20:40:07 2024-12-10 : اخر تحديث
10:59:33 2024-06-21 : نشر في
فريق التحرير- شبكة الساعة
تصعيد جديد تشهده الساحة العراقية بين الولايات المتحدة الأمريكية والفصائل العراقية المسلحة القريبة من إيران، إذ بدت ملامح هذا التصعيد خلال الأسبوع الأخير من خلال تصريحات المرشحة لإدارة سفارة واشنطن في بغداد والردود عليها وإدراج أمريكا لفصائل مسلحة ضمن قوائم الإرهاب، ثم تهديد ما تعرف بتنسيقية فصائل "المقاومة" الوجود الأمريكي بعد انتهاء المهلة المقررة لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
آخر التطورات في التوتر الجديد أعلنتها ما تسمى تنسيقية المقاومة العراقية عبر تبني كافة الخيارات للتعامل مع بقاء القوات الأمريكية في العراق وعدم جدولة انسحابها طيلة فترة التهدئة الماضية.
وبحسب بيان لها فقد "عقدت تنسيقية المقاومة العراقية اجتماعاً استثنائياً لمناقشة الأحداث في المنطقة عموماً وفي العراق على وجه الخصوص".
وأضافت في بيانها الذي ورد لشبكة "الساعة": إن "المقاومة دأبت على الوضوح في مواقفها، والشفافية في بياناتها، لإطلاع الشعب العراقية على ما يدور حوله من أحداث".
وتابعت أنها "ناقشت الفرصة التي منحتها للحكومة -قبل أكثر من 4 أشهر-والمتضمنة جدولة انسحاب الوجود الأمريكي من العراق"، وأشارت إلى أن المجتمعين أكدوا على "ضرورة الاستمرار بالسير لتحقيق سيادة البلاد، بعد مماطلة الجانب الأمريكي وتعنته، واصفة وجود القوات الأمريكية بالاحتلال للأرض العراقية واستباحة سمائها والتحكم بقرار البلاد الأمني والاقتصادي والتدخل بالشأن العراقي بكل استهتار وغطرسة".
وتابعت أن "الشعب العراقي، ومقاومته قادرون ومصرون على إنهاء هذا الملف وإغلاقه، باستعمال كافة السُبل المتاحة، لإعادة الأمن والاستقرار، وتحقيق السيادة الكاملة"، بحسب نص البيان.
يأتي ذلك، في إطار التصعيد على خلفية تصريحات المرشحة لمنصب السفيرة الأمريكي في العراق تريسي جاكوبسون التي أدلت بها أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية وأكدت فيها تعهدها بضرورة الحد من نفوذ "الميليشيات" المتحالفة مع إيران والتي تشكل خطراً كبيراً على مستقبل العراق، وفق قولها.
وقالت جاكويسون إن "إيران ممثل خبيث في العراق ومزعزع لاستقرار المنطقة وواشنطن تدرك أن التهديد الرئيس للعراق هو الميليشيات المتحالفة مع إيران".
وشددت على أنها "لن تسمح لإيران باستخدام الغاز المورد لتشغيل المحطات سلاحًا ضد العراق"، معتبرة أن "الفصائل المدعومة من إيران تشكل خطرًا كبيرًا على استقرار العراق، متعهدة بالعمل بكل الوسائل السياسية المتاحة للتصدي لهذا التهديد وتحجيم النفوذ الإيراني".
تصريحات مفاجئة
وفاجأت تصريحات مرشحة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب السفير في العراق الأوساط العراقية الرسمية والسياسية، إذ يرى مراقبون أن تلك التصريحات تعكس تحولا في السياسة الأمريكية تجاه الفصائل المسلحة والنفوذ الإيراني في المنطقة خلال المرحلة المقبلة.
الخبير الأمني سرمد البياتي قال في حديث لشبكة "الساعة": إن "خطاب تريسي جاكوبسون أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي كان متشدداً ولا نعلم أن كان يعكس وجه السياسة الأمريكية المقبلة في العراق".
وأضاف البياتي: أن "العراق لديه أيضاً فصائل مسلحة ولذلك فان الصِدام بين الفصائل وبين أمريكا واقع لا محالة في المستقبل القريب بناءً على كلام المرشحة لمنصب السفيرة الأمريكية في بغداد وهي تحدثت بوضوح عن القضاء عن ما أسمتهم بالميليشيات وتوجيه ضربات لهم إذا كانوا يشكلون مصدر خطر".
وأشار إلى أنه "من المفترض وجود هدنة بين الولايات المتحدة والفصائل وإن كانت غير معلنة، مؤكداً أن "خطاب جاكوبسون شكل صدمة ولا نعلم هل خطابها يمثل خطاب أمريكا الجديد كما لا نعلم أيضاً الوضع بالنسبة إلى اللجنة الثنائية بين العراق وأمريكا ونحن نتكلم عن تهديدات داعش وتعزيز القدرات العراقية وزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وتوقيع اتفاقيات للتسليح وغيرها".
تحول في السياسة الأمريكية
من جانبه أكد الباحث في معهد الشرق الأوسط سمير تقي أن اعتبار كلمة المرشحة لمنصب السفيرة الامريكية تريسي جاكوبسون بأنها كلمة شخصية غير صحيح على الإطلاق بل هي تمثل عملياً تحولات طارئة قد تبلورت بشكل متصاعد في وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال تقي في حديث لشبكة "الساعة": إن "جاكوبسون قد بلورت التحولات بشأن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الموجهة للعراق في رسالتها وشهادتها أمام الكونغرس، وبالتالي هذا لا يعكس رأيها ومزاجها الشخصي، كما أن اختيار جاكوبسون لتولي مهام السفير في العراق يعني هناك اهتمام في الملف العراقي أكثر من السابق.
وأضاف أن "جاكوبسون تتميز بطبيعة إجرائية ولديها الخبرة في العمل الدبلوماسي والرؤية الاستراتيجية للولايات المتحدة وبما يتعلق بالعراق والشرق الأوسط بشكل عام، فهناك تحول إضافي في سياسة أمريكا وخاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في غزة".
وتابع تقي: أنه "في الماضي كان يعتقد أنه يمكن تطويع السلوك الإيراني عبر هوامش من التفاوض، وما يتضح الآن أن هذه التوافقات مع أطراف إيرانية لم تعد قادرة على ضبط الأمن في المنطقة والأمر يسير لإعطاء أهمية لأذرع إيران فيها".
الفصائل تتوعد
تنوعت الردود العراقية بين الدبلوماسية والتهديد العسكري، وهو ما أكدته حركة النجباء التي توعدت بتوجيه الصفعات على الأنوف في إشارة للوجود الأمريكي.
وقال رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء علي الأسدي في تغريدة على منصة "X" مخاطبا السفيرة الجديدة "عليكِ أن تعي وتعلمي أن الأيام بيننا ولن تكون صفعاتنا القادمة إلا على الأنوف، وسترين لمن كلمة الفصل".
واتهم الأسدي: "السياسيين العراقيين بالتخبط والانجرار وراء المطامع والانتهاكات الأميركية، والتغافل عن حماية سيادة واستقلال العراق"، وفق قوله.
من جهتها عدت كتلة الصادقون البرلمانية، الممثل لحركة العصائب تصريحات المرشحة لمنصب سفيرة واشنطن في بغداد استفزازاً للعراق.
وأكدت في بيان أن "تصريحات السفيرة تجاوز سافر لأساس العلاقات الدولية، وهي تمثل استخفافاً بدور العراق الإقليمي وقدرته على تحديد أولويات سياسته الخارجية"، مشددة على "رفضها لأي وجود لقوات قتالية أو إقامة قواعد عسكرية في البلاد".
الموقف الحكومي
من جانبها، رفضت الحكومة العراقية تصريحات السفيرة الأمريكية الجديدة وعدتها تدخلا في الشأن الداخلي العراقي.
وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الأمنية خالد اليعقوبي، في بيان نشره على منصة "X": "استمعنا لجلسة الاستماع الخاصة بالمرشحة لمنصب سفيرة واشنطن في بغداد وما فيها من عدم فهم واضح للعراق الجديد المتعافي، وتدخلاً في شؤونه الداخلية والإساءة إلى جيرانه".
وأكد اليعقوبي أن "على المرشحة أن تعي حقيقة أن جملة مما تحدثت به لا يتناسب ومهام عملها الجديد، وأن مهمتها المرتقبة محددة بالاتفاقات والمعاهدات الدولية الواضحة"، مبينا أن "بغداد تتطلع إلى أداء يعزز العلاقة الجيدة بين البلدين، خصوصاً أن البلدين مقبلان على علاقات ثنائية تصون التضحيات التي قدمت للانتصار على الإرهاب".
هل يحق للعراق رفض السفيرة الأمريكية؟
الخبير القانوني علي التميمي أوضح أن العراق له الحق في رفض قبول السفراء غير المرغوب فيهم، بسبب تصريحاتهم التي قد تهدد السلم الأهلي في البلاد المضيفة.
وفقًا لتحليل التميمي، فإن تصريحات جاكوبسون تجاوزت الكثير من الأعراف الدبلوماسية، وبناءً على ذلك، يحق للعراق رفض قبولها سفيرةً للولايات المتحدة في بغداد، استنادًا إلى المادة 9 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، هذه المادة تمنح الدولة المضيفة الحق في إعلان أي دبلوماسي "غير مرغوب فيه" في أراضيها، وطلب استدعائه من قبل الدولة المرسلة.
وأشار التميمي إلى أن "العراق يملك الحق في هذا الملف بموجب اتفاقية فيينا والاتفاقية الاستراتيجية الأمريكية-العراقية لعام 2008، والتي تنظم العلاقات بين البلدين".
من هي السفيرة الجديدة؟
وفي 26 يناير/ كانون الثاني 2024، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن نيته ترشيح تريسي جاكوبسون، لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة للولايات المتحدة الأمريكية لدى جمهورية العراق ، بدلا عن الينا رومانسكي.
ولدت تريسي جاكوبسون عام 1965 وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز ودرجة الماجستير من كلية العلوم الدولية المتقدمة بنفس الجامعة.
حصلت على العديد من الجوائز في وزارة الخارجية الأمريكية لنجاحها في مهامها، منها جائزتان رئاسيتان، ووسام ابراهيم روكوفا للسلام والديمقراطية والانسانية في كوسوفو.
تريسي جاكوبسون وهي عضو محترف في الخدمة الخارجية العليا، من فئة وزير محترف، شغلت مؤخراً منصب القائم بالأعمال المؤقت في سفارة الولايات المتحدة في أديس أبابا، إثيوبيا، وعلى مدار مسيرتها المهنية، كانت سفيرة الولايات المتحدة في 3 مناسبات – في طاجيكستان وتركمانستان وكوسوفو، ونائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في ريجا، لاتفيا.
بالإضافة إلى الأدوار القيادية العليا في الخارج، شغل جاكوبسون منصب النائب الرئيسي لمساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون المنظمات الدولية بوزارة الخارجية وعميد مركز تدريب الشؤون الخارجية الوطني (FSI) لكلية الدراسات المهنية ودراسات المناطق ثم نائبًا مخرج، وفي مجلس الأمن القومي، كانت جاكوبسون نائب الأمين التنفيذي والمدير الأول للإدارة.
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم