صورة الخبر

18:51:04 2024-12-10 : اخر تحديث

08:29:43 2024-04-02 : نشر في

مقرات الكرادة تفاقم الاختناقات المروية في بغداد.. هل ستفتح الشوارع المغلقة قريبا؟

حجم الخط

فريق التحرير- شبكة الساعة

أطلقت الحكومة العراقية عددا من المشاريع وفرضت جملة إجراءات للحد من الازدحامات المرورية التي خنقت العاصمة بغداد وباتت معضلة أرقت البغدادين وأثرت سلبا على أعمالهم وأرزاقهم وحياتهم العامة.

وشرعت الحكومة العراقة بحزمة مشروعات لفك الاختناقات وبدأت في تنفيذ الحزمة الأولى قبل أشهر، وتمثلت في إنشاء عدد من الجسور والأنفاق في التقاطعات المرورية.

وافتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، العام الماضي مشروع توسعة ساحة النسور، وهي من الساحات الرئيسية في وسط بغداد، ضمن حزم مشروعات فك الاختناقات المرورية، وتتضمن هذه الحزمة إنشاء 3 أنفاق وجسرين.

كما أعلن مجلس الوزراء الأسبوع الماضي تغيير توقيتات الدوام في مؤسسات ودوائر ووزارات الدولة، من أجل المساهمة في تخفيف الزخم المروري في ساعات الذروة، وتوزيعها على أوقات عدة.

كما تسعى السلطات إلى فتح الطرق المغلقة لاسيما الحيوية منها، والتي أغلقتها قبل سنوات أحزاب وجماعات متنفذة ولم تفتحها لغاية اليوم.

 

مقرات الحكيم والعامري والزيدي

ومن بينها تلك الطرق المغلقة طريق سدة الناظمية والذي يبدأ من نادي الفروسية إلى سدة الناظمية والذي أغلق بسبب وجود مقرات سياسية وحزبية تابعة لتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري وكتائب الإمام علي بزعامة شبل الزيدي، كما أغلق الطريق المذكور بسبب وجود القصر الحكومي ورئاسة الجمهورية ومقرات لسفارات ومؤسسات أمنية.

وحسب كتاب مسرب صادر عن مجلس الوزراء بتاريخ الخامس من آذار / مارس الماضي، فإن المجلس يتقدم بطلب إلى رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم للموافقة على فتح أحد ممري طريق سدة الناظمية بمنطقة الكرادة وسط بغداد والمؤدي إلى جامعة بغداد.

وأشار الكتاب إلى أن الغاية من فتح أحد جانبي الطريق هو تسهيل مرور الطلبة والموظفين في جامعة بغداد والذين يزيد عددهم عن مئة ألف، بواقع 73 ألف طالب دراسات أولية، و14 ألف طالب دراسات عليا، و 6 آلاف موظف و 7 آلاف تدريسي.

 

وثيقة مسربة تثير الخلاف

وكشفت مصادر خاصة إلى أن محتوى الكتاب وتسريبه للإعلام تسبب بخلافات بين أطراف الإطار التنسيقي الحاكم، لاسيما بين الحكيم والزيدي من جهة ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني من جهة.

وأكدت المصادر أن جلسة خاصة في منزل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي جمعت معظم قادة الإطار مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمناقشة قضية فتح الطريق، لكنَّها انتهت بخصومة بين أطراف الإطار.

وأشارت إلى أن الحكيم ألقى باللائمة على رئاسة الوزراء التي سرَّبت كتاباً من هذا النوع لوسائل الإعلام، وغادر زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي الاجتماع غاضباً، فيما كان شبل الزيدي، زعيم كتائب الإمام علي، من بين أبرز المعترضين.

ويقيم الحكيم في منزل وزير الخارجية الأسبق طارق عزيز الذي يقع على طريق في منطقة الجادرية التي أُغلقت لـدواعٍ أمنية منذ سنوات طويلة، ما يمنع حركة مرور السيارات من هناك، فيما تربط الطريق مباني جامعة بغداد ببقية المناطق القريبة والبعيدة منها.

 

تعاون تام

لكن المنسق الأمني لمشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد اللواء جاسم يحيى الزبيدي، أكد التعاون التام من قبل جميع المؤسسات والجهات الحكومية والسياسية، التي لها مواقع أو مقارّ للعمل في منطقة الجادرية.

وقال الزبيدي في بيان: إن "لجنة فك الاختناقات المرورية في بغداد وجدت التعاون التام من قبل جميع المؤسسات والجهات الحكومية والسياسية، التي لها مواقع أو مقارّ للعمل في منطقة الجادرية، خصوصاً على جانبي الطرق المقصود فتحها".

وأوضح الزبيدي أن "مختلف هذه الجهات أبدت استعدادها لتنفيذ التغييرات المطلوبة، ومنها ما ورد في أحد التوجيهات التي تخصّ فتح طريق سدة الناظمية، بما يخدم مرور المواطنين من قاصدي حرم جامعة بغداد أو المناطق المحيطة برئاسة الجامعة".

 

الحكمة تعلق

وفي أول تعليق رسمي صدر عن تيار الحكمة، أكد القيادي في التيار حسن فدعم، وصف ما أثير مؤخرا بأنه ورقة للتسقيط السياسي.

وقال فدعم في تصريح تابعته "الساعة": إن "الموضوع المطروح خلاف الواقع والحقيقة، ودائما يستخدم كورقة للتسقيط السياسي، والشارع الذي يشار إليه فيه رئاسة الجمهورية والقصر الحكومي ومقرات لسفارات ومؤسسات أمنية وشخصيات سياسية أخرى، وهو مغلق منذ العام 2003 لدواع أمنية".

وأضاف: أن "المنطقة سبق وأن تم استهدافها في يوم واحد عام 2006 بعدد من المفخخات وصل إلى 11 سيارة مفخخة، ولم تغلق من قبل طرف سياسي بل أُغلقت أمنياً، من قبل جهات أمنية، شأنها شأن مقرات وسفارات وشوارع لا زالت مغلقة في جانب المنطقة الخضراء وغيرها".

وتابع: أن "الشوارع الخاصة بوزارة الدفاع، أو المؤدية الى مجلس النواب، أو شارع السفارة السعودية أو الأمريكية لا تزال مغلقة بالكامل، وهنالك سفارة لإحدى الدول الأوروبية في عرصات الهندية، أُغلق من أجلها شارع كامل، رغم أن البناية ليست لسفارة وإنما مستأجرة".

ولفت فدعم إلى أن "ما أُثير يهدف الى التسقيط السياسي، وجاء بعد زيارة الحكيم الناجحة والمهمة الى المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ولوح فدعم إلى أن الحكيم لا يسجل أي اعتراض من على مضمون الكتاب في أي وقت سابق حول نفس الغرض".

 

تشكيك بفتح طريق سدة الناظمية

لكن الناشط والإعلامي البغدادي علي الخيال يشكك في افتتاح طريق سدة الناظمية قريبا، مايعني استمرار مشكلة الاختناقات المرورية في هذا الطريق وعموم منطقة الكرادة في بغداد.

وقال الخيال في حديث لشبكة "الساعة": إن "طريق سدة الناظمية أغلق بعد العام 2003، بعد أن كان مفتوحا في عهد النظام السابق رغم وجود مقرات لمسؤولين في الدولة وحزب البعث الحاكم آنذاك".

وأضاف: أن "إغلاق الطريق يأتي لصالح عمار الحكيم وشبل الزيدي وهادي العامري"، مؤكدا "عدم إمكانية فتحه مجددا دون موافقة العامري والزيدي".

وأشار إلى أن "الحكومة العراقية وبسبب تعرضها للحرج بعد رفض طلبها بفتح الشارع لجأت إلى تسريب الكتاب الموجه إلى تيار الحكمة في محاولة للضغط الإعلامي من أجل فتح الشارع والتقليل من مشكلة الاختناقات المرورية في طريق جامعة بغداد ومنطقة الكرادة، مرجحا عدم استجابة القيادات السياسية لطلب الحكومة في فتح الشارع لأنهم (القيادات) لا يرغبون بالنزول إلى رغبة المواطنين وتطلعاتهم".

 

أسباب الاختناقات وأبرز الحلول

ويضطر سكان العاصمة إلى مغادرة منازلهم قبل ساعتين أو أكثر من وقت بدء العمل سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة بسبب الازدحامات في شوارع بغداد.

ويرى المهندس المختص في مجال الطرق وهندسة المرور عمار فاضل أن جملة أمور تقف وراء مشكلة المرور في بغداد ومنها غلق الطرق بسبب المقرات الحكومية والحزبية والسفارات والمواقع الأمنية.

وقال فاضل في حديث لشبكة "الساعة": إن "أبرز المشاكل وراء الاختناقات المرورية تتمثل في الكثافة السكانية لسكان العاصمة الذين يزيد عددهم عن 11 مليونا".

وأضاف: أن "السبب الآخر هو عدد السيارات الكبير في العاصمة، حيث إن عدد السيارات وبحسب إحصائات مديرية المرور يزيد عن 4 ملايين سيارة، بينما الطاقة الاستبعابية لشوارع بغداد لا تتحمل أكثر 250 ألف مركبة".

ولفت إلى أن "غياب التخطيط الحكومي في التعامل مع تسجيل المركبات وتسقيطها، وغياب شبكات الطرق الحديثة والجديدة واقتصارها على الطرق الموجودة قبل 30 أو 40 عاما، ولد الاختناق المروري الذي تشهده بغداد اليوم".

كما نوه إلى أن "كثرة المجمعات السكنية وتركزها في بغداد فاقم من مشكلة الزخم المروري، كما خلق مشكلة خدمية، حيث أن الخدمات التي من المفترض أن تكون لـ 100 ألف في منطقة معينة أصبحت تقدم لنحو 300 ألف، وذلك يعد مشكلة كبيرة في مختلف القطاعات، كالكهرباء والماء والمجاري وغيرها من الجوانب الخدمية".

وشدد المهندس في الطرق وهندسة المرور على أن "معالجة الاختناقات المرورية يتطلب توسيع العاصمة بشكل أفقي، وإنشاء مجمعات ومدن سكنية في محيط بغداد، ونقل مؤسسات الدولة من الوزارات والجامعات إليها، إلى جانب إنشاء العديد من الطرق الجديدة والمجسرات التي من شانها فك الاختناقات داخل بغداد".

اخترنا لك