2023-10-16 04:35:59

تاريخ المواجهات.. طوفان الأقصى يعيد للأذهان حقوق فلسطين المسلوبة

صحافة البيانات-شبكة الساعة

+ حجم الخط -

تجمع الشعوب العربية قضية واحدة ذات بعد ديني وقومي وإنساني، وتتسع القضية لتشمل كافة المسلمين حول العالم لكونها أرض أولى قبلتي المسلمين وثالث الحرمين الشريفين والتي احتلها اليهود سنة 1948 ساعين لتأسيس دولة لهم في أرض القدس.

تأسيس دولة لليهود أمر تبنته بريطانيا منذ مطلع القرن العشرين حتى أصدر وزير خارجية إنجلترا آرثر جيمس بلفور وعدًا باسم ملك بريطانيا لزعماء الحركة الصهيونية بتاريخ 2 تشرين الثاني 1917 بتأسيس وطن قومي لليهود بأرض فلسطين.

احتلال اليهود ورغم قوته الممتدة من دعم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية وعدد من الدول الأوروبية والغربية واجه قوة أصحاب الأرض والشعوب العربية الرافضة للاحتلال الصهيوني للأرض العربية استنادًا على وعد أعطته بريطانيا لهم.

الرفض الشعبي ترجم إلى حروب عدة كان العرب والشعب الفلسطيني طرفًا دائمًا بها ففي 1948 شنت قوات غير نظامية عربية قادها العراق حربًا على الاحتلال حرر على إثرها جيش العراق مدينة جنين إضافة إلى فرض سيطرته الكاملة على مدينة أم خالد (نتانيا)؛ ففصل بين قوات الاحتلال في الشمال والجنوب، إلا أن الحرب انتهت في 11 حزيران/يونيو 1948 عقب توسطت الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع فوافق العرب.

1967 انطلقت حرب "نكسة حزيران" التي شنها العراق ومصر وسوريا والأردن على الاحتلال الإسرائيلي إلا أنها أنتهت عقب 6 أيام باحتلال الصهاينة لقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء من الجبهة المصرية والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية من الجبهة الأردنية وهضبة الجولان من الجبهة السورية.

دخل الاحتلال الإسرائيلي هذه الحرب بـ 50 ألف جندي إضافة إلى 214 ألف جندي على مراكز الاحتياط مع 300 طائرة قتالية و800 دبابة بينما شاركت الدول العربية بقوة قوامها 240 ألف جندي من مصر و307 ألف جندي من العراق وسوريا والأردن تضم 957 طائرة قتالية وألفين و504 دبابات،  وقتل خلال هذه الحرب 983  قتيلًا و4 آلاف و517 جريحًا و15 أسيرا من الاحتلال الإسرائيلي بينما خسرت القوات العربية 23 ألفا و500 شهيد و5 آلاف و462 أسيرا. 

في الأول من تموز/يوليو 1967 انطلقت "حرب الاستنزاف" بين مصر والاحتلال الإسرائيلي في قناة السويس المصرية شاركت  مصر بقوة بلغت 15 ألف جندي مع خبراء سوفييت مقابل 275 ألف جندي (يشمل الاحتياط) إسرائيلي، وانتهت في السابع من آب/أغسطس 1970 بوقف إطلاق النار وقبول مبادرة روجرز وهي مبادرة قدمتها واشنطن في الخامس من حزيران/يونيو 1970 لإيقاف إطلاق النار بين مصر والاحتلال الإسرائيلي لمدة 90 يومًا  والدخول بمفاوضات بين الطرفين.

في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973 انطلقت حرب تشرين بين سوريا ومصر مع التحاق العراق لصفوفهم ضد الاحتلال الإسرائيلي وانتهت بتاريخ 24 من ذات الشهر بتوقيع اتفاقية فض الاشتباك الأولى وانسحاب القوات الإسرائيلية من غرب قناة السويس إلى شرقها، وقتل خلالها 10 آلاف إسرائيلي و20 ألف جريح ومقابل 8 آلاف و528 شهيدًا و19 ألفا و549 جريحًا من صفوف القوات العربية.

حرب لبنان انطلقت في السادس من حزيران/يونيو 1982، شارك بها لبنان وفلسطين سوريا بـ 89 ألف جندي مزود ب 700 دبابة و270 طائرة مقاتلة ضد الاحتلال الصهيوني المسلح بـ 100 ألف مسلح وألف و250 دبابة و400 طائرة مقاتلة، وانتهت بانسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من الجنوب واحتلال إسرائيل للجنوب اللبناني، وقتل خلالها ألف و216 إسرائيليا مقابل 9 آلاف و800 شهيد من الطرف العربي.

من ضمن هذه الحروب حرب تحرير الجنوب والتي استمرت لـ 15 سنة؛ إذ اندلعت 16 شباط/فبراير 1985 بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل مسلحة لبنانية منها حزب الله وحركة أمل والجبهة الوطنية والجبهة الشعبية وانتهت بتاريخ 25 أيار/مايو 2000 بانتصار الفصائل اللبنانية وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، وقتل من جبهة الاحتلال خلال الحرب ألف و188 قتيل 840 جريح، مقابل ألف و546  شهيدًا وألفا و500 جريح من الفصائل اللبنانية. 

في 12 تموز/يوليو 2006 انطلقت حرب تموز بين الاحتلال الإسرائيلي مستمد الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وفصائل مسلحة لبنانية تدعمها لبنان وسوريا وإيران، قتل خلالها 165 جنديًا وألفين و628 جريحًا إسرائيليا، في حين استشهد ألف و843 مسلح وجرح 4 آلاف و409 آخرون من صفوف الفصائل المسلحة، وانتهت بالحرب بتاريخ 14 آب/أغسطس من ذات العام بوقف إطلاق النار بعد اعتماد قرار مجلس الأمن 1701 وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

مشاركة العراق

- تحرير جنين

كان مر على تأسيس الجيش العراقي 27 عامًا، هذه السنوات كانت كافية ليخوض الجيش وجنوده حربا للدفاع عن أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ودحض العدوان الإسرائيلي.

في 31 أيار/مايو 1948، دارت معركة بين الاحتلال الإسرائيلي والجيش العراقي إلى جانب قوات غير نظامية عربية، خلال الحرب "العربية الإسرائيلية".

وعرفت المعركة بمعركة "جنين" نسبة لمدينة جنين الفلسطينية؛ إذ كانت نتيجة المعركة تحرير الجيش العراقي لـ "جنين"، والتي مثلت النصر العراقي المهم والحاسم في الحرب.

بدأت الحرب عندما سعت القيادة العليا العربية إلى الحصول على طريقة للسيطرة على عدد من مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يبدأ نفاذ الهدنة؛ إذ توسطت الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع، ابتداء من 11 حزيران/يونيو 1948. 

وتحتضن "جنين"، مقبرة شهداء الجيش العراقي؛ إذ دفن 44 شهيدًا عراقيًا، شاركوا في الدفاع عن المدينة، يتوسط المقبرة نصب تذكاري كتب على واجهته الأمامية شهداء "جحفل الملكة عالية، من الجيش العراقي في معركة جنين بتاريخ 26 رجب 1367 وعلى الجهة الجنوبية شعار الدولة العراقية.

-أقوى هجوم جوي 

أقوى هجوم جوي على الاحتلال الإسرائيلي نفذته طائرات الجيش العراقي بعملية أطلق عليها الصهاينة والأمريكيون "عملية البرق" لأنها لم تكن في حسبانهم ردًا على قصف الاحتلال لقاعدة الوليد "إتش-3" غرب العراق خلال حرب العرب ضد الاحتلال في حزيران/يونيو 1967.

قضت العملية بإرسال 4 طائرات توبوليف-16 من قاعدة الحبانية بالأنبار، تحمل قنابل تزن الواحدة نصف طن تقريبا لتدمير قاعدة "رامات ديفيد" أكبر قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ أغارت القاصفة الأولى بعد تحليق منخفض على القاعدة الجوية لتحدث دمارا كبيرا فيها وتحلق عائدة للعراق، أما الثانية فتصدت لها طائرتان إسرائيليتان وأصابتها بصاروخ أسقطها لتُلغى على إثرها مهمة الطائرتين الثالثة والرابعة 

نتائج العملية أُسقطت طائرة ميراج وأصيبت اثنتان أخريان، وتضرر عدد من الطائرات، وحُيد حوالي 43 عسكريا بالقاعدة، وأُحدث دمار في 9 مبانٍ بينها مركز القيادة الرئيسي

-حماية أسوار دمشق

بهدف استعادة أراضيهم المحتلة إثر نكسة حزيران 1967 شن الجيش المصري والسوري حربًا على الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر 1973، والتحق بهما الجيش العراقي مدافعًا عن دمشق عبر الجبهة السورية رغم عدم إبلاغ العراق بساعة الصفر من قبل الدولتين مصر وسوريا.

بدأت مشاركة العراق بضربة جوية وجهتها طائرات الـ"هوكر هنتر" وهي الضربة الجوية الأولى للحرب من الجبهة المصرية، إضافة إلى توجيه قوات برية وجوية كبيرة إلى الجبهة السورية. 

نتيجة مشاركة العراق كانت مثمرة وفعالة فغير وجهة الحرب؛ إذ أدت الطائرات العراقية المهمة على الجبهة المصرية وقدمت شهداء وأسرى بينما ردع جنود العراق الهجوم المدرع لجيش الاحتلال الإسرائيلي باتجاه دمشق، وسيطرت القوات العراقية الخاصة على قمة جبل الشيخ، بعملية عسكرية خاطفة.

-صواريخ سكود

في 1991 وفي خضم حرب الخليج الثانية والتي دارت بين قوات التحالف الدولي والعراق إثر اجتياح النظام العراقي السابق لدولة الكويت أطلقت دفاعات الجيش العراقي 43 صاروخ سكود نحو تل أبيب ومدن أخرى في الداخل الفلسطيني قتل على إثرها 14 إسرائيليا وفق إعلام الأخير.

مقاومة أصحاب الأرض

-انتفاضة الحجارة

الثامن من كانون أول/ديسمبر 1987 شهد انطلاق انتفاضة الحجارة (الانتفاضة الأولى) قادها الشعب الفلسطيني متسلحًا بالحجارة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، استشهد خلالها ألف و87 شهيدًا وقتل 160 جنديًا من جيش الاحتلال وجرح 3 آلاف و100 جريح، وانتهت بـ 13 أيلول/سبتمبر 1993 باتفاقية أوسلو (أول اتفاقية رسمية بين الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية نصت على اعتراف "التحرير" بإسرائيل واعتراف الأخيرة بمنظمة التحرير كممثل رسمي عن الشعب الفلسطيني).

-الانتفاضة الثانية

اندلعت الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر/أيلول 2000 بقيادة الشعب الفلسطيني مع مشاركة فتح وحماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، قتل خلالها ألف و69 قتيلًا و4 آلاف و500 جريح من الاحتلال الإسرائيلي بينما استشهد 4 آلاف و412 شهيدًا و48 ألفا و322 جريحًا من صفوف الفلسطينيين وانتهت بتاريخ 8 شباط/فبراير 2005 ببناء جدار الاحتلال العازل في الضفة الغربية وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة.

-فصائل المقاومة - الدفاع عن غزة 

27 ديسمبر/كانون الأول 2008 شن الاحتلال الإسرائيلي حربًا على قطاع غزة أسماها عملية الرصاص المصبوب استعمل بها الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا منها الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب لترد المقاومة الفلسطينية بمعركة الفرقان، أطلقت خلالها 750 صاروخًا استهدف بها جيش الاحتلال وقتلت 13 جنديا وجرحت 300 جندي إسرائيلي آخر، بينما قتلت أسلحة الاحتلال المحرمة ألفا و430 شهيدًا منهم 400 طفل و240 امرأة، لتنتهي بتاريخ 18 يناير/كانون الثاني 2009.

عقب 3 سنوات اعتدى جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بعملية عامود السحاب التي أطلقها بتاريخ 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، المقاومة الفلسطينية ردت بعملية حجارة السجيل، راح ضحيتها 180 شهيدًا بينهم 42 طفلا و11 امرأة من الجانب الفلسطيني وقتلت المقاومة 20 جنديًا وجرحت 625 جندي إسرائيلي ضمن صفوف الاحتلال، لتنتهي المعركة بتاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2012  بوقف لإطلاق النار من جانب الاحتلال تلاه إعلان حماس وقف إطلاق النار .

الاحتلال استمر بإطلاق عملياته العدوانية على قطاع غزة؛ إذ شهد السابع من يوليو/تموز 2014 شن عملية الجرف الصامد والتي راح ضحيتها الفان و322 شهيدا و11 ألف جريح من بينها مجازر جماعية بحق 144 عائلة من الجانب الفلسطيني، لترد المقاومة الفلسطينية بعملية العصف المأكول والتي قتلت على إثرها 72 جنديًا وجرح الفين و522 جنديًا في صفوف جيش الاحتلال، لتنتهي بتاريخ 26 أب/أغسطس 2014 بتحقيق فتحته الأمم المتحدة في الحرب.

سنة 2021 شهدت حربًا أخرى شنها الاحتلال الإسرائيلي هدفها اغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة بهاء أبو العطا، فردت حركة الجهاد الإسلامي بعملية صيحة الفجر، استشهد خلالها 34 فلسطينيا وجرح 100 آخرون بينما تكتم الجانب الإسرائيلي عن عدد قتلاه في المعركة التي استمرت عدة أيام.

اعتدى الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة  بعملية أسماها "حارس الأسوار" بتاريخ 10 أيار/مايو 2021، وراح ضحيتها 250 شهيدًا فلسطينيا و5 آلاف جريح، لترد كتائب عز الدين القسام  بعد استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، واقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى بعملية "سيف القدس"، التي قتل على إثرها 12 جنديًا وجرح 330 آخرون من صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي  لتنتهي بتاريخ 21 من ذات الشهر عقب وقف إطلاق النار وانتصار عسكري للفصائل الفلسطينية.

في الخامس من آب/أغسطس 2022 شنت الاحتلال عملية "الفجر الصادق"، أغتيل خلالها قادة حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري وخالد منصور، فضلا عن 24 شهيدًا بينهم 6 أطفال وجرح 203 فلسطينيين، لترد المقاومة الفلسطينية بعملية "وحدة الساحات"،  التي تكتم الاحتلال الإسرائيلي عن خسائره إثرها.

في عملية هي الأولى من نوعها، اقتحمت فصائل المقاومة الفلسطينية مستوطنات عدة في غلاف غزة  بهجوم بري وبحري وجوي وتسلل بدأ صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وسميت بعملية "طوفان الأقصى" ردا على الاعتداءات المستمرة التي تشنها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين، وقتل على إثر "طوفان الأقصى" ألف 300 إسرائيلي بين جندي ومستوطن وأكثر من 4 آلاف جريح حتى تاريخ كتابة التقرير .

حاول الاحتلال استيعاب عملية "طوفان الاقصى" خاصة عقب نجاحها وتكبده خسائر فادحة ضمن صفوفه فأطلق عملية "السيوف الحديدية" والتي استهدفت سكان غزة بشكل أساسي فتسبب القصف الهمجي لقوات الاحتلال المدعومة من واشنطن ودول الغرب فضلا عن دول عربية باستشهاد ألف و799 مدنيا وجرح أكثر من 6 آلاف و388 مدنيا .  

فصائل المقاومة الفلسطينية

عقب سنوات من الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، بدأت فصائل المقاومة تتشكل للدفاع عن حق الأرض وحماية المدنيين وصد التمدد الاستيطاني لليهود فتشكلت وحدات جيش العاصفة التابعة لحركة فتح عام 1965 على يد ياسر عرفات وخليل الوزير كما شكلت "فتح" مجموعة صقور فتح في 1991 عقب تأسيس القيادي في الحركة ناصر البوز مجموعة الفهد الأسود عام 1989.

 في  1987 ومن عمق "انتفاضة الحجارة" تشكلت كتائب عز الدين القسام وتعتلي "القسام" الآن المرتبة الأولى بقائمة فصائل المقاومة من حيث القوة والعدد وتصنيع السلاح فضل عن قيادة دفة المقاومة الفلسطينية، وتصنف عدد من الدول على رأسها أمريكا الجناح العسكري لحركة حماس "القسام" وقائدها محمد ضيف على قائمة الإرهاب.

تلي القسام من حيث القوة، كتائب سرايا القدس وهي الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وتأسست بذات سنة تأسيس القسام أي 1987؛ إذ تعد ثاني أقوى فصيل مقاومة في فلسطين وتتوزع قواته في قطاع غزة والضفة الغربية وجنين.

الانتفاضة الثانية التي أطلقها الشعب الفلسطيني عام 2000 وقادتها فصائل المقاومة التي ولدت من رحم الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة) فتحت الباب أمام تشكل فصائل أخرى عدة منها كتائب المقاومة الوطنية على يد إبراهيم أبو علبة وأيمن البهداري ولؤي نوفل، وتنتشر بغزة والضفة الغربية والقدس وتتبع للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كما شهدت تشكيل حركة فتح لكتائب شهداء الأقصى بقيادة رائد كرم  في غزة.

استمرت فصائل المقاومة بالتشكل تزامنًا مع الانتفاضة فكان انطلاقها ولادة ألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية في غزة والضفة الغربية إضافة إلى تشكيل حركة المجاهدين الفلسطينية لكتائب المجاهدين المسلحة ثم تشكيل حرمة الفتح لكتائب أحمد أبو الريش في غزة على يد أحمد أبو ستة، ولادة كتائب المقاومة المذكورة اشتركت بتاريخ التأسيس المصادف 2000 كما اشتركت مع الانتفاضة بغايتها وتاريخ اندلاعها إلا أن كتائب أبو علي مصطفى بقيادة أحمد سعدات تشكلت قبلها بعام أي 1999 من داخل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 

رغم أنتهاء الانتفاضة عام 2005 إلا أن فصائل المقاومة استمرت بالتشكل وبعدها بعامين أعلنت حركة الأحرار الفلسطينية عن كتائب الأنصار.

عرين الأسد هي آخر المجاميع المسلحة تكوينًا؛ إذ شكلها مقاتلون من سرايا القدس وكتائب شهداء الاقصى التابعين لحركة الجهاد الإسلامي في 2022 وأعلن عنها في حفل تأبين المقاتلين  محمد العزيزي وعبدالرحمن صبح ويتخد عرين الأسد من نابلس مقرًا له.

التصنيع العسكري

بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية في 1992 بتصنيع الأسلحة الخفيفة بدءًا من المسدس 9 ملم والقنابل اليدوية وقذائف الانيرجا المضادة للدروع الخفيفة وبندقية القنص "غول" بمدى 2 كم.

تطور التصنيع ليصل لمدافع الهاون من عيارات 61 و81 و120 ملم، وقواذف الـبنا والبتـار والياسين المضادة للدروع، والعبوات المضادة للدروع والأفراد، بينما كانت الصـواريخ السلاح الأكثر تأثيرا ضد المحتل، فصُنعت صـواريخ بطرازات متعددة يتراوح مداها بين 75 - 250 كم.

التصنيع الأكثر تقدما كان في الطائرات المسيرة بطرازات، شـهاب، أبابيل والزواري وتكون إما مسيرات استطلاعية أو انتحارية.

تبادل الأسرى 

منذ العام 1949 بدأ بين الاحتلال الإسرائيلي والجانب الفلسطيني والعربي صفقات تبادل الأسرى فكانت الصفقة الأولى بتحرير ألف و285 عربيًا و5 آلاف 21 فلسطينيا مقابل 885 اسرائيليا ثم 41 سوريا مقابل 5 عناصر من الاحتلال الإسرائيلي في حين بادل المصريون سنة 1957، 5 آلاف و500 مصري مقابل إطلاق سراح 4 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ 1963 ولغاية 1969 جرت نحو 5 عمليات تبادل للأسرى تحرر على إثرها 15 سوريا مقابل 15 إسرائيليا و6 آلاف من مختلف الجنسيات العربية أمام 15 إسرائيليا بينهم الجاسوس إيلي كوهين و12 أردنيا مع جثة لمجند إسرائيلي و37 فلسطينيا بينهم الأسير سكرار سكران مقابل إخلاء سبيل 100 إسرائيلي، كما حررت الفلسطينية ليلى خالد مقابل عدد من الجنود الإسرائيليين.

وما بين 1971 و1980 جرت صفقات تبادل الأسرى بـ 10 مناسبات من أبرزها تحرير الفلسطنين محمود بكر وعدد من المصريين مقابل جندي من صفوف الاحتلال عام 1971، إضافة إلى تحرير  5 ضباط سوريين بينهم كمال كنج أبو صالح مقابل إطلاق سراح 4 إسرائيليين في 1973 وفي 1980 حرر فلسطينيان أثنان مقابل إطلاق سراح الجاسوسة الإسرائيلية، أمينة المفتي.

وخلال الفترة الممتدة بين 1983 - 1998 جرت أكثر من 10 عمليات لتبادل الأسرى من أبرزها صفقة تبادل 3 جنود من صفوف الاحتلال الإسرائيلي بينهم الرقيب أول حازي يشاوي مقابل تحرير ألف و155 فلسطينيا ولبنانيا عام 1985، إضافة إلى تحرير 15 أسيرا لبنانيا مقابل جيسي تيرير وهو أستاذ جامعي في 1991، وفي 1997 حرر الفلسطيني أحمد ياسين مقابل إطلاق سراح عدد من عملاء الموساد وعقبها بعام سلمت إسرائيل 80 جثة بينهم جثة هادي نصر الله نجل زعيم حزب الله حسن نصر الله و60 أسيرا لبنانيا مقابل جثة الرقيب الإسرائيلي إيتامار أيليا.

بين 2004 - 2011 جرت 6 عمليات تبادل للأسرى من أهمها عملية تحرير القيادي في حزب الله عبدالكريم عبيد و893 معتقلا عربيا وفلسطينيا وألمانيا فضلا عن 59 جثة لقتلى لبنانيين مقابل العقيد الإسرائيلي الحنان تاتينابوم و3 جثث لعناصر من جيش الاحتلال في 2004، وفي 2008 حرر 5 لبنانيين و5 أطفال فلسطينيين و199 جثة عربية مقابل مجندين إسرائيليين اثنين أما عام 2011 فحرر ألف و28 فلسطنيا مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وفي فلسطنية ومن 1949 ولغاية 2011 حرر بفضل صفقات تبادل الأسرى بين  الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية والجانب العربي 27 ألفا و410 أسرى و421 جثة مقابل إطلاق سراح ألف و10 أسرى، و 54 جثة من الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

الملخص 

فلسطين-أكبر تحدٍ وأهم  قضية تواجه الإنسانية بشكل عام والعرب والمسلمين بشكل خاص منذ عام 1948، مع أهميتها الدينية للمسلمين بكونها أولى القبلتين وثالث الحرمين وتمثيلها للفرق بين الحق والباطل، العدل والظلم، الحقيقة والزيف، وشن العرب للحروب في و1967 و1970 و1973 و1982 كانت نتيجتها انتزاع ما احتلته إسرائيل من أرض العرب في نكسة حزيران 1967 لتبقى بذلك القدس محتلة.

عجزُ الجيوش العربية عن تحرير فلسطين دفع لتكوين فصائل المقاومة الفلسطينية والتي استطاعت بناء أسس قوية لردع العدوان الإسرائيلي على أرضهم فردت المقاومة على الاحتلال بردع 7 حروب على قطاع غزة الذي يحاصره الاحتلال لعقود.

 تطور المقاومة ونصرها برد العدوان بأكثر من حرب نتج عنه طوفان الأقصى باقتحام فصائل المقاومة الفلسطينية مستوطنات عدة في غلاف غزة  في هجوم بري وبحري وجوي بدأ صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ردا على الاعتداءات المستمرة التي يشنها الاحتلال بحق الفلسطينيين، واستطاعت المقاومة من تحييد ألف و300 عنصر من الاحتلال وأسر أكثر من 150 عسكري وفق مصادر الاحتلال.

 وتسعى "حماس" لمبادلة أسرى الاحتلال مع أسرى فلسطينيين وهي من الصفقات التي لا طالما حرر على إثرها أسرى عديدون فمنذ الـ 1949 ولغاية 2011 جرت أكثر من 33 عملية تبادل أسرى حرر خلالها 27 ألفا و410 أسير و 421 جثة لشهداء عرب وفلسطينيين مقابل تحرير ألف 410 أسرى و54 جثة إسرائيلية. إلى الآن وبتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لا تزال عملية طوفان الأقصى مستمرة تقابلها عملية السيوف الحديدية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة وسكانها المدنيين استشهد على إثرها ألفان و329 مدنيا وجرح 9 آلاف و24 مدنيا آخر.



المصادر

مركز المعلومات الوطني الفلسطيني-وفا

المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية

الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية 

رصد خاص أجراه فريق صحافة البيانات 

مركز الجزيرة 

قناة بي بي سي

اخترنا لك