صورة الخبر

21:12:34 2024-12-10 : اخر تحديث

13:21:56 2023-09-14 : نشر في

ماذا بعد زيارة السوداني إلى تركيا؟

حجم الخط

أنس السالم - شبكة الساعة

تترقب الأوساط العراقية ما ستؤول عنه زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى أنقرة ولقاؤه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خصوصًا فيما يتعلق بملف المياه بين البلدين.

بحسب الجانب التركي، السوداني ناقش الملف الأمني المتعلق بتنظيم "بي كا كا" في العراق، وضبط الحدود، وعمل المعابر الحدودية، وملف الطاقة، والعلاقات الاقتصادية والتجارية، فضلا عن ملف المياه باعتباره "ملفا رئيسا".

وتمتد أزمة المياه بين البلدين لعقود طويلة، ولكنها بدأت تطفو على السطح بعد أن انحسرت مناسيب الأنهر في العراق، حتى وضعت بلاد الرافدين على قائمة البلدان المهددة بالجفاف.

 

خسارة للعراق

قال الخبير الاقتصادي دريد العنزي، لشبكة "الساعة" إن "كل ما تمخض من زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تركيا لا تتعدى نتائجه 1‎%‎".

وأوضح أن "علاقة تركيا بالعراق علاقة قوية، علاقة تبادل تجاري تقدر ب 15 مليار سنويًا، ولم تتمكن أي حكومة عراقية من تقليصها، بل يسعون إلى زيادتها".

وبين العنزي أن "زيادة التجارة مع تركيا تعني خسارة العراق تصنيعا وزراعة".

وأشار إلى "احتمالية أن يكون هناك تراكم مياه في تركيا أو خوفهم من الزلازل أو إكرامًا منهم لذلك سيطلقون المياه".

وتسأل العنزي "هل هيأت الحكومة الإجراءات اللازمة لاستقبال الكميات الهائلة من المياه القادمة، وهل تستطيع تخليص المياه من عملية التبخر؟".

وبين أن "السوداني منذ تسلمه للسلطة زار العديد من الدول، لكن جميعها لم تؤت أكلها ولم نحصد ثمارها".

وبالنسبة للربط السككي المتوقع حصوله بين العراق وتركيا فقد وصفها العنزي بأنها "عملية صعبة"، مستبعدًا "تحقيقه على أرض الواقع".

 

ملف المياه

قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور عصام الفيلي، بتصريح لشبكة "الساعة"، إن "مشكلة المياه بين العراق وتركيا أزلية؛ لأن تركيا تؤمن بأن نهري دجلة والفرات ليسا نهرين دوليين وإنما نهران عابران للحدود، لذلك ترى لها حق إقامة السدود متى أرادت".

وأضاف أن "ملف المياه هو حصرا بيد رئيس جمهورية تركيا، لذلك على العراق أن يخلق تفاهمات معه، على زيادة كمية الإطلاقات مع إقامة سدود ما بعد الحدود سواء في أربيل أو بعض المناطق في السليمانية، أو عمل بحيرات صناعية في الجنوب أو ما شابه ذلك".

وأوضح أن "العراق لا يملك القدرة على الاكتفاء الذاتي، وما زال مُبتلى بالمرض الهولندي الذي يعتمد على اقتصاد أحادي الجانب باعتمادنا على بيع النفط فقط، بالتالي هذا يخلق حالة من التكاسل".

ولفت الفيلي، إلى "وجود مؤشرات حقيقية تثبت بأن العراق بدأ يتجه إلى تحقيق أمنه الغذائي من الخضراوات وبعض المواد الغذائية بما يُعرف بالزراعات والتقنيات الحديثة كالتي تحت التربة أو التنقيط أو المرشات".

وأشار إلى أن "هناك مسألة أساسية فيما يخص الزراعة، وهي توجه العراق إلى زراعة المحاصيل الاستراتيجية التي تستنفد أقل كمية من المياه بطريقة تحقق له واردات أكبر".

 

الربط السككي

قال الفيلي، إن "الربط السككي مع تركيا وإيران جزء لا يتجزأ من عملية إقامة ميناء الفاو، والقناة الجافة ستكون المرتكز ويتجه الربط من الفاو إلى الحدود التركية وتكون مساحته أكثر من ألف كيلومتر، ثم يعبر الحدود التركية ليمتد إلى أوروبا بالتحديد، ويكاد يكون هذا أكثر من ألف و500 كيلومتر".

وأضاف أن "موضوع إقامة المشروع ما زال قائما، ومن الممكن ربط أكثر من 500 كيلومتر من الحدود السورية باتجاه تركيا والتي تسعى الكثير من دول العالم لربط البحر الأبيض المتوسط باتجاه الأراضي التركية عبر القناة الجافة".

 

تبادل تجاري

قال الباحث السياسي والاقتصادي جبار علي التميمي بتصريح خص به شبكة "الساعة"، إن "زيارة السوداني لتركيا ولقاءه برؤساء الأموال والتجار هو لإغرائهم وإقناعهم بمزيد من الاستثمارات والعمل في العراق".

وأضاف أن "هناك دفعة من المياه ستطلق هذا الشهر بما يخص أزمة المياه بين العراق وتركيا، وستكون هناك لجنة فنية مشتركة بين البلدين مهمتها تقاسم الضرر البيئي نتيجة قلة تساقط المياه، والتوزيع العادل للمياه الساقطة بين البلدين"

وعن الربط السككي الحديدية، أكد التميمي، أنه "مشروع له تأثير على مستوى العالم، وهو مشروع نقل جديد في المنطقة، وطريق بري وسككي للبضائع، ويمكن إضافة أبراج نقل وخطوط ناقلة لأنابيب الغاز والنفط".

والثلاثاء، أعلن السوداني أن العراق وتركيا تبنيا مشروع طريق التنمية الرابط بين الشرق والغرب عبر بلاده.

وأعلن أردوغان أيضا زيادة الإطلاقات المائية في نهر دجلة من الجانب التركي لمدة شهر، وذلك لدعم العراق في مواجهة أزمة الجفاف، مبينا أن تركيا أيضا تعاني من الجفاف وتدني مستوى المياه لأول مرة منذ 60 عاما.

وفي أكثر من مرة يعلن العراق وتركيا عن مساع لتفعيل بنود اتفاق جديد حول تقاسُم مياه نهري دجلة والفرات، بما يضمن توزيعًا عادلًا للمياه، على خلفية المباحثات الأخيرة بين البلدين، إلا أنهما لم يتوصلا إلى اتفاق واضح.

ويعتمد العراق في تأمين المياه بشكل أساسي على نهري دجلة والفرات، وروافدهما، والتي تنبع جميعها من تركيا وإيران وتلتقي قرب مدينة البصرة جنوب العراق، لتشكل شط العرب الذي يصب في الخليج.

اخترنا لك