2023-03-18 11:35:47

الجفاف والانهيار.. ماذا ينتظر سد الموصل؟

قيس السالم - شبكة الساعة

+ حجم الخط -

تواجه دول العالم وعلى وجه الخصوص العراق أزمة جفاف خانقة نتيجة التغييرات المناخية الأخيرة وسط ترجيحات بأن العراق هو المتضرر الأكبر من هذه الأزمة نتيجة عدم اتخاذ الاحتياطات الكاملة فيما يتعلق بحفظ الخزين المائي عن طريق إنشاء السدود.

الغريب في الأمر أن الحكومات المتعاقبة على الحكم في العراق بعد 2003 لم تعمل على إنشاء السدود للاحتفاظ بالخزين المائي واستغلال الإطلاقات المائية من تركيا وإيران، ولم تعمل على إدامة السدود التي بُنيت في زمن النظام السابق.

الأمر الذي دفع تلك الدول إلى تقليل نسبة الإطلاقات المائية للبلاد، ومطالبة بغداد باستغلال المياه وسط أزمة الجفاف التي تعصف بالعالم.

ويوجد في العراق "سد الموصل" وهو أكبر سدود البلاد ورابع سد في الشرق الأوسط، إذ يبلغ طوله 3.2 كيلومترا وارتفاعه 131 مترا، وتم إنشائه في عام 1986 إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والذي أطلق عليه في ذلك الوقت بـ "سد صدام".

وسد الموصل تم إنشاؤه على أرض غير صالحة لبناء السدود، إذ تم بنائه على تربة هشة مما دفع بالكثير من الخبراء آنذاك إلى إطلاق تحذيراتهم بشأن خطورة إنشائه على هذه التربة.

وأكدوا في وقتها حاجة السد إلى دعم وإعادة تأهيل بشكل مستمر تفاديا لانهياره؛ ما دفع بحكومة النظام السابق لإنشاء معمل أسمنت بالقرب منه لتزويده بالحقن الإسمنتي باستمرار.

 

خزين سد الموصل

قال أكرم أحمد مدير سدود إقليم كردستان، في تصريح خاص لشبكة "الساعة" إن "خزين سد الموصل يبلغ حوالي مليارين و200 مترا مكعب، أي أقل من 20% من الخزين الكلي، وأن شركة (تريفي الإيطالية) ووزارة الموارد المائية أجرت عمليات صيانة جيدة للسد".

وأضاف أحمد، أن "عمليات الإدامة التي يخضع لها السد هي عمليات إدامة بسيطة"، مبيناً أن "سد الموصل حاليا فيه أكبر خزين مائي في المنطقة".

وتابع أن "استغلال سد الموصل لمعالجة أزمة الجفاف أمر صعب؛ بسبب عدم وجود كمية كافية من المياه ألا أنه من الممكن أن يساعد على تقليلها".

وختم أحمد قوله، إن "السنة الحالية هي صعبة على العراق وتحتاج إلى إدارة ذكية من وزارة الموارد المائية وتعاون جيد من المواطنين والفلاحيين ككل".

من جانبه، قال الخبير الزراعي والمائي عادل المختار، لشبكة "الساعة"، إن "سد الموصل في أدنى خزين مائي ولا يستطيع إنتاج الكهرباء، إذ أنه وصل لمراحل متدنية من الخزين".

وفيما يخص خطورة انهيار سد الموصل، أكد المختار، أن "السد إذا تعرض للانهيار أو لم يتعرض فهو لا يحتوي على ماء".

وأضاف أن "السد آمن جدا وعمليات الحقن والإدامة مستمرة على مدار اليوم، ولا توجد خطورة من انهياره ونتأمل أن تدخل الأمطار الأخيرة سد الموصل وتساعد في ارتفاع خزينه فضلا عن أن هناك بريق أمل بزيادة الإيرادات من تركيا".

ولفت إلى أنه "في الوضع الحالي يعتبر سد الموصل خالي من الماء بسبب أن الخزين المائي متدني جدا، ولا يستطيع السد أن يعالج أزمة الجفاف في العراق لأن كميات المياه فيه قليلة وأزمة الجفاف كبيرة".

وأشار المختار، إلى أن "الإطلاقات المائية المتوقع مجيئها من تركيا، فضلا عن الأمطار الأخيرة المتساقطة شمال العراق من المؤمل أن تعمل على ارتفاع الخزين، إذا أن الأمطار التي تسقط شمال العراق تخزن في حين أن الأمطار التي تسقط جنوب سامراء من سامراء جنوبا نحو البصرة لا تخزن ونستفيد منها في تدعيم الأهوار ودفع اللسان الملحي وري المزروعات".

واختتم الخبير المائي قوله: "نتأمل وجود وفرة مائية أو إيرادات مائية جيدة نستطيع من خلالها توفير رية الفطام لأنها مشكلة كبيرة، إذ أنه في حال توقف الأمطار فيتوجب دفعها من الخزين المائي وتقدر بمليارين ونصف متر مكعب وهذا رقم كبير لأن الخزين المائي وهو الأسوأ منذ ثلاثينات القرن الماضي".

 

بناء السد

في وقت سابق، حذرت إدارة سد الموصل في محافظة نينوى من تراجع خطير في منسوب المياه في البحيرة التي تعد واحدة من أكبر بحيرات الشرق الأوسط.

وقال مدير مشروع سد الموصل رياض النعيمي، إن "الوضع المائي في بحيرة سد الموصل حرج للغاية جراء تدني مستويات المياه فيها".

وأكد أن "تراجع مناسيب المياه يرجع لقلة الواردات المائية القادمة من تركيا، ويقابل ذلك زيادة الإطلاقات المائية من السد لسد النقص في المياه".

وحذر النعيمي "من تداعيات الأزمة الحالية على الوضع المائي في عموم العراق، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستكون حرجة إذا لم تصل واردات مائية جديدة لسد الموصل".

ودعا مدير السد "رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال زيارته للعراق إلى حشد الموقف الدولي الداعم للعراق في حل مشكلة المياه مع دول الجوار".

وتتهم حكومة بغداد دول الجوار بتقليص الواردات المائية للبلاد، وتؤكد أن التغيير المناخي وأزمة الجفاف يجب أن يتشارك فيها جميع الدول.

ويعزو مختصين سبب أزمة الجفاف التي طرأت على العراق مؤخرا إلى عدة أسباب أهمها عدم وجود جهد دبلوماسي في حل ملف المياه مع دول الجوار (تركيا وإيران) فضلاً عن الحكومات المتعاقبة التي عملت على نهب ثروات البلاد هاملين ملف المياه والذي هو من أهم الملفات التي يتوجب على الحكومات حلها وتقصيرهم الواضح في عدم بناء سدود على نهري دحلة والفرات.

وتواجه حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، التحديات تباعا لاسيما فيما يتعلق بارتفاع سعر الدولار والفساد المستشري بكل مفاصل الدولة، فضلاً عن السلاح المنفلت وتحديات أمنية أخرى.

اخترنا لك

بودكاست
فيديو