-->

2024-05-09 10:58:39

أبرزها الأمن وانتخابات برلمان كردستان.. هل عاد بارزاني من إيران بحلول لمشاكل الإقليم؟

سيف العبيدي ـ شبكة الساعة

+ حجم الخط -

حملت زيارة رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني إلى إيران العديد من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية المهمة والتي لم تحسم خلال السنوات الماضية بسبب توتر العلاقة بين الطرفين.

الزيارة الأخيرة لبارزاني إلى إيران هي الأولى منذ القصف الإيراني على أربيل مطلع العام الجاري، والرابعة خلال الأعوام العشرة الماضية.

واختتم بارزاني الزيارة الثلاثاء بعد أن استمرت ليومين، وبدأت بلقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ليعقبها لقاء مع المرشد الإيراني علي خامنئي الذي تحسب له القرارات المصيرية والرئيسية لطهران، مكملاً بعدها مباحثات مع أركان الحكومة والأمن والسلطة التشريعية.

وجاءت الزيارة بعد جولة مباحثات موسعة أجراها بارزاني مع القادة السياسيين في بغداد، كما تأتي بعد زيارة الرئيس التركي إلى بغداد وأربيل الشهر المنصرم، في زيارة اعتبرت تاريخية.

 

مرحلة جديدة من العلاقات

وأكد رئيس الإقليم في مؤتمر صحفي قبيل عودته إلى أربيل أن الزيارة بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين إيران وإقليم كردستان.

وأكد بارزاني أن "إقليم كردستان يرى أن العلاقات مع إيران مهمة للغاية"، واصفا تلك العلاقات بأنها "تاريخية لوجود مشتركات عديدة بين الجانبين منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية ولغاية الآن".

وأضاف أن "إيران كانت دائما داعمة ومساندة لنا في المراحل الصعبة"، وبين أن "هناك بعض المشاكل بين الجانبين لكن المهم أن تبذل الجهود من أجل حلها"، مشيرا إلى "وجود إرادة جدية لمعالجة المشاكل القائمة"، لافتا إلى أن "إقليم كردستان يريد أن يبقى عاملا لاستتباب الاستقرار والأمن في المنطقة، وهذه السياسة مترسخة لدى الإقليم".

 

توتر سابق

وشهدت العلاقات بين إقليم كردستان العراق وإيران توترا خلال السنوات الماضية، نتيجة للعمليات العسكرية التي شنتها الأخيرة في مناطق كردستان العراق لملاحقة الأحزاب الإيرانية الكردية المعارضة، إلى جانب القصف الإيراني على مواقع في أربيل بذريعة استهداف مواقع للموساد الإسرائيلي.

وتتهم سلطات إقليم كردستان فصائل عراقية موالية لإيران بشن هجمات متكررة ضد الإقليم، في حين ترى أوساط في كردستان أن عدم حسم الخلافات بين بغداد وأربيل في ملفات عديدة يرجع إلى عدم رضوخ الحزب الديمقراطي الكردستاني للجانب الإيراني على الرغم من العلاقة القوية بين الجانبين.

 

لقاء خامنئي

وأكد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني أن زيارة رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، لطهران ستُمثّل انعطافه مهمّة في علاقة الإقليم بإيران بعد سنوات من البرود.

والتقى بارزاني خلال الزيارة بالقائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، وبحسب بيان لرئاسة الإقليم فإن "الجانبين شدّدا على أهميّة مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنيّة في إيران مع العراق والإقليم للحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود، ومكافحة التهديدات الأمنيّة من أيّ جانب".

وعقب لقاء بارزاني بالمرشد الإيراني علي خامنئي كتب رئيس إقليم كردستان على منصة "X" باللغة الفارسية التي يتقنها جيدا بعد أن أمضى سنوات من حياته في إيران: "تشرفت بلقاء القائد المعظم للجمهورية الإسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي في طهران.. أكدت خلال اللقاء على استعداد العراق وإقليم كردستان لتعزيز العلاقة مع إيران على كافة الصعد".

 

استقبال في صالة المسؤولين الإيرانيين!

واللافت في لقاء بارزاني بالمرشد الإيراني أن الأخير استقبل ضيفه في الصالة المخصصة لاستقبال المسؤولين الإيرانيين بدلا من القاعة المخصصة لاستقبال الضيوف الأجانب.

وقال المتحدث الأسبق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري أن "هذه الخطوة تدل على أن مكانة أكراد العراق أعلى من علاقة الجيرة، بل أكثر قربا، وهو كذلك بالفعل، فالأكراد من أقدم سكان الهضبة الإيرانية، إنه إجراء ذكي وجميل ومحمود ومفعم بالأمل"، حسب تعبيره.

 

الأمن والاقتصاد

وركزت زيارة بارزاني على ملفات الأمن بالدرجة الأساس، كما بحثت عن حلول سياسية تواجه الإقليم داخل العراق إلى جانب الوضع الاقتصادي.

الكاتب والمحلل السياسي المقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد زنكنة أكد أن "زيارة بارزاني نجحت في تحقيق تقدم لحل المشاكل مع الجانب الإيراني ولا سيما تلك المتعلقة بملف السيادة والأمن وضبط الحدود بين العراق وإيران".

وأوضح زنكنة أن "إقليم كردستان لا ينسى موقف إيران الداعم لأحزابه خلال سنوات المعارضة في ظل النظام السابق، حيث كانت مأوى لها في تلك الحقبة"، وأشار إلى "إيران بعد التغيير في العراق عام 2003 حاولت فرض إرادتها على الواقع العراقي وهو ما حصل من خلال الأحزاب المعارضة في إشارة إلى الأحزاب والقوى الشيعية، ولكن الحزب الديمقراطي رفض أن يكون خاضعا للشروط والإدارة الإيرانية ما تسبب بالعديد من المشاكل بين الجانبين".

ولفت إلى أن "السنوات الماضية شهدت توتر العلاقات بين الإقليم وإيران بسبب التعنت الإيراني والذي أدى إلى جملة مشاكل ما كان ينبغي أن تحصل".

وأضاف أن "إيران شعرت بقوة الحزب الديمقراطي واقتنعت بضرورة حل الخلافات مع الإقليم ولا سيما عقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أربيل".

وبين زنكنة أن "زيارة بارزاني ركزت على الجانب الأمني وضبط الحدود خاصة وأن إيران ما تزال تشعر بالخطر من وجود الأحزاب المعارضة على الشريط الحدودي"، منوها إلى أن "الزيارة حققت نجاحا في هذا المجال وسيظهر ذلك قريبا من خلال الكشف عن اتفاقيات وتفاهمات أبرمت بين الطرفين على المستوى الأمني".

كما أشار إلى أن "التقارب التركي مع إقليم كردستان دفع إيران أيضا للتوجه نحو حل الخلافات مع أربيل، وذلك لضمان عودة العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، حيث تخشى إيران انفراد تركيا اقتصاديا في العلاقة مع كردستان".

 

تأمين الحدود وتأجيل الانتخابات

رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري أكد أن زيارة رئيس إقليم كردستان إلى إيران زيارة أمنية بامتياز لحل جملة من الخلافات، وأبرزها وجود المعارضة الإيرانية قرب الحدود، وملف الهجمات الصاروخية التي يتعرض لها الإقليم بشكل متكرر، إلى جانب البحث عن حلول سياسية لمشكلة انتخابات برلمان الإقليم وتقسيم كردستان إلى إدارتين بسبب خلاف الديمقراطي والاتحاد الوطني.

وقال الشمري في حديث لشبكة "الساعة": إن "الجانب الأمني هو الصفة الأولى لزيارة رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني إلى إيران"، مبيناً أن "هذا الملف يتضمن النقاش بشأن الهجمات التي تستهدف الإقليم بالصواريخ والطائرات المسيرة والتي تستهدف عصب الاقتصاد في كردستان من خلال استهداف المنشآت الغازية والنفطية".

وأضاف أن "تنفيذ الاتفاق الأمني بين العراق وإيران بشأن تأمين الشريط الحدودي والذي تنظر إليه إيران إلى الآن بقلق كبير يعد من أهم الملفات التي واجهها بارزاني على اعتبار أن الاحزاب المعارضة الإيرانية لم تنتقل إلى مناطق بعيدة عن الشريط الحدودي لغاية الآن".

وتابع الشمري أن "السلطات العراقية يبدو أنها من حفزت بارزاني خلال زيارته لبغداد على الحديث بشكل مباشر مع الجانب الإيراني لحل المشاكل الأمنية المتعلقة بوجود المعارضة الإيرانية على الحدود من جهة والهجمات الصاروخية التي تستهدف كردستان من جهة أخرى".

وأشار الشمري إلى أن "الخلافات السياسية داخل الإقليم بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني ودفع الاتحاد نحو إنشاء إدارتين في الإقليم دفعت بارزاني أيضا لبحث هذا الملف في إيران في محاولة منه للحصول على موقف إيراني ضاغط على الاتحاد لتجنب هذا الموضوع، وكذلك تأجيل انتخابات برلمان إقليم كردستان".

اخترنا لك