14:17:21 2024-12-11 : اخر تحديث
11:51:21 2023-07-06 : نشر في
صحافة البيانات-شبكة الساعة
2019، انطلقت شرارة احتجاجات شعبية في محافظات عراقية عدة، للمطالبة بإسقاط الحكومة وإنهاء الفساد والمحاصصة الطائفية وحفظ سيادة البلاد.
كانت البداية من العاصمة بغداد حتى وصلت إلى محافظات أخرى مؤيدة وداعمة لمطالب ما تسمى بـ "ثورة تشرين" نسبة إلى شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019 الذي شهد مطلعه انطلاق الاحتجاجات.
أول من هتف في التظاهرات كان باعة بسطاء أزاحت أمانة العاصمة بغداد أكشاكهم، فضم أصحاب الشهادات العليا و العاطلون عن العمل والناشطون أصواتهم إلى أصحاب الأكشاك، وازدادت التظاهرات قوة بالتحاق الطلاب إلى ركب المحتجين.
تمسكت الاحتجاجات بمطالبها حين سالت أول قطرة دم بين المحتجين بعد عنف القوات الأمنية في مواجهتهم، وتركزت المطالب على إسقاط الحكومة برئاسة رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، وحل البرلمان وانتخابات مبكرة بقانون انتخاب جديد.
ردت الحكومة على هذه المطالب مبررةً أن ما حدث من عنف ليس من مسؤوليتها وإنما طرف "ثالث" يستهدف المحتجين، بحسب وزير الدفاع حينها، نجاح حسن علي الشمري.
وتسمية "الطرف الثالث" أطلقتها الحكومة على من قتل المتظاهرين لتخلي مسؤوليتها، فاعتبرت أن هناك مجموعة من "المندسين" المدعومين من قوى خارجية تتأمر على تجربة العراق في الديمقراطية والتنمية وتحديدا على حكم الإسلام السياسي الشيعي.
بينما فسر الداعمون لعبد المهدي أن "الطرف الثالث" تابعا لأجندة أميركا وإسرائيل، وهناك من يلمح إلى أن "الطرف الثالث" هو قوى المليشيات المسلحة المدعومة من إيران.
بينما اعتبر المهتمون والمراقبون للشأن العراقي أن "الطرف الثالث" هو سياسة اتبعها النظام السياسي القائم منذ 2003 لحل المشكلات وعقد الصفقات وايضا التنصل من المسؤولية أمام الشعب العراقي.
ازداد العنف مسبباً ارتفاعاً في أعداد القتلى والجرحى من المحتجين وكثرت حالات اغتيال الناشطين، ومنذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر وحتى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 دفعت الأحداث المحتجين لتوحيد مطالبهم بإسقاط عادل عبد المهدي وحكومته.
"نريد وطن" شعار "ثورة تشرين" يحتضن في طياته مئات القتلى وآلاف الجرحى، فكان النصيب الأكبر لشهر تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بعدد 276 قتيلا من شباب العراق تلاه شهر تشرين الثاني/نوفمبر بـ 183 ضحية أخرى.
شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2019 شهد مقتل 58 شابًا، تلاه مقتل 32 شابًا في كانون الثاني/ يناير 2020.
استمر المتظاهرين برفع شعار "نريد وطن" ورفع سقف مطالبهم مع كل قطرة دم تسيل منهم حتى بلغ عدد ضحايا "ثورة تشرين" لغاية نيسان/ أبريل 2021، 626 قتيلا.
فرضت دماء أكثر من 700 متظاهر وجروح نحو 27 ألف محتج بسبب العنف في مواجهة الاحتجاج، على الحكومة تحقيق مطالبهم بإقالة عادل عبد المهدي وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة كُلف بالتحضير لها رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي بعد أن شكل حكومة انتقالية.
آلة الاغتيالات تطال الناشطين
منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2019 فتحت فوهات البنادق تجاه شباب طالبوا باسترداد حقوقهم، فصرخة "نريد وطن" أزالت قفل الأمان عن أسلحة ما اسمته حكومة البلاد برئاسة عادل عبدالمهدي آنذاك بالطرف "الثالث".
اقتنصت آلة الاغتيال قادة وناشطين مؤثرين في "ثورة تشرين" في عمليات تبدو أنها منظمة ومنسقة، ويمتلك الجناة كل الأدوات لتنفيذها دون الوصول إليهم أو حتى ملاحقتهم؛ إذ إن كل تلك الحوادث والمحاولات مرت بدون أي عقاب لمنفذيها، أو حتى الكشف عن هوياتهم، أبرزهم:
-رسام الكاريكاتير حسين عادل وزوجته
بدأ المسلسل المرعب بعملية اغتيال بشعة راح ضحيتها الناشطان، رسام الكاريكاتير حسين عادل، وزوجته سارة طالب، التي كانت حاملاً، عندما اقتحم مجهولون منزلهما في البصرة، في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وأطلقوا النار عليهما وأردوهما قتيلين في الحال مع الجنين.
وعُرف عنهما أنهما كانا من منسقي التظاهرات في مدينة البصرة، وكان يقدمان الإسعافات الأولية للمصابين في الاحتجاجات في يوم اغتيالهما.
-أمجد الدهامات
اغتيل بمسدس مزود بكاتم للصوت في ساعة متأخرة من ليل 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، على مقربة من منزله في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان بعد عودته من ساحة الاعتصام في المدينة.
وكان الدهامات أحد أبرز منسقي الاحتجاجات في محافظة ميسان وأحد دعاة إقامة حوار وطني شامل لإصلاح أوضاع البلاد.
-عدنان رستم
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، اغتيل على يد مسلحين مجهولين في منطقة الحرية بالعاصمة بغداد، وهو ناشط مدني وأبرز الداعمين والمشاركين في احتجاجات بغداد.
-فاهم الطائي
اغتيل على يد مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية في 8 كانون الأول/ديسمبر 2019، وسط كربلاء، عندما كان عائداً من ساحة الاحتجاجات الرئيسية في المدينة، وكان من طليعة منسقي الاحتجاجات في كربلاء.
-زهراء علي
وجدت مقتولة بعد يومين من اختطافها في بغداد؛ حيث ألقى خاطفوها جثتها أمام منزل عائلتها في 9 كانون الأول/ديسمبر 2019.
وكانت زهراء الطالبة في كلية الآداب (19 عاماً) توزع الطعام والشراب على المتظاهرين في "ساحة التحرير" في بغداد.
-علي اللامي
عثر عليه جثة هامدة في 11 كانون الأول/ديسمبر 2019 وفي جسده 3 رصاصات في الرأس أطلقت عليه من الخلف أثناء سيره في منطقة الشعب ببغداد بعد مغادرته "ساحة التحرير".
وكان اللامي قد كتب على صفحته قبل اغتياله بساعات إنه لن يعود من التظاهرات إلى بيته إلا في تابوت.
-حقي إسماعيل العزاوي
وهو ناشط وصحفي وكان مواظباً على التواجد في "ساحة التحرير"، معقل احتجاجات العاصمة، اغتاله مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية في منطقة الشعب ببغداد في 15 كانون الأول/ديسمبر 2019.
-محمد جاسم الدجيلي
أطلق مجهولون النار عليه عندما كان يقود سيارته في "شارع فلسطين" ببغداد في 15 كانون الأول/ديسمبر 2019، ما تسبب بمقتله في الحال، وكان ينشط في تقديم الدعم الغذائي للمعتصمين في "ساحة التحرير".
-ثائر الطيب
انفجرت عبوة ناسفة محلية الصنع وضعت تحت سيارته، وسط الديوانية (جنوب)، في 24 كانون الأول/ديسمبر 2019، وتوفي في اليوم التالي بالمستشفى.
وعرف عن الطيب مشاركته في أغلب التظاهرات بالديوانية، وكان فعالا دائما، يحث الجميع على المشاركة.
-تحسين أسامة الخفاجي
أطلق مسلحون مجهولون، في 14 آب/أغسطس 2020، النار عليه، وذلك عندما اقتحموا مركزاً لتقديم خدمة الإنترنت يعود له في "شارع البهو" وسط بغداد، ما أدى لمقتله على الفور.
ويعرف عن الخفاجي أنه كان دائم المشاركة في التظاهرات والاعتصامات بالعاصمة.
-ريهام يعقوب
في 19 آب/أغسطس 2020، أطلق مسلحون النار على سيارة كانت تقلها و3 من صديقاتها وسط مدينة البصرة، ما أدى لوفاتها وإحدى صديقاتها، فيما أصيبت رفيقاتها الأخريات بجروح.
وكانت ريهام، وهي طبيبة، واحدة من أبرز الناشطات اللاتي شاركن في الاحتجاجات، وقادت العديد من المظاهرات النسائية في البصرة.
-إيهاب الوزني
اغتاله مسلحون مجهولون فجر يوم 9 أيار/مايو 2021 قرب منزله بكربلاء، وكان رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، واعتقل قائد في "الحشد الشعبي" على خلفية اغتياله.
-أحمد جابر الياسري
قتل في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 على يد مسلحين مستقلين سياراتَي "تاهو" بعد عودته من ساحة الاعتصام؛ إذ عرف بنشاطه في تظاهرات محافظة النجف.
الانتخابات المبكرة
أجبرت الاحتجاجات العراقية أو ما يسمى بـ "ثورة تشرين" رئيس الوزراء آنذاك على الاستقالة من منصبه، وذلك تلبية لمطالب المتظاهرين بإجراء انتخابات مبكرة.
وتوافقت الكتل السياسية على مصطفى الكاظمي، الذي كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات، لتولي منصب رئيس الوزراء لحين موعد الانتخابات المبكرة والتي تحدد موعدها بتاريخ 10 من تشرين أول/ أكتوبر 2021.
واستُثنِيَ من الانتخابات عراقيو الخارج بقرار من المفوضية العليا للانتخابات، بعد أن تعذرت بضيق الوقت وصعوبة تسجيل ناخبي الخارج، بينما اعتذرت وزارة الخارجية عن إجراء الاقتراع في السفارات والقنصليات بسبب ظرف جائحة كورونا، وضيق الوقت المتاح لفتح حسابات باسم مكتب المفوضية
ويبلغ عدد عراقيي الخارج مليونين و160 ألف عراقي وفق إحصائيات رسمية، منتشرين بين دول الجوار وأوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
جرت الانتخابات بتاريخها المحدد وعقب الإعلان عن نتائجها قوبلت برفض عدد من القوى السياسية؛ إذ أثارت خسارة الأحزاب (المقربة من إيران) موجة احتجاجات بزعم التزوير قبل أن تصادق على شرعيتها المحكمة الاتحادية، ما دفع ائتلاف دولة القانون الحاصل 35 مقعدًا لتشكيل تحالف لمواجهة الكتلة الصدرية (بزعامة مقتدى الصدر).
وكشفت نتائج الانتخابات تفوق الكتلة الصدرية على القوى السياسية بفارق كبير؛ إذ حصل مرشحو التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر على 73 مقعدًا في البرلمان، ما جعله متمسكًا بخيار تشكيل "حكومة الأغلبية الوطنية".
وعقب إصرار الإطار التنسيقي على تشكيل حكومة "توافقية" شبيهة بالحكومات السابقة، كونت الكتلة الصدرية تحالف "إنقاذ وطن" أو ما يسمى بـ "التحالف الثلاثي"، والذي ضم تحالف السيادة برئاسة السياسي، خميس الخنجر والمكون من القوى السياسية السنية المتمثلة بحزب "تقدم" بقيادة رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، والحاصل على 37 مقعدًا، فضلًا عن عزم الحاصل 14 مقعدًا.
والعضو الثالث في تحالف "إنقاذ وطن"، هو الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة رئيس إقليم كردستان العراق السابق، مسعود بارزاني، الحاصل على 31 مقعدًا في البرلمان.
شكل تحالف إنقاذ وطن المنافس لتحالف الإطار التنسيقي أغلبية كاسحة عقب تشكيله؛ إذ بلغ إجمالي نوابه 155 نائبًا، إلا أن "الإطار" اختار أن يكون دور نوابه في البرلمان "معطلًا" لإكمال نصاب جلسات مجلس النواب لتشكيل الحكومة ما عرقل التحالف الشيعي السني الكردي (إنقاذ وطن) عن تشكيل حكومة "أغلبية وطنية".
أصرار الإطار على تشكيل حكومة توافقية دفع نواب الكتلة الصدرية إلى الاستقالة من البرلمان فاستحوذ الإطار التنسيقي على 43 مقعدًا من أصل 73 مقعدًا للتيار الصدري فضلا عن 5 مقاعد أخرى بفضل الانشقاق الذي ضرب صفوف تحالف عزم بقيادة خميس الخنجر ؛ إذ بلغ عدد نواب الإطار 116 نائبًا فضلًا عن النواب المستقلين الذين انضموا لاحقًا للإطار، وهو ما أمال كفة الميزان نحو الإطار التنسيقي ليمسك بزمام أمور تشكيل الحكومة.
يعزو مراقبون تفاقم الأزمة السياسية التي ضربت البيت الشيعي إلى غياب قائد فيلق القدس الإيراني السابق، قاسم سليماني، الذي قتل بغارة أمريكية بالقرب من مطار بغداد عام 2020 وعدم تمكن خليفته إسماعيل قاآني من إدارة الملف العراقي.
: كلمات مفتاحية
2024-07-24 11:29:54
محامية عراقية ضمن حملة ترامب!
2024-07-24 11:25:30
الحكومة العراقية تنفي صلتها بصفحات "التطبيل"
2024-07-24 11:21:23
طائرات مسيرة تجوب سماء العاصمة بغداد وتقصف مخزن أسلحة يتبع فصيلا مسلحا
2024-07-24 11:17:27
اتهامات للسياسيين السنة بالمتاجرة بنازحيهم