2023-03-17 12:36:17
شبكة الساعة
بمثل هذه الأيام قبل عقدين من الآن، كان العراقيون لا ينامون الليل، وهم يترقبون الغزو الأمريكي للبلاد، المحسوم أمره من قبل واشنطن، وغير المعلوم وقته بالتحديد، في أي ساعة وأي يوم.
الترقب كان ملؤه القلق من مصيرهم أولا ومصير الوطن ثانيا، فلا أحد يمكنه التكهن بما ستفعله القوات المصرة على الغزو، قبل أن يشاهد الجميع الإجابة اليوم على ذلك السؤال المطروح قبل 20 عاما من الآن.
الدمار ولا شيء غير الدمار. حروب، إرهاب، طائفية، محاصصة سياسية، فساد، تكميم للأفواه، قتل للشباب، سيادة منتهكة، وبلاد بلا رافدين، هذا هو الحال اليوم.
واشنطن وعدت في حملتها الدعائية لغزو العراق، أنها ستجعل من بلاد دجلة والفرات نموذجا للديمقراطية في المنطقة بأسرها، فأي ديمقراطية تلك التي جلبتها للعراق؟
عن هذا السؤال وأسئلة أخرى، كان لشبكة "الساعة"، هذا الحوار مع الباحث في الشأن السياسي حسين دلي.
• هل من مبرر لغزو أمريكا للعراق؟
أمريكا غزت العراق واحتلته بعيدا عن القانون الدولي ولم تسمع لكل صيحات الاحتجاج، لذا لا يوجد أي مبرر لكن قامت به واشنطن من احتلال غاشم للبلاد.
• هل برأيكم لم تكن أمريكا صادقة من الأساس بوعودها والتزاماتها بحق العراق؟
أهم ملفين قادتهما أمريكا لاحتلال العراق، وجود أسحلة دمار شامل، والدعوة لجلب الديمقراطية إلى العراق.
الجميع يعلم بأن العراق ليس لديه أسلحة دمار شامل، وكل فرق التفتيش قالت إن العراق ليس لديه أسلحة الدمار، وهذا ما تم رؤيته بوضوح بعد الاحتلال، وتبين أن الكذبة التي ساقها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول كذبة واضحة للملأ.
• هل حقا جلبت واشنطن الديمقراطية للعراق؟
منذ السنة الأولى أدرك العراقيون بأن ما ادعته أمريكا من جلب الديمقراطية للعراق هو "وهم وكذبة"، أما الذين انساقوا مع الأمريكان في تدمير العراق وهم الأحزاب الذين وقعوا في اتفاقية لندن واتفاقية أربيل، كانوا يريدون السيطرة على العراق وامتصاص خيراته، والآن بعد 20 عاما نرى كيف فعلت هذه الأحزاب بالعراق وأذاقته الويلات.
هذه الديمقراطية العرجاء ليس لها إلا موضوع الانتخابات. المحللون يرون أن التزوير كان كبيرا في الانتخابات منذ 2004 وحتى 2021، والمشاركة فيها من قبل العراقيين لم تتجاوز 19 % فقط.
الديمقراطية في العراق ليس فيها عدالة، وليس فيها حريات، ليس فيها توزيع السلطات، والقضاء يتداخل مع الأمن والفاسدين.
الأحزاب نفسها تقتات على هذه الديمقراطية، ولم ير العراقيون للديمقراطية أي وجه حقيقي لمفهوم العدالة والحريات واحترام لهم. رأينا الحروب والعنف والتفجيرات والمهجرين والنازحين والتغيير الديمغرافي وانتشار المخدرات وتحكم شلة من العمائم بالملف العراقي.
• هل بحسبكم لأمريكا دور في الأحداث الطائفية التي شهدها العراق بعد 2003؟
أحداث الطائفية في العراق يتداخل فيها الأمريكان مع بقية الأحزاب والميليشيات التي كانت سببا بتأجيج الطائفية. كذلك "تنظيم القاعدة" كان له دور والميليشات الإيرانية التي اغتالت المئات من الكفاءات العراقية.
استفاد الأمريكان بتخفيف الضغط على قوتهم من خلال تسليط الضوء على العنف المتبادل بين "تنظيم القاعدة" و"جيش المهدي"، وأصبح العراقيون مسرحا لهذه الطائفية في ظل تخلي الأجهزة الأمنية عن واجبها وتخلي الأمريكان عن دورهم كقوة محتلة ملزمة وفق القانون الدولي بحفظ الأمن وإحلال السلام.
• ما مستقبل الديمقراطية التي بنتها واشنطن في بغداد؟
مستقبل الديمقراطية في العراق مستقبل مظلم، حتى مع مجيء رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني الذي يحاول كما حاول سلفه مصطفى الكاظمي في الأشهر الأولى باستمالة الشعب العراقي ببعض الأفكار والمبادرات، وبالحقيقة هي مجرد تجميل للوجه الشاحب الذي بات عليه حال الدولة العراقية التي ينخرها الفساد.
: كلمات مفتاحية
2023-03-24 11:56:49
النعرات الطائفية تعود للمنابر في العراق
2023-03-24 11:54:09
هل يلقي الاتفاق السعودي الإيراني بظلاله على المجتمع؟
2023-03-23 15:02:33
السوداني في أنقرة وملفات عدة على الطاولة
2023-03-23 14:58:39
العراقيون يستعدون لرمضان ولا ينسون مساعدة الفقراء