامت برحلتين قبل سقوطها، الأولى في 11 تموز/يوليو 1981م حيث هبطت في مطار لارنكا قادمة من تل أبيب بها 50 حاوية وزنها حوالي 6 آلاف وو750 كيلوجرام ثم اتجهت لطهران، وفي 13 من الشهر نفسه هبطت نفس الطائرة في المطار نفسه قادمة من تل أبيب ومتجهة لطهران".

وبين الأكاديمي أليستير كروك في "كتابه حكاية إيران وإسرائيل الغريبة" أنه "رغم كشف أمر الطائرة إلا أن رئيس البرلمان الإيراني رفسنجاني، أعلن بأن الطائرة الأرجنتينية كانت تقوم بنقل الأسلحة لطهران، ولكنها تحطمت خلال عودتها بعد أن أفرغت حمولتها".

وبعد أن سقطت الطائرة نصحت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، "سي آي أي" في وثيقة رفعت عنها السرية عام 2012 قائلةً: "يتعين على إسرائيل البحث عن سُبل أخرى لنقل السلاح لإيران".

من جانبه، كشف وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو، في مقابلة صحفية، أنه "خلال حرب إيران والعراق 1980 - 1988 كانت إسرائيل هي المورد والمزود الغربي الوحيد والموثوق لأسلحة إيران، والطرفان لم ينفيا هذه المعلومة".

وأكمل قائلاً: "إيران وإسرائيل نسقتا وتعاونتا مباشرة في المجالات العسكرية والاستخباراتية لتدمير العراق خلال الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينيات، حيث بلغت الصادرات الإسرائيلية من السلاح لإيران حينها ما قيمته ملياري دولار".

وأضاف سترو: أن "إسرائيل منحت إيران معلومات عن مواقع عسكرية في غربي العراق، وقامت إيران بقصفها، وإيران بدورها قدمت لإسرائيل الكثير من الصور لمفاعل تموز النووي العراقي، فقامت تل أبيب بتدميره".

اخترنا لك