صورة الخبر

00:47:46 2024-12-11 : اخر تحديث

03:56:17 2024-03-23 : نشر في

المالكي يسعى للتقرب من الصدر.. هل يخطط للعودة إلى رئاسة الوزراء؟

حجم الخط

سيف العبيدي ـ شبكة الساعة

تميزت الساحة السياسية في العراق بحالة من الشد والجذب والخلاف والتقارب بين القوى الرئيسية الشيعية والسنية والكردية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية والبرلمانية وتشكيل الحكومات، لكن بعض الخلافات وصلت إلى نقطة اللا عودة، وهو ما يظهر في العلاقة بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، حيث يعود الخلاف بينهما لأكثر من 15 عاما بسبب انقلاب المالكي على التيار الصدري وملاحقة اتباعه بعمليات عسكرية عام 2008.

وطيلة السنوات السابقة، شهدت العلاقة بين الصدر والمالكي توترا مستمرا وصل أوجه بعد تسريب التسجيلات الصوتية للمالكي والتي هاجم فيها الصدر، الأمر الذي عده الأخير محاولة من المالكي لاغتياله.

كما فاقمت أزمة تشكيل الحكومة عقب انتخابات 2021، والخلاف بين التيار الصدري والإطار التنسيقي الذي وصل إلى حد القتال المسلح عند المنطقة الخضراء، من توتر العلاقة بين الصدر والمالكي، إذ انتهى الخلاف السابق باعتزال التيار الصدري للعمل السياسي واستقالة نوابه من البرلمان في 29 آب / أغسطس 2022 رغم حصولهم على الأغلبية فيه.

 

رسائل المالكي

لكن المالكي يحاول التقرب من زعيم التيار الصدري، وهو ما كشفته رسائل سرية منقولة إلى الصدر بغية التفاهم والعودة إلى العمل السياسي والانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها العام المقبل 2025.

صحيفة الشرق الأوسط كشفت مؤخرا عن توجيه المالكي رسائل عدة إلى الصدر عبر وسطاء تدعوه لإنهاء مقاطعة العمل السياسية والعودة للانتخابات البرلمانية المقبلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن "رسائل المالكي للصدر جاءت لسببين رئيسيين، الأول يتمثل بعدم ثقة المالكي بزعامات الإطار التنسيقي، والثاني خشيته من تحالف رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني والصدر خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة وأن المالكي أصبح على قناعة كاملة بأن الصدر سيشارك في الانتخابات المقبلة".

وقالت الصحفية نقلا عن مصادر إن "المالكي يريد الاستعداد لأسوأ سيناريو مع الإطار التنسيقي، بعدما اكتشف أن غياب ألد أعدائه لم يضمن له التوازن بوجود حلفاء غير مضمونين"، لكنها استدركت بالقول: "من المبكر القول إن مرحلة الإطار التنسيقي انتهت بالنسبة للمالكي".

وكشفت الشرق الأوسط أن "المالكي ليس الطرف الشيعي الوحيد الذي يحاول التواصل مع الصدر، حيث أن قيادات مثل عمار الحكيم وهادي العامري، طلبت منه معرفة خططه بشأن العودة إلى العملية السياسية.

وقالت الصحفية: إن "وسطاء مجهولين ينقلون حتى الآن رسائل بين (الإطار) و(التيار) بشأن تعديلات قانون الانتخابات المقبلة، لكن المفاجأة أن وجهات نظر المالكي والصدر بشأن التعديلات المقترحة قد تكون متطابقة إلى حد كبير"، وفقاً للمصادر.

 

المالكي يمد يده للتيار

زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وفي تصريحات متلفزة جدد دعوته للتيار الصدري لدخول الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما دعا إلى عودة التقارب بين التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي.

وقال المالكي: إن "دولة القانون ترحب بعودة التيار الصدري للانتخابات مجددا، وأن يده ممدودة نحو التيار لتوحيد المواقف واللقاء على المشتركات على أقل تقدير"، مبينا أن "التحالف السابق بين دولة القانون والتيار الصدري كان مفيدا للجانبين وأن الخلافات أصبحت مضرة للطرفين"، مؤكدا أن "العملية السياسية ستكون مصابة بالنقص في حال استمرار مقاطعة التيار الصدري".

وكشف المالكي رغبته بعودة التحالف بين دولة القانون والتيار الصدري من جديد، وتوقع أن يعود هذا التحالف والتقارب في الفترة المقبلة، على اعتبار أن كل الأمور واردة في العمل السياسي، حسب تعبيره.

وأشار المالكي إلى إمكانية عودته لمنصب رئاسة الوزراء، وقال إنه "لا يوجد أي عائق يمنع من عودتي للمنصب".

 

رد مؤجل

ويلتزم الصدر الصمت حتى الآن، ولم يصدر منه أي موقف حاسم بشأن مساعي المالكي التقارب معه، كما لم يحدد زعيم التيار موقفه الصريح من المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وفي أحدث التصريحات السياسية لزعيم التيار الصدري، أشاد بتماسك قاعدته الشعبية منذ انسحابه بعدما حاز مقاعد هي الأكبر بين القوى السياسية، وأثنى على القواعد الشعبية للتيار الملتزمة معه، وقال الصدر في بيان الأسبوع الماضي: "السلام على القواعد الشعبية التي صبرت وأثبتت إخلاصها بعد انسحابنا من مجلس النواب لكي لا تكون ظهراً للفاسدين".

 

التقارب مع المالكي بعيد

إلى ذلك استبعد الناشط السياسي المقرب من التيار الصدري عصام حسين أي تقارب مقبل بين التيار وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.

وقال حسين في حديث لشبكة "الساعة": إن "إنهاء مقاطعة التيار الصدري للعمل السياسي والمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة يحددها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ولغاية الآن لم يصدر أي موقف رسمي بهذا الخصوص، لكنه رجح مشاركة التيار في الانتخابات البرلمانية".

وأشار حسين إلى أنه "في العادة تحتاج جميع القوى والأحزاب السياسية إلى تحضيرات قبل عام من الانتخابات لتهيئة أمورها وتنظيم مرشحيها ومتابعة تحديث سجلات الناخبين".

وأضاف: أن "الإطار التنسيقي يشهد حالة من الصراع الداخلي، بشأن العقود الكبيرة والاستثمارات وموازنة هيئة الحشد الشعبي التي تزيد عن 2.7 مليار دولار، وإدارة الملفات الاقتصادية في البلاد"، مبينا أن "رسائل المالكي الأخير الموجة إلى زعيم التيار الصدري تعبر عن الضغط النفسي الذي يتعرض له المالكي بسبب الخلافات داخل الإطار".

وأكد حسين أن "رسائل المالكي تتحدث عن التقارب بين الإطار والتيار ولكنها في الحقيقة رسائل موجهة إلى الإطار التنسيقي لتجاوز الخلافات التي تضربه"، لافتا إلى أن "تلك الرسائل تأتي أيضا في مسعى من المالكي للتحضير للعودة إلى منصب رئاسة الوزراء من جديد لاسيما وأن المالكي عرف عنه عشقه للسلطة"، حسب وصفه.

ولفت إلى أن "عودة المالكي إلى منصب رئاسة الوزراء أمر مستبعد، لاسيما وأن سنوات حكمه الـ 8 انتهت بالكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية".

وبشأن زيارة زعيم التيار الصدري الأخيرة إلى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في مقره بمدينة النجف، قال حسين إن "اللقاء خاص ولا أحد يعلم ما هي الملفات التي طرحت في اللقاء، ونتيجة لسرية اللقاء فمن المؤكد أن تكون الملفات التي تم مناقشتها ملفات حساسة جدا وتحتاج إلى السرية التامة".

في الأثناء تتوقع مصادر سياسية من داخل الإطار التنسيقي إنهاء الصدر لمقاطعته السياسية قريبا، وعودة التيار الصدري إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأكد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي والقيادي في الإطار التنسيقي أن جميع المؤشرات تدل على أن الصدر سيشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

 

أبواب الصدر مغلقة أمام الإطار

ويؤكد ائتلاف دولة القانون أن التيار الصدري ما يزال يغلق أبوابه أمام أي حوار سياسي مع قيادات الإطار التنسيقي.

وقال عضو الائتلاف عائد الهلالي إن "التيار الصدري ما زال مصراً على موقفه بعدم إجراء أي حوار وتواصل سياسي، رغم كل المحاولات معه خلال الفترة الماضية، ولا توجد أي اجتماعات أو حوارات سرية من التيار وبعض قادة الإطار التنسيقي".

وأوضح الهلالي أن "الإطار التنسيقي يرحب بعودة التيار الصدري إلى العمل السياسي، وهو سعى من أجل ذلك، كما ندعم دخول الصدريين في أي حوارات تتعلق بالواقع السياسي أو الانتخابي المقبل، لكن حتى الآن التيار الصدري يغلق كل أبوابه ويرفض أي حوار من أي طرف سياسي، من الإطار أو خارجه". 

وأضاف أن "عودة التيار الصدري للمشهد السياسي أمر متوقع، وفي دولة القانون نتوقع أن تكون هذه العودة قبل فترة قصيرة جداً من تحديد موعد انتخابات مجلس النواب، وهذه العودة ستعيد التوازن ما بين القوى، فالتيار له ثقله الشعبي وهو ركيزة أساسية بالعملية السياسية".

 

المالكي يحاول ضرب السوداني

من جهته يرى المحلل السياسي العراقي الناصر دريد أن عودة التيار الصدري للانتخابات التشريعية العام المقبل باتت محسومة، وأشار إلى أن المالكي يحاول عبر رسائله الأخيرة الوصول إلى الصدر وقطع الطريق أمام السوداني الذي من المرجح تقاربه من زعيم التيار الصدري.

وقال دريد في حديث لشبكة "الساعة" إن "عودة التيار الصدري للعمل السياسي والانتخابات باتت محسومة، ويظهر ذلك من خلال تعبئة الصدر لجمهوره وشكرهم مؤخرا على صبرهم وثباتهم وظهوره المتكرر في الإعلام، فضلا عن زيارته الأخيرة للمرجع السيستاني في النجف"، مبينا أن "هناك رائحة صدرية بدأت تظهر وتعود للواجهة من جديد في العمل السياسي".

وأوضح أن "المالكي يحاول عبر رسائله أن يستبق أي تعاون وتقارب بين الصدر والسوداني من خلال دعوة الصدر للتحالف"، مؤكدا أن "محاولة المالكي فشلت وأحبطت مبكرا ولا سيما بعد التسريبات الصادرة من أتباع الصدر والتي ترفض التقارب مع المالكي"، مشددا على أن "الصدر لن يعود للعمل السياسي مع الإطار وخاصة تيار المالكي"، لافتا إلى أن "الصدر يسعى للحصول على الأغلبية وتشكيل الحكومة بعيدا عن المالكي وقوى الإطار، وفي حال لم يحققها فإنه سيتجه لطريق المعارضة".

اخترنا لك